قتل 7 إسرائيليين حاولوا دخول منطقة ممنوعة.. فعاقبته المحكمة العسكرية بالسجن 25 عاما نقلوه لمستشفى السجن بدعوى «العلاج من البلهارسيا» ثم أعلنوا «انتحاره» فاشتعلت الجامعات رسمه الثوار في الميادين مع عماد عفت وخالد سعيد..ورفع المتظاهرون صوره في 25 يناير مجند بسيط في قوات الأمن المركزي، قادته الصدف ليكون على «خط النار»، على الحدود المصرية مع فلسطينالمحتلة، وبعد 28 عاما على رحيله، عادت صورته لتجاوز شهداء الثورة مثل خالد سعيد ومينا دانيال وعماد عفت، فالمجند الذي لقى ربه في السجن، أصبح واحدا من الرموز التي احتفت بها ميادين ثورة 25 يناير. ولد خاطر عام 1961 في قرية أكياد بمحافظة الشرقية، شهد في طفولته قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في 8 أبريل سنة 1970، وهو القصف الذي خلف عشرات القتلى من الأطفال، قالت شقيقة خاطر في تصريحات صحفية سابقة، إن «سليمان جري بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا». التحق بالخدمة العسكرية والتحق بقوات الأمن المركزي، وفي 5 أكتوبر1985 وأثناء قيامه بالحراسة بمنطقة رأس برقة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فأطلق رصاصات تحذيريه ثم أطلق النار عليهم وقتل 7 بعدما لم يستجيبوا لتحذيره. دوي طلقات سليمان، هزت الجميع، فللمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل، تدوي الطلقات في سيناء، وتقتل إسرائيليين.. الحادث الذي استنكرته إسرائيل، وطالبت بمعاقبة مرتكبه، دفع الرئيس المخلوع حسني مبارك ليطلق تصريحا أثار غضب الملايين وقتها، حيث قال إنه «في غاية الخجل من هذا الحادث المؤسف». الجندي سليمان، تعرض لمحاكمة عسكرية، وتحقيق حول ملابسات الحادث، قال فيها إنه قتل الإسرائيليين لأنهم أرادوا دخول منطقة محظور الدخول إليها، وأن لديه أوامر بمنع أي شخص من الاقتراب من هذه المكان. في المحكمة قال سليمان للقضاة:«أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه.. إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم». وفور الحكم عليه قال: «إن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه» ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلاً : «روحوا واحرسوا سينا.. سليمان مش عايز حراسة». قضت المحكمة العسكرية على سليمان بالأشغال الشاقة المؤبدة 25 عاما، وتم ترحيله إلى السجن الحربي في 1985، وفي بعد سجنه بأيام تم نقله للمستشفى بدعوى علاجه من البلهارسيا، وفي 7 يناير 1986، أعلنت الإذاعة المصرية «انتحار سليمان خاطر في ظروف غامضة»، لتشتعل الجامعات المصرية بالمظاهرات، وطالبت أسرته بتشريح الجثة إلا أن طلبها تم رفضه. في رسالة من السجن كتب سليمان خاطر، أنه عندما سأله أحد السجناء بتفكر في إيه؟ قال : «أفكر في مصر أمي، أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقولها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين، من ترابك .. ودمي من نيلك، وحين أبكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل إجازة تأخذ رأسي في صدرها الحنون، وتقول: لا تبكي يا سليمان، أنت فعلت كل ما كنت أنتظره منك يا بني».