صدر حديثاً عن المركز القومي للترجمة كتاب " مذكرات سجين" لوول سونيكا، ترجمة نسيم مجلى. يقول المؤلف في مقدمة الكتاب "لقد أخذ هذا الكتاب أشكالا كثيرة، وفكرت كثيرًا فيما يجب أن يحتويه .وما يجب تأجيله وما الذي يجب أن نمحوه كليا، وكان هذا كله خاضعا لمشكلات الملاءمة، لقدرتي المستمرة على التأثير في الأحداث داخل بلدي، وفي تحقيق التغيرات الثورية التى أصبحت مكرسا لها أكثر من أى وقت مضى. وكذلك اعتبارات سلامتى الشخصية، وعدم الرغبة في فك آخر القيود عن نظام يجبره إحساسه بالذنب على البقاء بالقوة في سلطة فاقدة للمصداقية ". يضيف " كل ذلك أدى إلى تغيير الشكل والعنوان، في الأسبوع الماضى فقط شطرته إلى قسمين، ليبقى أحدهما مؤجلا، كسيف ديموكليز منتظرا اللحظة الملائمة تماما للقصاص السياسي". في هذا الصباح كان العنوان لا يزال "إعدام بطيء دون محاكمة"، وفي وقت من هذا الصباح وصمنى العنوان الآخر في برقية تحمل الكلمات البسيطة التالية: الرجل مات. في البداية صدمتنى صياغة الكلمات، أعطتنى رنينا غريبا ثم مألوفا، كمن في ألفتها في نهاية حكاية أخلاقية: يموت الإنسان داخل كل قلب يقف صاحبه صامتا في وجه الطغيان.