التحرش الجنسي أبشع أنواع العنف ضد المرأة، والذي يبدأ من مجرد كلمة إلي محاولات اللمس أو حتي الاغتصاب. وكلها أشكال من العنف تتعرض له المرأة المصرية ولكن يبقى السؤال، هل رصدت السينما هذه الظواهر أم ساعدت علي انتشارها في فترة كان البطل هو الرجل الذي لا يتواني عن ضرب المرأة حتي وان كان لمجرد اثارة ضحك المشاهد. أم حاول الفن رصدها بأفلام مثل "678" خاصة وانه فى الآونة الأخيرة وجهت اتهامات حقوقية لافلام السينما المصرية باهانة المرأة واباحة التحرش بها، خاصة بعد ما عرف بالموجة «السبكية» التي تعتمد على الإيحاءات اللفظية وجسد المرأة واستعراضه في كل أفلامها، وقدم مجموعة من نجمات اغراء الصف الثالث، بحثا عن اقبال المراهقين على شباك التذاكر. فى الحقيقة ان السينما المصرية لم تتجاهل قضية التحرش الجنسي التي تفاقمت أحداثها, فخرجت إلى النور أفلام لتوثيق الظاهرة وفضحها ومواجهة المجتمع بها فكان من أشهر الأفلام التي تناولت التحرش الجنسي: فيلم 'الحرام' لسعد الدين وهبة , وفيلم 'اغتصاب' ل فاروق الفيشاوي وهدي رمزي, و'المغتصبون' ليحيى الفخراني وليلى علوي، وغيرها الكثير من الأعمال التي تعرضت للتحرش ولو على استحياء وربما الاغتصاب لكنها لم تعطها حقها. ولان مؤخراً اصبح المجتمع يلقي اللوم على الضحية خرج الى النور افلام مثل : "678" و"اتكلمى" و"شكوي الى البحر" ،كل تلك الافلام التى تعتبر حالة خاصة من الإبداع السينمائي يتعدى حاجز الجرأة ويكشف الوجه القبيح للآثار النفسية الناجمة عن الحرمان والأفكار المجتمعية المغلوطة والتي تحاول طرح أسباب الظاهرة في مصر في محاولة للوصول إلى حلول تحمى المرأة من التحرش. كلهن أفلام عرضت نماذج واقعية لما تتعرض له المرأة المصرية من تحرش لفظي أو جنسي, رسائل فيها الكثير من الجرأة والموضوعية إلى جانب الإبداع. لكن تبقى السينما مجرد ناقل للواقع، تكشف ما فيه وترصده لكنها غير مسؤولة عن علاجه، خاصة عندما يتفاقم ذلك الواقع ويصل غلى مرحلة تعرض 90% من المصريات للتحرش على كل مستوياته..وعند هذا يعجز حتى الإبداع عن التحليق.