في سابقة تكاد تكون هي الثانية من نوعها في اللعبة السياسية المصرية أن يتواجد الحرس الجمهوري الخاص برئاسة الجمهورية في ميدان التحرير مساء اليوم لحراسة وتأمين الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي خلال إلقاؤه كلمته من فوق منصة جماعة الإخوان المسلمين بالميدان. واللافت للنظر أن المرة الأخيرة لنزوله الميدان كانت في جمعة الغضب يوم 28 يناير 2011 من أجل تفريق المتظاهرين وإمداد قوات الأمن بالذخيرة الحية لقتل الثوار، حسبما قال الناشط السياسي أحمد أنور الذي علق على ذلك بقوله "الإخوان في حراسة الحرس الجمهوري في الميدان". ووصف "أنور" دخول الحرس الجمهوري لميدان التحرير بأنه إهانة للأبطال والثوار الأحرار الذين ماتوا وأصيبوا خلال ثورة 25 يناير وأحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود ولكل من يدافعون عن أهداف الثورة وحقوق ودماء الشهداء، مشيراً إلى أن تلك الفعلة أفقدت الميدان هيبته وكرامته. وتجدر الإشارة إلي أن قوات الحرس الجمهوري لم تقتصر مهمتها علي تأمين "الرئيس" فحسب بقدر مسئوليتها الكبرى عن حماية النظام الجمهوري بأكمله، بما في ذلك منشآته ومؤسساته وهي لا تنحصر في قصور الرئاسة وإنما أيضا مراكز القيادة ومطارات الرئاسة وكافة مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية. وبشان الحرس الخاص برئيس الجمهورية فإنه غالبا ما يشكل من رجال القوات الخاصة ووحدات النخبة وقوات الشرطة الخاصة أيضا، وهم يتبعون رسمياً مؤسسة الرئاسة وهو جهاز تخابري وأمني في المقام الأول، حيث تم إنشاءه خلال عام 1989 ويعتبر رابع جهاز مخابرات مصري بعد "المخابرات العامة" و"المخابرات الحربية" و"الأمن الوطنى" .