مصر لا ينفعها لامرسي ولا شفيق.. بهذه الجملة بدأ لقاء اتسم بالصراحة والجرأة حيث التقي أمس الكاتب الكبير وحيد حامد، بجمهور قصر ثقافة السينما، أدار اللقاء الناقد أشرف محمد، في هذا اللقاء تحدث حامد في عدد من القضايا، أهمها قضية الانتخابات حيث قال: هذه الأيام التي نحياها أيام صعبة جدا، لكني سعدت جدا لما ينشر على التويتر والفيس بوك من مشاهد من مسلسل (الجماعة) الذي هوجم كثيرا، والآن أصبحت الناس تقول: لقد صدق. كذلك ما حدث في الانتخابات، يراه المشاهد في المشهد الأخير لفيلم (طيور الظلام) في مشهد الكرة التي يتسابق عليها عادل إمام ورياض الخولي، وقتها لم أكن أتنبأ، لكني كنت مؤمنا بما أكتب، ولم أكتب لخدمة فكر أو تيار معين، وهو خلاصة التجربة بعد اربعين فيلما وعدد غير قليل من المسلسلات. أما عن بدايته قال حامد: بدأت مع الإذاعة في برنامج 46120 إذاعة، وكانت تسند هذه الأعمال للكتاب المبتدئين، وكنت واحد منهم، وكان هناك من يستحسن ما أكتبه، كما يشير المدرس على الطالب المجتهد، الإذاعة لم يكن بها رقابة، وكانت مفتوحة للأصلح، كنت أكتب المسلسل ولا يعرض إلا على اثنين مخرج العمل ورئيس المحطة، وكانت وقتها رئيسة المحطة الأستاذة سامية صادق، وكذلك مراقب التمثيلية. وعن دور الإذاعة في حياته قال: عن طريق الإذاعة وأعمال إذاعية كثيرة جدا صنعت لي أسما بين جماهير البسطاء، الذين أحبوني وجاءت أفكار منهم، فأهم أفلامي جاءت أفكارها وأنا ماشي في الشارع ففيلم (الإرهاب والكباب) كان مقال كتبته لروزاليوسف، و(المنسي) جاءت فكرته وأنا راكب القطار، وأتأمل كشك التحويلة والفراغ الذي يحيطه، وفيلم (البرئ) جاء من مظاهرات عام 1977، وكنت مشاركا فيها وفجأة جاء الأمن ووجهت لي ضربة، ففوجئت بأن من ضربني ولد من قريتي، فقال لي: أستاذ وحيد هو أنت من أعداء الوطن، وقتها كان أحمد ذكي دائما يسألني عن فكرة جديدة، وهو صديقي وفلاح مثلي ومن الشرقية مثلي، فقلت هذا هو العسكري. وأضاف حامد: تبقى نقطة مهمة جدا، وهي التواصل مع الناس، الكاتب الذي يعزل نفسه عن الناس، لا يجد ما يكتبه، فأغلب الشخصيات التي كتبت عنها عرفتها وأحببتها، المعلم بنوره في مسلسل (أوان الورد) الذي جعل من نفسه قاض، يسترجع حقوق الناس، شخصية حقيقية لكني غيرت اسمه فقط. وعن علاقته بالرقابة قال: الرقابة إما تقبل أو ترفض لكنها لا تستطيع أن تغير، فيلم الغول تم رفضه وقدم فيه بلاغ لمباحث أمن الدولة لأن به تطاول على النظام. قانون حق المؤلف وهذا كتبه السنهوري باشا، يعطي للإبداع حرية وكأنها نسر طائر في السماء، لكن الخوف ليس من الرقابة، الخوف من الرقيب الذي بداخلنا. أما عن الوضع الراهن في مصر فقال وحيد حامد: الوضع الحالي مفزع ومخيف، تعلمون جيدا أنني مناهض لجماعة الإخوان، ولا أثق فيهم، وأهم من هذا كله أن جماعة الإخوان تسعى بالفعل لإقامة الخلافة الإسلامية، لهذا فإن الذي يضمن لي الدولة المدنية سوف أعطيه صوتي، حتى لو كان عدوي، شفيق من السهل خلعه بخمسمائة وليس بمليونية، أما ما يروج له الإخوان، فلو تسلموا البلد بأي حجة من الحجج، فأنا لا أثق في أي شخص يقول سأفتح الحدود مع غزة، وأجعل الفلسطينيون يدخلون سيناء ليترك فلسطين لإسرائيل.. ولا يمكن أن أقبل مرسي الذي تنازل عما كان يطالب به قبل الانتخابات. ثم المسألة لم تعد مرسي وشفيق، ولكن قوى حقيقية هي قوى الثورة الذين تفتتوا بإرادتهم وعنتريتهم. هذه البلد لا ينفعها مرسي ولا شفيق. وعندما سئل جامد عن قضية عادل إمام قال: القضية لم تكن مرفوعة على عادل إمام وحده، كنت معه أنا ولينين الرملي، رفعها محام إخوان من الدخيلة، رفضت في محكمة الدخيلة لعدم الاختصاص، فلم يهدأ، وسعى وعرف عناويننا جميعا، فكانت القضية الأولى في محكمة الهرم ضد عادل إمام، والقضية الثانية في محكمة الدقي عادل إمام وآخرون، الحكم الذي صدر في محكمة الهرم، نأمل أن يصحح في الاستئناف، أما حكم محكمة الدقي فهو وثيقة مشرفة كتبها قاض عن حرية الإبداع بأسانيد دينية لا تقبل الشك. أنا موقفي واضح ولم أراوغ، فهذا مصير وطن، فقد حزنت حين قال أبو الفتوح الانتخابات مزورة، وحزنت عندما رأيت حمدين صباحي يسلك سلوك حازم صلاح أبو إسماعيل، لأنه أكبر من ذلك بكثير، لابد أن نحترم إرادة الصندوق، ثم لنعطي فرصة للطعن بعد ذلك، فالانتخابات ليست قاصرة على ما يحدث اليوم فسوف يأتي ناس جديد فيما بعد. الثورة ثورة بسطاء وشباب نقي، ولا يجب أن تستغل بهذا الشكل. أما عن مسلسل الجماعة فقال: كل مشهد فيه توجد معي وثيقة تؤكد صحته، هذه الوثيقة من كتب الإخوان أنفسهم، لذلك لم ترفع قضية ضدي بسببه.