عبد الدايم: من حق أي دولة ان تبنى ما تشاء داخل حدودها بما لا يضر بمصالح الدول الأخرى دياب: حصة مصر من مياه النيل لا تكفي حاجتها الزراعية ونحن في عرض نقطة مياه أنهى وزير الموارد المائية الدكتور محمد عبد المطلب، المباحثات الثنائية مع نظيره السوداني الدكتور اسامة عبد الله محمد، وزير الموارد المائية والكهرباء بدولة السودان، والتي بحثا خلالها أوجه التعاون المشترك وأزمة السد الإثيوبي. وغادر الوزير السوداني مطار القاهرة مساء اليوم بعد زيارة استغرقت عدة ساعات تناول خلالها دعم العلاقات الثنائية، وبحث مع الجانب المصري الإعداد لاجتماع وزراء مياه النيل الشرقي، المقرر عقده في 8 ديسمبر القادم. من جانبه قال الدكتور أحمد فوزي دياب، خبير المياه بالأمم المتحدة وأستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء ل"الوادي" بأن وصول وزير الموارد المائية السودانى إلى مصر تعد خطوة ايجابية في حد ذاتها، وحبل تواصل مشترك بين الدولتين لحل جميع المشاكل المشتركة، وخاصة مشكلة "سد النهضة الاثيوبي"، وكذلك للضغط على اثيوبيا في هذا الصدد. وأكد دياب على وجود عجز في الإنتاج الزراعي المصري، حيث تستورد مصر ما يقرب من 40% من المحاصيل، وأشار إلى أن حصة مصر من مياه النيل لا تكفي حاجتها الزراعية، قائلا: "نحن في عرض نقطة مياه". وأشار "دياب"على ان مصر الآن في مرحلة التعاون الفني بين دول حوض النيل وخاصة السودان واثيوبيا، واذا لم تثمر تلك المرحلة بالنفع او رفع الضرر عن جميع الأطراف، فإن مصر سوف تلجأ الى المرحلة التالية وهى مرحلة الضغوط الاقتصادية والتجارية ثم المرحلة السياسية.. فيوجد عدة مراحل يمكن التعامل من خلالها مع تحديات سد النهضة". وأضاف "دياب" أن العلاقات الدولية بين الدول تكون مبنية دائمًا على المصالح المشتركة من سياسة وتجارة واقتصاد، إلا أن حالة عدم الاستقرار السياسي التي تمر بها مصر بعد الثورة جعل بعض الدول تطمع فينا، وتسن أنيابها علينا. وتابع "دياب" بان العلاقات الدولية لا يوجد بها عداء دائم ولا صداقة دائمة، فجميع الدول تحدد سياستها تبعا لمصلحتها ومصلحة شعبها لذلك من الطبيعي ان تغيير سياسة اى دولة من وقت لاخر ومن أجندة سياسية الى أخرى. وأكد "دياب" على قدرة مصر على مساعدة إثيوبيا في الحصول على الكهرباء اذا كان هذا فعلا الغرض من بناء السد، من خلال خبرات مصر وعلمائها، فمصر يوجد بها علماء في جميع التخصصات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية . من جهته أكد دكتور صفوت عبد الدايم، استاذ متفرع بالمركز القومي لبحوث المياه ومستشار وزير الري والموارد المائية، أن لقاء وزير الموارد المائية المصري الدكتور محمد عبد المطلب بنظيره السوداني دليل على قوة العلاقة والترابط والمصالح المشتركة بين البلدين. واكد"عبد الدايم" أن اثيوبيا تبدي موافقتها دائمًا للتحاور والمشاورة في جميع الامور والمصالح المشتركة بينها وبين مصر، وأن اثيوبيا لم تمض في بناء سد النهضة مثلما يقول وينشرالاعلام المصري، على حد قوله. واشار عبد الدايم ان من حق أي دولة ان تبنى ما تبني وتفعل ما تشاء داخل حدود دولتها ولكن بما لا يضر بمصالح دولة أخرى أو يعرضها للخطر، والخلاص من هذا المأزق هو التحاور السلمى والمشاورة مع الجانب الافريقى دون طرح اى تهديد عسكري، حتى لا نستجلب العداء من الدول الإفريقية، ولكن علينا العمل في اطار"القانون"حتى نضمن وقوف شعوب العالم بجانب الحق والقضية المصرية.