زعم العميد إفرايم لابيد الباحث فى تاريخ المخابرات فى جامعة بر إيلان العبرية ,أن المخابرات الإسرائيلية قد نجحت فى الكشف عن هوية العميل المصرى رفعت على سليمان الجمال الشهير برأفت الهجان فور وصوله إلى تل ابيب ,وأشار أن الهجان الذى إرتكب بعض الجرائم و المخالفات القانونية فى بلاده قد إستجاب لطلب الجهات الامنية المصرية أن يتحول لجاسوس لمصلحة بلاده ,نظير إلغاء التهم المنسوبة إليه . وأضاف ان الهجان قد وافق على السفر إلى إسرائيل منتحلاً شخصية يهودى وأنه قد إنتقل إليها ضمن فوج المهاجرين اليهود الذين غادروا مصر نهاية الخمسينات فى أعقاب العدوان الثلاثى ,إلا أن سلوكه قد جذب إنتباه أفراد جهاز الأمن العام الإسرائيلى وتم إلقاء القبض عليه ,و عندما تم تفتيش منزله ,تم العثور على أجهزة تجسس ,ووقتها عُرض عليه ووافق على التعاون مع المخابرات الإسرائيلية كعميل مزدوج ,نظير عدم تقديمه للمحاكمة بتهمة التخابر ,ولكى يتم ترسيخ وضعه أكثر داخل إسرائيل فى نظر المصريين تم مساعدته فى إفتتاح مكتب سفريات فى شارع برنار بتل أبيب . وأشار "لابيد" أن المعلومات التى كان يتم منحها له لنقلها إلى القاهرة ,كانت فى معظمها صحيحة ,لغرض كسب ثقة القائمين على تشغيله فى مصر ,وأضاف أنه خلال تلك الفترة مر الهجان بمراحل صعود وهبوط فى أداؤه بالنسبة للمخابرات المصرية والإسرائيلية . وتابع قائلاً " مع إقتراب موعد الحرب عام 1967 ,تم إعطاء الهجان معلومات خاطئة ومضللة حول السلاح الجوى الإسرائيلى وأقنعهم الهجان أن السلاح الجوى الإسرائيلى أضعف كثيراً من نظيره المصرى وأن الجيش الإسرائيلى لن يجرؤ على الإقتراب من قواعد السلاح الجوى المصرية المزودة ببطاريات مضادة للطائرات ". وتابع قائلاً "هكذا تم ترسيخ لدى المصريين مفهوم أن الجيش الإسرائيلى لن يقوم بضربته الوقائية بواسطة السلاح الجوى ,وعندما أدركت القيادة الإسرائيلية أن المصريين قد إعتمدوا على هذة المعلومة ,تقرر تنفيذ الضربة الوقائية الشاملة عبر السلاح الجوى لضرب جميع الطائرات المصرية وهى مازالت على الارض يوم 5 يونيو 1967" وقال إفرايم لابيد ,أن الهجان قد طلب فى بداية السبعينات مغادرة إسرائيل وسافر لالمانيا للعلاج من السرطان حتى توفى عام 1982 .