صعيدية تزوجت في ال12: قبل الجواز كنت عيلة مش فاهمة حاجة.. وبعده كنت كارهة نفسي لدرجة أنني كنت أتمنى الموت كل يوم أم محمد: بناتي في الكليات وجالهم عرسان كويسين وأنا رفضت.. لن أسمح بتكرار تجربتي معهن.. التعليم مهم «محمود»: هجوز أختي قبل أن تبلغ السن القانوني.. وبنات كتتير بتتجوز صغيرة عند المأذون وبنأخذ ضمانات على العريس «فستان وطرح.. ودقات على الدفوف، وبعض أغاني العرس، وفرحة المعازيم.. م».. هذا كل شيء كان يدور بمخيلتهن وهن يسقن إلى زوج العمر، لم يفكرن يوما فيما بعد غلق الباب، لم يفكرن في البيت والأطفال والأسرة. «أنا تزوجت لما تميت 12 سنة عشان العادات والتقاليد، في عيلتنا لما البنت تبلغ يبقوا هيتجننوا ويجوزوها، جدي جوزنى لقريبي عنده 37 سنة، أكبر منى ب25 سنة، وأنا ماكنتش فاهمة أي حاجة عن الجواز»، بهذه الكلمات بدأت السيدة الصعيدية المقيمة بأسيوط والبالغة الآن 47 عاما روايتها عن زواجها طفلة، والتي نشرها مركز النديم في دراسته المسحية عن الزواج المبكر للقاصرات. وأضافت: «كنت ضعيفة وصغيرة ومعرفش عن الجواز غير أنى المفروض اطبخ واغسل لجوزي، وده خلاني أحس بالنفور من المتطلبات الزوجية وأكرهها، ومش هتصدقوا المشاكل اللي شفتها في حياتى من أول الشتيمة والضرب لحد الطلاق». وأوضحت السيدة أنها عانت من الكثير من المشكلات الصحية بسبب زواجها المبكر: «كان على طول عندي نزيف، غير بهدلة الحمل والضغط العالي.. حياتي قبل الجواز عيلة مش فاهمة حاجة، وبعد الجواز كنت كارهة نفسي لدرجة أنني كنت أتمنى الموت كل يوم». «أم محمد» أرملة سوهاجية، منذ كان عمرها 26 سنة، روت تجربتها مع الزواج المبكر لباحثي النديم قائلة: «أنا اتجوزت وعمري 13 سنة وتعبت طبعا في الأول، الجواز نفسه كان صعب وأمي مقالتليش يعني إيه جواز وعلاقة راجل وست، كنت خايفة وتعبانة، وكمان مكنتش بعرف اعمل حاجة في شغل البيت ولا الغيط، وكانت زوجات الأولاد والبنات لازم يطبخوا ويخبزوا ويحشوا البرسيم ويأكلوا البهايم.. يعنى شغل برة وجوة". وأضافت أم محمد أنها عانت أكثر بعد وفاة زوجها لأنها أمية ولا تعرف عملا تنفق به على أطفالها، مؤكدة أنها لن تكرر تجربتها مع بناتها قائلة: "التعليم مهم.. والبنت بتبقى لسة مش فاهمة مصلحتها، بناتي في الكليات وجالهم عرسان كويسين وأنا رفضت.. مفيش جواز قبل ما يخلصوا تعليمهم وياخدوا شهادتهم". الشاب محمود 19 عاما من محافظة الإسكندرية ينتوى أن يزوج شقيقته قبل أن تبلغ السن القانوني للزواج 18 عاما، قال " كتير من البنات بتتجوز قبل السن القانوني بس بتتجوز عند المأذون وناخد ضمانات عالعريس، والمأذون يخلي الورق عنده لحد ما البنت توصل 18 سنة ويوثقه.. وإذا حصل مشكلة ممكن الزوج يتحبس بإيصالات الأمانة اللي كاتبها كضمانة لاستكمال توثيق الجواز". سيدة أخرى من أسيوط روت تجربتها مع الزواج المبكر، والذي قالت انه أمر عادي في قريتهم: «أنا تجوزت 17 سنة، ميعتبرش صغيرة وبلدنا كلها على كدة، مكنتش أعرف خطيبي وأيام الخطوبة مكنتش بأقعد معاه، أمي وأبويا كانوا بيقولوا عيب، بعد 40 يوما عرفنا انى مش باخلف ومحتاجة عملية، ودخلت المستشفى شهر لم يسأل عنى، وبعدها سابني في بيت أبويا سنتين وبعدين طلقنى". وأضافت سيدة صعيدية أخرى: «تزوجت في سن 15 عاما، كنت فرحانة عشان هتجوز اللى بحبه، كنت صغيرة ومش عارفة حاجة، وبعد سنة بدأت المشاكل والضرب والسب وسوء المعاملة، عندي طفلين ومش راضي يطلقني، رفعت قضية طلاق ومنتظرة النتيجة». وأضافت السيدة: «البنت الأولى ولدت مصابة بمياه على المخ، والدكتور قال إنها ممكن تبقى معاقة، وان السبب انى كنت صغيرة على الحمل والولادة وانه كان قريبي». يذكر أن مركز النديم نشر مؤخرا نتائج دراسته المسحية حول زواج القاصرات، والتي كشفت أن 26% من المشاركات في المسح تزوجن قبل أن يبلغن السن القانوني للزواج 18 عاما، وأن 15% منهن تزوجن في عمر أقل من 15 عاما، إلا أن 47% من المشاركات قلن إنهن لن يزوجون بناتهن قبل إتمام تعليمهن، وقبل 43% بعقد الخطوبة حتى تنتهي الفتاة من التعليم وتتزوج، فيما قرر 6% أنهم سيزوجون بناتهم ويتركوا الدراسة. وكشف المسح عن أن 69 % من العينة التي شملت 1091مبحوثا من 15 محافظة مصرية يعرفون فتاة أو أكثر تزوجن قبل سن 18 عام، وأن 34%منهن واجهن الطلاق قبل أن يبلغن 18 عاما، ويرى 88% من عناصر العينة أن الفتيات اللائي تتزوجن في عمر أقل من 18 عاما يتعرضن لمشكلات تتعلق بالحمل والولادة، فيما يعتقد 12% أنه لا يؤثر على الوضع الصحي للفتاة.