هناك أناساً كانوا أكثر حظا من الحياة منذ أعطاهم الموت آخر فرصة ليقولوا كلمة واحدة، فكانت كلمتهم مريرة، فقد نسوا أنهم خدعوا وفوجئوا بأنهم انتهوا وانكشفوا فقد توهموا أنهم لن يموتوا.. وكشف الموت الذي خدعهم بما في الحياة من جمال ودلال حتى أنساهم أن للحياة نهاية. بهذة الكلمات المعبرة التي بدأ بها الاديب انيس منصور -رحمه الله- كتابه "على رقاب العباد" حيث تنطبق على حالة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وفي تصريحات عدد من السياسين حينما اجابوا على تساؤلات "الوادي" حول انتظار خبر وفاة مبارك ما بين عشية وضحاها مع اقتراب موعد محاكمته. فقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الحليم قنديل "إن مسألة وفاة الرئيس المخلوع حسني مبارك هي ستكون نتاج معركة قوية جدا بينه وبين الموت حيث أن توقعات وفاة مبارك كانت ولااتزال على ألسنة المصريين عقب العديد من الازمات التي تعرض لها حيث كانت الاولى حينما تم سافر الى المانيا لاجراء جراحة المرارة والثانية حينما سقط اثناء خطابه في مجلس الشعب بعد خطاب استمر نحو 45 دقيقة، بعدها نظر الرئيس إلي رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور وأسند كفيه على منصة الخطاب الذي يلقيه في الدورة البرلمانية الجديدة وشعر بالدوار. ومرة اخرى بعد زيارته الاخيرة لالمانيا ايضا. ومن هنا جاءت اغلب نكات المصريين حول صحة الرئيس مبارك وابرزها "حينما اتى بعض الاشخاص بهدية الى الرئيس مبارك في عيد ميلاده بسلحفاة واخبروه ان تلك السلحفاة تعيش لعمر يقدر ب400 عاما فابتسم له الرئيس وقال لهم لما نشوف". واضاف قنديل ان فكرة موت مبارك واحدة من اشكال الدراما السياسية التي نفتقدها منذ اغتيال الرئيس الاسبق محمد انور السادات فاذا افترضناها جدلا فان ذلك سيساهم بشكل كبير في تخفيف حدة الاحتقان السياسي خاصة وان العسكري قد اعطى تعهدات مسبقة بحماية الرئيس السابق واسرتة ثم اجراء محاكمة هزلية المشهد حيث نتج عن هذا التعهد تناقض ما بين المحاكمة والمعاهدة. وأكد قنديل ان لن يكون هناك حكم بالاعدام يصدر على الرئيس السابق لانه غير مستساغ سياسيا واقربها سيكون اصدار البراءة نتيجة عدة عوامل اهمها الاوراق المهلهلة التي تم خلطها عمدا ولكن المشكلة من البداية هي ان محاكمة مبارك جنائيا غير شافية لجموع المصريين. وقال هشام فؤاد القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين انه في ظل انشغال جماهير الشعب المصري بمتابعة نتائج الجولة الأولى للانتخابات والتي لعب فيها المجلس العسكري دور البطولة بالدعم المباشر وغير المباشر لمرشحه ومرشح بقايا النظام أحمد شفيق من أجل الدفع به في جولة الإعادة، يأتي يوم النطق بالحكم على مبارك وأولاده والعادلي وعصابته في قضية قتل الثوار يوم 2 يونيو القادم. فبعد ما يقرب من عام من بداية نظر القضية وصلنا للحظة الحكم التي ينتظرها آلاف من أهالي الشهداء والمصابين وملايين المصريين الذين أصدروا منذ شهور حكمهم على السفاح وعصابته عندما علقوا المشانق في ميادين مصر، فالإعدام هو القصاص الذي يستحقه القتلة الذين اغتالوا أنبل من أنجبت مصر من شباب الثورة الذين روت أرواحهم الطاهرة شجرة الثورة الشعبية. اما اذا توفى مبارك فان ذلك سيكون له تأثير ذو حدين اولهما من الممكن حدوث تعاطف من جموع الشعب المصري خاصة واننا شعب يلتزم بعقائدة الدينية من ناحية ايضا من المحتمل الاسراع في باقي المحاكمات الخاصة تمهيدا للقصاص من باقي شلة الفساد وسيضيف وفاة مبارك حالة جدل سياسي شامله ستغطى على كل الاحداث التي تشهدها الساحة السياسية الآن. ويقول مجدي قرقر عضو مجلس الشعب في حالة وفاة الرئيس المخلوع حسني مبارك سيصبح ذكرى سيئة لجموع الشعب المصري نتيجة لأفعاله ونهبة للبلاد طوال ثلاثين عاما هو وافراد اسرته كما ستظهر ايضا كل الاوارق التي اختفت والتي خشى كثيرين اخراجها عن فساده واطضهاده لآنه الى هذه اللحظة مازال حسني مبارك يتحكم بمقاليد الامور ويتم تصفية كل من يعلو صوته للمطالبة بالقصاص منه. واضاف ان المجلس العسكري سيكرم الرئيس المخلوع على اعتباره رجل من رجال القوات المسلحة وسيختفى كل من يعارض تكريم المخلوع.