نظم العشرات من أنصار التيار الإسلامي وقفة أمام السفارة اللبنانية بالزمالك اليوم الأحد ، احتجاجاً على مناصرة حزب الله للنظام السوري. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات المعادية لحزب الله وزعيمه حسن نصرالله ، حاملين بعض اللافتات المعبرة عن وجهة نظرهم ومن بينها (صورة لنصر الله مكتوبا عليها "قاتل" - سوريا لن تركع). وشهدت الوقفة الاحتجاجية بعض المناوشات بين قوات الأمن المكلفة بتأمين السفارة وعدد من المتظاهرين ، وذلك بعد قيام أحد المتظاهرين بإلقاء ألعاب نارية على بعض مجندي الأمن المركزي ، مما اضطر قوات الأمن إلى دفع المتظاهرين بعيدا عن محيط السفارة. وقد قامت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على المتظاهر الذي ألقى الألعاب النارية على مجندى الأمن المركزي وإتخاذ كافة الإجراءات القانونية حياله. ممارسات حزب الله: الجدير بالذكر أن حزب الله الشيعي دخل على خط المواجهات المسلحة في سوريا داعماً لقوات النظام السوري بشار الأسد، وشارك في قتال الثوار السوريين في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، كما ساند حزب الله النظام السوري في اقتحام مدينة القصير الاستراتيجية، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى من الثوار السوريين. الأزهر يدين التدخل الطائفي لحزب الله في سوريا فمن جانبه استنكر الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التدخل الطائفي لحزب الله وإيران، في سوريا، لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في قمع الشعب السوري. وقال الطيب في بيان: "يتابع الأزهر الشريف بقلق بالغ الأحداث الدامية التي تمر بها سوريا الشقيقة، ويعرب عن أسفه الشديد لاستمرار تردّي الأوضاع المأساوية للشعب السوري، خاصةً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القصير المحاصرة، والتي راح ضحيتها مدنيون عزّل معظمهم من النساء والأطفال". وأضاف الطيب: الأزهر الشريف يعلن إدانته الشديدة لاستمرار سفك الدماء البريئة، ومحاصرة المدن وتدمير الإنسان والبنيان، وانتهاك حقوق المدنيين، والخرق الصارخ للقانون الدولي، كما يستنكر بشدة التدخل الخارجي بكل أشكاله وما يؤدي إليه من فتنة مذهبية وطائفية تهدّد المنطقة كلّها، ويدعو الشعب السوريّ لبذل كل ما يستطيعه من أجل وحدته ووحدة أراضيه. ودعا شيخ الأزهر جميع الأطراف المعنية في سوريا لوقف التصعيد الخطير حفاظًا على أرواح المدنيين، ودرءًا للمصير القاتم السواد الذي يحاول البعض جرّ المنطقة برمّتها إليه، وبخاصة ما يحدث في القصير من محاصرة وقتل وتشريد. كما ناشد الأزهر الشريف "منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية الاضطلاع بمسؤولياتهما تجاه الأوضاع المتردّية في سوريا، والعمل الجاد على توحيد الرؤية في التعامل مع المعضلة السورية, وصولاً إلى حلّ سلمي يوقف سفك دماء الشعب السوري الذي يهدر يوميًا, ويمكّن الشعب السوريّ من تحقيق ما يصبو إليه من حرية وديمقراطية وعيش كريم". الطفيلي: حزب الله تعرض لهزيمة في القصير وكان الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، الشيخ صبحي الطفيلي، قد أكد الجمعة 7 يونيو، أن حزب الله بتدخله في سوريا، استفز العالم بأسره، ونخر الأمة الإسلامية، وفتح باب الفتن، جاء ذلك في حوار مع برنامج "ستوديو بيروت" على قناة العربية الفضائية. وقال الطفيلي إن "لبنان ذاهب إلى حرب ستكون أعظم من كل الحروب التي مرت عليه، هي حرب بين السنة والشيعة من داخل وخارج لبنان". وتابع: "تصرفنا في سوريا بطريقة استفزت كل الدنيا، طلبنا ممن يخالفنا بأن يقاتلنا في سوريا، وكأننا نستعدي 1.3 مليار مسلم". وأضاف: "ما كنت أتصور أن يتحدث حسن نصر الله بهذه الطريقة". وأكد قيادي حزب الله سابقاً أن "حزب الله تعرض لهزيمة عسكرية في القصير، فقد تكبد خسائر رهيبة في المقاتلين، ولم يدخل المدينة إلا بعد انسحاب العناصر المقاومة منها لنفاد الذخيرة، فلم يكن هناك أمامه فعلياً قوة ليهزمها وينتصر عليها". وقال إن "مشروع حزب الله، كحزب مقاوم يدافع عن الأمة ويعمل من أجل وحدة العالم الإسلامي سقط، فلم يعد الحزب الذي يدافع عن الأمة، بل بات ينخر الأمة، ودخل حرباً مذهبية، وفتح الباب أمام مرحلة شرسة من الفتن". السنيورة: حزب الله جزء من المنظومة العسكرية الإيرانية من جهته أدان رئيس كتلة "المستقبل" اللبنانية، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، ما فعله حزب الله في مدينة القصير السورية ووصفه بأنه ملعون، لأن من قتل أخاه وشقيقه ملعون، على حد تعبيره، وطالب الحزب بسحب قواته من القصير، وإعادة انتشار الجيش على الحدود الشمالية والشرقية. واعتبر السنيورة أن "الأوضاع الحالية يجب أن تكون ساعات للحزن حين نشهد على تدخل حزب الله، حزب المقاومة اللبنانية والعربية، في الحرب الدائرة في سوريا لمساندة نظام يقتل شعبه. وأضاف السنيورة إن حزب الله يسيطر اليوم بعسكره على مدينة القصير، ويعد العدة لكي يتدخل في مواقع أخرى في سوريا، بما يكشف عن هول هذا التدخل وهذا التورط من قبل تنظيم لبناني مسلح أصبح جزءاً من المنظومة العسكرية الإيرانية في المنطقة، وأداة في يد نظام يقتل شعبه ويدمر بلده".