صنعت "الميديا" أبطال من ورق، صاروا نجوما تماما مثل هذا المشهد Video of لما ودنك تاخد عليها ، هتعشش في نافوخك تعتاد أذنك وعيناك على رؤيتهم يدلون بتصريحات..تستضيفهم الفضائيات ويقولون ما تيسر لهم من كلام وأنت أمام الشاشة لا تملك سوى أن تصدقهم، خاصة ونحن جيل نشأ على نادية الجندي وهي تخوض معاركها الوطنية الواحدة تلو الأخري في "مهمة في تل آبيب" و"24 ساعة في إسرائيل"، جيل قبل فيلم اسمه " امرأة هزت عرش مصر"، جيل تقبل نادية الجندي وهي تقدم فيلم The fugitive لهاريسون فورد في "بونو بونو". لابد أن نعترف أننا جيل تقبل أحمد السقا كفارس للسينما المصرية بعد أحمد مظهر، لمجرد ركوبه حصان وارتدائه فانيلة داخلية في فيلم "شورت وفانيلا وكاب"، جيل ارتضى مصطفى شعبان كممثل من الأساس، جيل رأى فيما يقدمه محمد هنيدي كوميديا حقيقية، واعتبرنا مصطفى قمر بكل ما لديه من "سداغة" أنجح مطربي جيله في السينما. جيل حضر التليفون ذو القرص، والموبايل "التاتش"، جيل احتفل بالقناة الالثة و شاهد بعد ذلك "الدش" بقنواته المتعددة، جيل عشق اللعب على "الأتاري" وفاجأه الإكس بوكس والبلاي ستيشن. جيل اعتبر مصطفى البكري مناضلا على الرغم من أن مبارك في أخر افتتاح لمعرض الكتاب عرض عليه اقتسام ثروتهما معا، جيل رأى في يسري فودة بطلا على الرغم من قبوله زيارة إسرائيل وعمل برنامج عن جواسيس مصر فيها من بطولة محمود عبدالعزيز. جيل انتظر "شوطة" كابتن ماجد لأيام، واعتبر حواديت ماما فضيلة تراثا، جيل اقتنع بأخوة بوجي وطمطم رغم أنهما قردا وأرنبا، جيل كان "مازنجر" غاية أحلامهم، ماك جايفر بطلهم المفضل في نادي السينما. جيل لم تتسع معرفه إلا عندما رأي وشارك في شبكة المعلومات الدولية المعروفة بالإنترنت، جيل لا زال بعضا منه لا يملك بريدا إلكترونيا، ويعتبر برامج الكتابة مثل "الوورد" لمايكرو سوفت ..رجسا من عمل الشيطان. جيل أقنعته الميديا بما ينافي العقل، وأعتبر شاشة التلفاز نبيا لهذا العصر، يصدق كل ما فيها، وما عليها، يعتبره مصدقا، وكأن علامة الإرسال ربا جديدا. جيل تحتار فيه ألهة الأوليمب، وتحتاج إلى وسيط جديد بينها وبينه، فيصير كيوبيد أسامة منير، وفينوس هيفاء وهبي، ومارس ياسر برهامي. جيل يتعلم الرؤية للمرة الأولى، وعلى الكفيف عند الشفاء التأني في تعلم النظر. جيل بعضه احتل "كنبة" ما ليشاهد الثورة وشارك بعضه فيه، "انحشر" رغما عنه بين جيلين، أحدهما يرى الثورة حلا، والأخر يرى السيسي حلا، لأنه يمثل القائد والمخلص وبابا الذي اعتدنا عليه لسنيني طويلة بدأت مع ثورة 52. فلا تلوموا هذا الجيل ولكن تفهموا جيدا عقلية من رأى نادية الجندي نجمة للجماهير، ونبيلة عبيد نجمة مصر الأولى، وبرنامج "أماني وأغاني" لجميلة إسماعيل وأحمد مختار ثورة في عالم التليفزيون. في الحقيقة أنتم أيضا تشعورن بالحنين و"نوستالجيا" لثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، عصر تمميز القبح، واعتماده إعلاميا، فلا تلوموا سوى أنفسكم. وأعتبروا كريم عبدالعزيز وأحمد عز أبطالا.. ونجوما تصبون لهم..بعيدا عن ثورة كان أبطالها مثل علاء عبدالفتاح وأحمد دومة...ولإإعلاما ابطاله عبدالرحيم علي وأحمد موسى...ولا تتذكروا باسم يوسف كل مساء جمعة، لأن ما يتناوله تمارسونه منذ سنوات.