يعيش المصريون اليوم في دوامة من الأزمات الواحدة تلو الأخرى فبعد أزمة طوابير العيش ثم أنابيب البوتاجاز ظهرت أزمة البنزين لتكدر على المصريين صفو حياتهم، ساعات طويلة يقضيها المواطن أمام محطات الوقود للتزود ولو بقدر قليل من البنزين ليكمل بها طريقه. فمن أمام إحدى محطات البنزين بشارع شهاب في المهندسين وقعت مشادات كلامية بين أحد السائقين وبعض عمال المحطة بعد ما يزيد على ثلاث أو أربع ساعات متواصلة في طابور البنزين في انتظار تفويل سيارته، الامر الذي دفع "الوادي" إلى رصد ردود أفعال الشارع والسائقين حول أسباب الأزمة والحلول المقترحة للخروج العاجل قبل الدخول إلي نفق مظلم من جديد. ومن جانبه ذكر اسلام محمد، أن أزمة البنزين بدأت عقب ثورة 25 يناير مباشرة بعد أن تضاءلت الحصة المقررة للمحطات بصورة كبيرة من أربعين ألف لتر إلى عشرين الفاً وهو ما يؤدي إلى حدوث أزمة شديدة بعد انتهاء الحصة خلال ثلاثة أيام، رغم كل تصريحات وزير البترول التي تنفي وجود أزمة نقص في البنزين وتصريحات وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في المؤتمر الصحفي صباح اليوم بمقر الحكومة المؤقت أن نقص البنزين سببه الرئيسي شائعات يروجها البعض. وأرجع أحد السائقين اسباب الازمة إلى تجار السوق السوداء والمافيا الذين يلعبون الدور الاكبر الخفي في تصاعد الأزمة من آن لآخر وفي الوقت الذي تحدث فيه الازمة في الشارع والتلفزيون يصورها، يخرج علينا وزير البترول "عبدالله غراب" على شاشات التليفزيون لينفي وجود أزمة وتتوزع المسؤولية بين المجلس العسكري وحكومة الجنزوري وأصحاب المحطات والشعب المصري الذي يلتزم الصمت في كل أزمة. وفي المقابل قال عمرو الشيخ، سائق، أن المشكلة الرئيسية في وزارة البترول وعصابات المافيا الموجودة في مصر حالياً ولابد من البحث عن اليد الآثمة التي تفتعل الأزمات من حين لأخر وتصفية الجماعات المرتبطة بإسرائيل وعلى رأسهم فلول النظام السابق، كما انتقد بعض الممارسات الخاطئة من جماعة الإخوان. وأشار محسن مراد، صاحب محطة بنزين، إلى أننا نعيش في أزمات صنعتها الحكومات والنظام السابق منذ سنوات طويلة والشعب المصري الوحيد الذي يتحمل ثمن تلك الأخطاء، معاناة وفقر وأزمات وطوابير غاز وعيش وبنزين من صباحية ربنا إلى ان يلقى وجه رب كريم، ومن ثم فإننا أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن ننقذ الثورة ونحقق أهدافها ومطالبها وإما أن نقبل بسرقتها وسقوطها. الجدير بالذكر أن مشادات حادة وقعت بين السائقين من ناحية وعمال المحطة من ناحية أخرى على الأسبقية في التفويل قبل نفاذ الكمية، خاصة أنه لم يكن يتبقي في البنزينة سوى ألف لتر فقط وهو على بعد مائة متر من المحطة في طابور طويل من السيارات، منتظرا دوره بعد ان قضى ثلاثة ساعات كاملة أمام المحطة دون فائدة. وعن علاقة الانتخابات الرئاسية بما يجري قال محسن عبدالتواب، أحد السائقين، أن تلك الأزمة مفتعلة بصورة كبيرة من أجل دعم مرشح الفلول الرئاسي، أحمد شفيق كما قال وهو نفس السيناريو القديم الذي كان ينتهجه مبارك ونظامه "افتعال الأزمات" من أجل إلهاء المواطنين عن القضايا الهامة وللعودة من جديد إلى نظام شفيق، الوجه الجديد للمخلوع مبارك وآخر مسمار في نعش الثورة المصرية. فيما فسر ابراهيم السيد، احد المواطنين، أسباب نقص البنزين إلي الخلل الجاري في عملية التوزيع، خاصة بعد إدخال 105 آلاف طن إلى مصر تكفي الاستهلاك لمدة عشرة أيام بدون الإنتاج المحلى الذى يبلغ 22 ألف طن والحل المتبقي أمامنا هو "رئيس مدني منتخب يضع حدا ونهاية لكل هذه الأزمات".