عام سينمائي فقير، بلا أحداث هامة، فقط ما بين شد وجذب حول المدرسة "السبكية" بذراعيها محمد السبكي وأحمد السبكي، جانب يتهمها بتدمير السينما المصرية بعرض افلام تافهة خاوية المضمون لا علاقة لها بالفن السابع، تعتمد فقط على تلك الخلطة السبكية الشهيرة لبلطجي ومطرب شعبي وراقصة، وجانب أخر يصفها بالشجاعة لكون شركات السبكية هي الوحيدة العاملة في سوق الإنتاج والتي فتحت ابواب رزق للكثيرين من العاملين خلف الكاميرات، يغامر في سوق غير مضمون بينما خاف الأخرون واكتفوا بالانتقاد. حصلت مصر على عدة جوائز سينمائية هذا العام، فيلم "الخروج للنهار" انتاج عام 2012 وهي «الوهر الذهبي» من مهرجان «وهران» للفليم العربي بالجزائر، والجائزة البرونزية في مهرجان «قرطاج» بتونس، وعدة جوائز أخرى، بينما حصل فيلم "فرش وغطا" انتاج 2013 على جائزة مهرجان "مونبلييه"، وحصد فيلم "فتاة المصنع" جائزة النقاد في مهرجان دبي، وحصلت بطلته ياسمين رئيس على جائزة أفضل ممثلة، بينما حصل فيلم "فيلا 69" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم من العالم العربي في مهرجان ابو ظبي السينمائي. شهد عام 2013 انتاج 22 فيلم سينمائي، تم عرض 20 منها على شاشات دور العرض بينما لم يتم عرض فيلم "المعدية" لأسباب توزيعية، و"اسرار عائلية" لأسباب رقابية، و"فتاة المصنع" لعدم تحديد موعد لعرضه بعد، بينما عرض فيلم "عشم" وهو من انتاج 2012 ، وفيلم "مصور قتيل" من انتاج 2012، وفيلم "الهاربتان" وهو من انتاج 2009. تصدر فيلم "قلب الاسد" إيرادات السينما هذا العام بما يقارب من 17 مليون جنيه، وتلاه فيلم "على جثتي" بإيرادات 13 مليون جنيه، ثم "تتح" يإيرادات 10.5 مليون جنيه، من إجمالي إيرادات بلغت 88.5 مليون جنيه حصيلة عرض كل الأفلام خلال العام، وتبقى افلام "بعد الطوفان"، و"الهاربتان" و"فيلا 69" خارج تقييم الإيرادات لعرضها في نهاية شهر ديسمبر 2013. وتبقى أزمة فيلم "اسرار عائلية" هي الأزمة السينمائية الاشهر في عام 2013، وهو فيلم مصري يتعرض للممثلية الجنسية كقضية رئيسية يناقشها الفيلم، وبغض النظر عن المحتوى التعليمي للفيلم، والذي تم رفضه عن تقديمه كسيناريو، وأخذوا ثماني ملاحظات عليه وأصبحت الموافقة علي عمل الفيلم مشروطة بتنفيذ الملاحظات ولكنهم صوروا الفيلم بدون تنفيذ ما تم الإتفاق عليه، لتطلب الرقابة حذف مشاهد اعتبرها صناع الفيلم رئيسية وتضر بالعمل، بينما عرضته منتجته إسعاد يونس في عرض خاص للصحفيين من أجل إحراج الرقابة التي يقودها بعد 30 يونيو المخرج أحمد عواض. وما بين ستة اشهر تشهد غليانا سياسيا انتهى بعزل الرئيس محمد مرسي، وما تلاه من فض لميدان رابعة العدوية لتشهد المحافظات الرئيسية وعلى رأسها القاهرة حظرا للتجول تدرجت اوقاته واستمر لثلاثة أشهر أخرى ونهاية عام مليء بالأحداث السياسية كان طبيعيا أن تتوارى السينما للخلفية، خاصة بعد توجه أغلب منتجي وفناني الفن السابع إلى الدراما لتقديم مجموعة من المسلسلات عالية المستوى بتقنية التصوير السينمائي وروح أفلام السينما، فيما يعد ظاهرة بدأت في 2012 وتستمر للعام الثاني على التوالي بعد ضمان البيع والتوزيع للفضائيات المصرية والخليجية، بينما يعاني الفيلم المصري في توزيعه، أو بيعه للفضائيات بعد انتشار قنوات الافلام التي تعرض افلاما جديدة دون شرائها ودون الحصول على ترخيص بعرضها بطريقة قانونية. وفي النهاية تبقى عودة المخرج والسيناريست بمحمد أمين بفيلم "فبراير الاسود" بغض النظر عن كون الفيلم اقل افلامه في المستوى، وكذلك عودة المخرج الكبير محمد خان بفيلم "فتاة المصنع" ، وبداية تصوير المخرج الكبير داوود عبدالسيد لفيلمه الجديد "قدرات غير عادية" ، وخروج مجموعة جديدة من صناع السينما المستقلين بافلام مثل "أوضة الفيران" الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "دبي" اخبارا سعيدة تستحق الابتسامة في عام سينمائي حزين.