بمجرد أن أعلنت اللجنة الرئاسية فوز الدكتور محمد مرسى رئيسا للجمهورية، انطلقت الزغاريد والدعوات والألعاب النارية داخل ميدان التحرير؛ لكن المكان ظل على سكونه، قبل النتيجة وبعدها لم يتغير، على بعد أمتار من الميدان ظلت أبواب المحال مغلقة فى وجه فرحة المتظاهرين. لم يكن تزامن إعلان النتيجة مع اجازة أصحاب المحلات يوم الأحد هو السبب الوحيد لإغلاقها، فأنباء عن فرض حظر التجوال، وتكهنات بوقوع أحداث شغب، كانت عاملاً رئيسياً فى ذلك المشهد الموجود بشارع البستان -حسب محمد عبدالمجيد المسئول فى إحدى شركات السياحة- فالمكان المشهور بالزحام أصبح «تسمع فيه دبة النملة.. الناس كلها كانت حاسة إن لو شفيق كسب الدنيا هتتبهدل خصوصا إن الميدان بيغلى بقاله كام يوم» يقولها الشاب العشرينى معتبرا أن ذلك هو السبب الرئيسى فى إحجام أصحاب الأعمال عن متابعة نشاطهم، وهناك سبب آخر يراه «محمد» هو غضب معظم ملاك شركات السياحة من عدم فوز الفريق شفيق، فأغلبيتهم قد أعطوه أصواتهم، وهو ما بدا واضحاً فشركة «محمد» هى الوحيدة بالمنطقة التى ظلت تستقبل الرواد حتى منتصف الليل، الشاب المسئول عن السياحة الداخلية بالمكان أعطى صوته للدكتور مرسى مؤكداً أن «ده رزق مالوش علاقة بالإخوان». مع دقات الثامنة وقف «عبدالرءوف عبدالمعطى» أمام محله مستعداً لفتحه.. المحل يبعد عن الميدان عشرة أمتار فقط، على وقع أصوات الألعاب النارية ودعاء الشيخ محمد جبريل، قال: «أنا فاتح النهاردة عشان التأمين خايف لحاجة تتكسر» يقولها الرجل الأربعينى أثناء جلوسه على مكتب الإدارة معتبرا أن البيع لم يعد كعادته بسبب تخوف الزبائن من الاقتراب من الميدان خلال الأحداث المضطربة، ومعتبرا أن إغلاق معظم المحال لأبوابها يعود إلى أن غالبية ملاكها من الأقباط. على بعد خطوات وقف «كيرلس» أمام محله المتخصص فى أدوات «الريسيفر والدش» مؤكدا أنه لم يغلق يوما واحدا منذ الثورة إلا فى ساعات حظر التجوال، الشاب العشرينى أعطى صوته للفريق شفيق ورغم ذلك يرحب بالدكتور مرسى رئيساً، قائلاً: «مش فارقة معايا.. كلها أسامى، المهم الفعل».