الأحداث ساخنة ومتلاحقة، إعلان دستوري مكمل يراه الكثيرون غير منصف، حكم المحكمة الدستورية، الذي كان من المتوقع أن يؤدي إلى استبعاد الفريق أحمد شفيق من خوض مرحلة الإعادة في إنتخابات رئاسة الجمهورية، لكنه خيب رجاء البعض، ووحكم أيضا بحل مجلس الشعب. احتفالات الإخوان المسلمين بفوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، في الوقت نفسه يحتفل أنصار الفريق أحمد شفيق للسبب نفسه وهو فوز مرشحهم. خبر تعيين رئيس ديوان رئيس الجمهورية من قبل المجلس العسكري ثم نفيه، ظهور معلومات تفيد بتورط الإخوان في موقعة الجمل، تسرب أخبار عن وجود عناصر لحماس في مصر، قلق البعض من حدوث اضطرابات أمنية وفرض حظر التجوال. تجمع الآلاف بميدان التحرير، وجود عدد كبير من السيارات ما بين ملاكي وأجرة وأوتوبيسات سياحية على جانبي الطريق بماسبيرو، قيل أنها التي قامت بجلب الإخوان من مختلف المحافظات إلى ميدان التحرير. بينما يحدث ذلك كله يعلن عن خبر وفاة الرئيس المخلوع حسني مبارك، ثم نفيه أيضا. ورغم سخونة الأحداث وتلاحقها بهذا الشكل الا أن ظاهرة غريبة استوقفتني، أين المثقفون والأدباء والفنانون؟ وما هو موقفهم مما يحدث ألم يكونوا لسان حال المجتمع؟ ألم تقلقهم مشكلة حرية الفكر والإبداع؟ لذلك قمت بالاتصال بعدد من المؤسسات الثقافية الأهلية منها نادي القصة، اتحاد الكتاب، جماعة شعراء الغضب، اتيليه القاهرة، فكانت المفاجأة لايوجد أي موقف واضح سواء مع أو ضد، ولم يخرج أي بيان أوتعليق من أي جهة، كما أن لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، عقدت أمسيتها الشعرية في موعدها وقد حضرها عدد من الشعراء الكبار، ولم تتطرق إلى الأحداث الجارية بأي شكل من الأشكال. فهل المثقفين يقفون في انتظار المشهد الأخير حتى يعرفوا في اتجاة يسيرون؟ ووقتها بالطبع سيتصدرون المشهد.