ما بين عدد من الأكياس والبطاطين وبعض القمامة التي انتشرت على جانبي سور كشك من الكرتون، يمكن ملاحظة (الحاجة ليلى) صاحبة الستين عاما والتي اكتفت من هذا العالم بهذا الكشك "الكارتوني" بوسط الإسكندرية لتعيش فيه ما تبقى من حياتها مصابة بالشلل النصفي، بعدما لم تجد مأوى بديل لها. تحكى (ليلى محمد صالح) عن مأساتها التي بدأت منذ أكثر من 3 سنوات، عندما تم مطالبتها بإخلاء منزلها بمنطقة اللبان بعد صور قرار إزالة له مقابل تعويضها بشقة بديلة ومبلغ مالي تستكمل به حياتها وهو الوعد الذي لم يتحقق حتى الآن، متهمة اللواء عادل لبيب (وزير التنمية المحلية الحالي) بخداعها وهدم منزلها ورميها فى الشارع وقتما كان محافظا للإسكندرية، ويصيبه انتقام القدر ويقوم الثوار بحرق المحافظة خلال أحداث 2011، حسب قولها. وتقول "ليلي" أنها كانت تعيش في عقار قديم بمنطقة اللبان مكون من دورين، ولا يقطنه سواها هي وأمها، ولم توافق في البداية على ترك المنزل حتى بعد صدور قرار بإزالته إلا أنها وافقت فيما بعد وفاة والدتها وبعد وعود المحافظة بتوفير شقة بديلة لها مع تعويض مالي 60 الف جنيه، مضيفة أن أي من هذه الوعود لم تتحقق وتركها المسئولون فى الشارع حتى أصيبت بشلل نصفي من حسرتها. وصنعت "ليلي" لنفسها هذا الكشك من الكرتون واتخذت منها مسكنا لها بمنطقة السلطان حسين بوسط المدينة، تعتمد على صدقات المارة وطلبة كلية الطب عليها لتشتري طعامها، بعدما أنفقت آخر ما معها من مال بعد بيع خاتم وأسورة كانت تملكهما، دون التفات أي من المسئولين السابقين أو الحاليين لمشكلتها، موضحة أن هناك أكثر من مندوب من المحافظة جاء لها خلال العام الماضي ووعدها بتوفير حل لها دون جدوى.