"أنا عايزة المحافظ يديني شقة أقعد فيها، مش عايزة أروح دار المسنين، ده المحافظ حتة سكره، أتى لي وأتصور معايا، ده طيب أوي" هكذا بدأت السيدة المسنة" ليلى صالح محمد" أحد المهمشين في محافظة الإسكندرية، بعد أن فقدت منزلها بعد قرار إزالته بأمر من محافظ الإسكندرية الأسبق اللواء"عادل لبيب"، نظراً أنه قد كان من المباني القديمة الأيلة للسقوط في منطقة اللبان، معلنة أنها بعد فقدان منزلها، قد قررت أن تتخذ الشارع المقابل للمستشفى الميري الجامعي بالإسكندرية منزلاً لها، حتى تعطيها المحافظة سكن أخر بديل لمنزلها، رافضة عروض الجمعيات الخيرية والمحافظة بالذهاب إلى دار مسنين.
وقد التقت " بوابة الفجر" بالسيدة "ليلى" أمام كشكها المتهالك الذي قامت ببنائه بعد فقدها منزلها، في الشارع المقابل للمستشفى الرئيسي الجامعي، حيث روت أنها تعيش في الشارع منذ سبع سنوات، بعد قيام محافظة الإسكندرية بإزالة سكنها المكون من طابقين بأمر من اللواء"عادل لبيب" في إطار حملات الإزالة التي كانت تقوم بها المحافظة، وأن المحافظ الأسبق قد وعدها بإعطائها مبلغ 60 ألف جنيه بدلاً من سكنها، إلا أنها لم ترى أية مساعدات من المحافظة، بعد أن فقدت منزلها الذي كانت تعيش فيه مع والدتها قبل وفاتها، مشيرة إلى أنها قد حزنت بعد فقدها منزلها، وانها قد أصيبت بالشلل في أرجلها، مما اضطرها إلى ترك عملها، حيث كانت تعمل خياطة بدل عرائس في أحد محلات الخياطة الشهيرة بالإسكندرية.
وروت السيدة المسنة: "أنا قعدت في الشارع بعد طردي من منزلي، وأعيش هنا أمام المستشفى في الصيف والشتاء، أمر الله، جاء ناس أصحاب خير ليأخذوني إلى دار مسنين، لكني رفضت وسأعيش في هذا الكشك، حتى أخذ حقي من عادل لبيب اللى أخد بيتي، أنا حزنت كثيراً بعدها حتى أرجلي لم تتحرك من كثرة الحزن".
وحول رفضها الذهاب إلى دار مسنين، أضافت: "أنا فقيرة أه بس غنية بالنفس، وعمتي كانت قعدة في دار مسنين في الرأس السوداء، سموها في الأكل وماتت، ولن أسكن مع أحد من أهلي، لأنهم لن يستحملوني " مش عايزة أكون ثقيلة على حد، لو استحملويني النهارده مش حيستحلوني بكره " ، وانا وعدت ربنا لن أترك الشارع، حتى تعطيني المحافظة شقة بديلة .
واستكملت: " بعد ما فقدت منزلي وعملي، سكنت في الشارع، وبنيت هذا الكشك، وكان معايا ذهب " حلق " ، قمت ببيعه وبصرف على أكلي من أموالي، وصاحب موقف السيارات يأتي هنا مع ابنه الصغير، ويقوم بضربي وإلقائي بالحجارة، حتى أغادر المكان، فاضطر إلى إعطائهم فلوس حتى يتركوني في حالي، على الرغم أني لم أطلب منهم أية أموال أو مساعدات .
وأعلنت: "المحافظ الجديد اللواء طارق مهدي قام بزيارتي أمس، المحافظ طيب وأتصور بجانبي، ووعدني أنه سيقوم بنقلي إلى دار مسنين، لكني لن أذهب إلى دار مسنين، مش عايزة حد يسممني في الأكل مثل عمتي"، وأتمت حديثها بتوجيه رسالة إلى المحافظ الجديد: "أنا عايزة المحافظ يعطيني شقة، وليس دار المسنين بدل من منزلي الذى تم هدمه".