زعمت مجلة جيش الدفاع الإسرائيلى «israeldefense» فى تقرير خاص أعده الإعلامى والباحث فى تاريخ المخابرات بجامعة بار إيلان العميد احتياط "أفرايم لابيد"، والذى تولى أيضًا فى الماضى العديد من المناصب الحساسة بشعبة المخابرات الحربية، وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى وقائدًا لإذاعة الجيش الإسرائيلى؛ زعمت أن الجاسوس المصرى الأسطورى الشهير إعلاميًا باسم «رأفت الهجان» أو باسمه الحقيقى "رفعت على سليمان الجمال" كان عميلاً مزدوجًا عمل لحساب المخابرات الإسرائيلية. وقال "لابيد" إن كتاب راندولف ونستون تشرشل حول حرب الأيام الستة (نكسة 1967) أشار بشكل جيد إلى أن جهود الخداع الإسرائيلية كانت فعالة ومؤثرة، مشيرًا إلى أن قصة العميل المزدوج الذى سُمى ب"الوتد" كانت أحد الأحداث الرئيسية التى قادها جهاز الأمن العام الإسرائيلى خلال عقد الستينيات. وأضاف أن المواطن المصرى "رفعت على الجمال" كان خارجًا على القانون فى بلاده، فاكتشفه رجال المخابرات المصرية وعرضوا عليه أن يصبح جاسوسًا مقابل إلغاء محاكمته؛ فوافق وتم تصديره لإسرائيل كيهودى فى إطار موجة هجرة اليهود من مصر بعد العدوان الثلاثى. وتابع "لابيد" مزاعمه قائلاً: عندما وصل لإسرائيل أثارت سلوكياته الشكوك حتى اعتقله الشاباك وعُثر فى بيته على أجهزة تجسس، عندئذ عرضوا عليه أن يكون عميلاً مزدوجًا حتى يتفادى محاكمته بتهمة التجسس لحساب دولة معادية. وأضاف أنه من أجل تدعيم مكانته فى إسرائيل ساعدوه على فتح مكتب سياحى بشارع برنر فى تل أبيب، حيث انبهرت المخابرات المصرية من علامات استيعابه بإسرائيل باعتباره عميل مكتب سفريات. وزعم "لابيد" أن المعلومات التى تم تسريبها للمصريين عن طريقه كانت فى معظم الأحيان أصلية من أجل تدعيم مصداقيته أمام مشغليه المصريين، وخلال السنوات كان هناك مد وجزر فى أدائه مع جهازى المخابرات المصرى والإسرائيلى اللذين عمل لحسابهما. وأضاف أنه بالقرب من حرب الأيام الستة تم تزويده بمعلومة مضللة تتناول بالأساس نظرية عمل سلاح الجو الإسرائيلى، مشيرًا إلى أن "رفعت" نجح فى إقناع المصريين بأن سلاح الجو الإسرائيلى يعانى من تدنٍّ حقيقى أمام سلاح الجو المصرى، وأن الجيش الإسرائيلى لن يجرؤ على المساس بقواعد سلاح الجو المصرى نظراً لأنها محصنة جيدًا ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات. وتابع قائلاً: "بهذه الطريقة بُنيت فى عيون المصريين النظرية التى سادت لديهم حتى بعد الحرب بأن الهجوم الوقائى الإسرائيلى لن ينفذ بواسطة سلاح الجو الإسرائيلى". وأضاف أنه بمجرد أن أدرك المسئولون بالجيش الإسرائيلى أن تلك الرسالة أصبحت راسخة لدى المصريين، نفذ جيش إسرائيل عملية مركزة مفاجئة مسبقة وشاملة بواسطة طائرات سلاح الجو الإسرائيلى التى أغارت على طائرات الجيش المصرى بينما كانت تقف على الأرض فى قواعدها الجوية. وتابع بأن "رفعت" طلب فى مطلع السبعينيات مغادرة إسرائيل، وتم إرساله لإعادة التأهيل فى ألمانيا، وهناك نجح فى التورط بمزيد من المشاكل حتى توفى فى عام 1982، مشيرًا إلى أن صحيفة مصرية أظهرت فى عام 1988 رفعت كبطل قومى عمل 20 سنة فى قلب إسرائيل ولم يكشف. وأشار إلى أن الرواية المصرية أصبحت مسلسلاً تليفزيونيًا تناول نجاحات المخابرات المصرية، فيما لم تكشف إسرائيل العملية الاستخبارية إلا بعدما وجد المصريون أنه من الصواب نشر المؤامرة البطولية ضد إسرائيل. واختتم الكاتب بأن عملية "الوتد" تعد خير دليل على نجاح تشغيل العميل المزدوج، إذ كانت إحدى أهم الإنجازات فى حرب المعلومات خلال عقد الستينيات، مشيرًا إلى أن اسم صحيفة "ياتيد نيئمان" (الوتد المخلص) ليس مجرد اسم فى عالم المخابرات الإسرائيلية.