الإخوان المسلمين كالقرين لأي نظام عسكري يحاول الوصول للحكم بين الطبقات الليبرالية والمثقفين أبرياء لابد من وضعهم في الإعتبار فيسك: سيأتي من يطيح بالسيسي و"يأكله" نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالاً للكاتب البريطاني، روبرت فيسك بعنوان "بإدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، السيسي يسير على خطى طغاة الماضِ"، مشيراً إلى أن ذلك بمثابة دكتاتورية. وقال فيسك "لا أريد أن أثير القلق، لكن هل يخطط عبد الفتاح السيسي وزملائه الجنرالات في مصر لشنق الرئيس السابق محمد مرسي وزملاؤه الإخوان المسلمين؟"، مضيفاً أن عبد الناصر أنقلب على الإخوان المسلمين عندما حاول سباك يدعى محمود عبد اللطيف اغتياله في الإسكندرية في عام 1954، وعندما قررت شرطة عبد الناصر الانقلاب على نظام الحكم، وهو ما يتهم به أنصار مرسي الآن، فبمجرد إعلان الإخوان كمنظمة إرهابية في الشرق الأوسط يظل الخناق يصيب أعضاء الجماعة، على حد قوله. وأشار فيسك إلى أن تفجير السيارات المفخخة في القاهرة يحدث على غرار أساليب "القاعدة" في سيناء، وتم تلفيقها للإخوان، مؤكداً أن ذلك سيفشل، ليس لأن عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك أدركوا أن جماعة الإخوان المسلمين فاسدة سياسياً، بل لأنهم كالقرين لأي نظام عسكري يحاول العودة إلى الشرعية، فمرسي ذاته تفاوض مع مبارك بينما كان بلطجية نظام مبارك يطلقون النار على المتظاهرين في ميدان التحرير، ثم وقام مرسي بتعيين السيسي وزيراً للدفاع. ويرى الكاتب البريطاني أن من سيتخلص منهم هم أشخاص ذو مكانة محدودة، أشخاص مثل باسم محسن الذي تظاهر في التحرير ضد مبارك، ودفع حياته متأثرا بجراحه في مظاهرات مناهضة للحكومة منذ أسبوعين في مدينته السويس. وأضاف فيسك أن في المستقبل، سينظر إلى كل مؤيد لجماعة الإخوان أنه "إرهابي" يستحق الموت، وذلك ما تسبب بقتل خمس من المدنيين في نهاية هذا الأسبوع مرة أخرى، فضلاً عن محاكمات عسكرية ومن الممكن أن تصل إلى أحكام بالإعدام، فتلك هي الطريقة التي تعامل بها مبارك مع أعدائه الإسلاميين الأكثر تصلباً، ولم يتردد عبد الناصر في قطع رأس جماعة الإخوان، أم السيسي، الذي كان عمه عضواً في جماعة الإخوان منذ أكثر من نصف قرن، ماذا يريد من مرسي؟. وشدد فيسك على أن هناك العديد من الأبرياء، لا ذنب لهم، فالطبقة المتوسطة الليبرالية، والشباب والعمال، والإسلاميين، والمثقفين الذين تظاهروا لإسقاط نظام مبارك، غير الكثيرين صفقوا للسيسي للقضاء على الإخوان ولتخليص مصر من قمع الإخوان، بينهم أبرياء مظلومين، دعونا نواجه هذا الأمر. واختتم روبرت فيسك مقاله قائلاً: "الآن هناك كتاب وفنانين لديهم أفكار ثانية، وجماعات حقوق الإنسان تتعرض لانتهاكات، غير أعضائها المقبوض عليهم، فالتاريخ يعيد نفسه لكن بصورة مخذية، فهل يجب أن تعود مصر إلى عصر عبد الناصر والسادات ومبارك؟ أم مرسي الذي يجب عليه أن يدير البلاد من بعيد؟، فهناك شيء واحد، وهو أن نجد وجه السيسي مرسوم بدقة على الشيكولاتة، فحتماً سيأتي واحداً آخر ويأكله".