اعلن محمد ابراهيم وزير الدولة لشئون الآثاراليوم عن اكتشاف مبانى ادارية ضخمة محصنة تعود لعصر الهكسوس ، تتكون من طابقين وعدة صالات وحجرات مبنية من الطوب اللبن بموقع تل حبوة على بعد 3 كيلو متر شرق قناة السويس بمنطقة القنطرة شرق بمحافظة شمال سيناء. واوضح ابراهيم أن المبانى التى تم اكتشافها تضمن عدة امكان لهياكل آدمية وحيوانية من عصر الهكسوس و العديد من الهياكل الادمية وجدت مطعونه برؤس السهام والحراب مما يدل على عنف المعارك الحربية التى دارت بالموقع بين الجيش المصرى بقيادة الملك احمس الاول والغزاة الهكسوس حتى تم طردهم من مصر. وأضاف الوزير أن البعثة كشفت عن عدد من مخازن الجيش المصرى وصوامع للغلال بعضها دائرى يبلغ قطرها 4 امتار والاخرى مستطيلة ابعادها 30 متر فى 4 متر تعود لعهد الملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثانى ، قدرت كمية الغلال التى تحتويها بأكثر من 280 طن ، مما يشير الى ضخامة اعدا الجيش المصرى فى عصر الدولة الحديثة,لافتا الى أنه جارى تنفيذ مشروع للحفاظ على المبانى والقلاع المكتشفة لما لها من أهمية بتاريخ مصر العسكرى وكذلك العمارة العسكرية فى مصر القديمة كأقدم منظومة دفاعية فى العالم القديم، مشيراً أنه تم اعداد الموقع كمتحف مفتوح للتارخ العسكرى على مساحة الف فدان ضمن مشروعات تطوير محور قناة السويس سياحيا. من جانبه، أوضح محمد عبد المقصود نائب رئيس قطاع الاثار المصرية ورئيس بعثة الحفائر بشمال سيناء، انه كشف عن بقايا حريق ضخم للعديد من المبانى احرقت بالمدنية اثناء المعركة ، مما يؤكد ما جاء فى بردية رايند بالمتحف البريطانى بأن ملك مصر احمس الاول قام بالهجوم على قلعة ثارو بتل حبوة ودخل المدينة وحاصر بعد ذلك عاصمة الهكسوس افاريس بمحافظة الشرقية بتل الضبعة على بعد 50 كم من تل حبوة على الفرع البليوزى القديم للنيل والذى دارت به معارك بحرية بين الجيش المصرى والهكسوس ومحاربتهم فى معارك شرسة للقضاء عليهم. وأشارعبد المقصود إلى أنه تم الكشف من قبل عن المنظومة الدفاعية المصرية الكاملة للجيش المصرى بشمال سيناء فى عصر الاسرة 18 والاسرة 19 من عصر الدولة الحديثة لحماية مدخل مصر الشرقى فكانت محصنة بعدد 11 قلعة عسكرية اهمها نقطة الانطلاق المعروفة بأسم قلعة ثارو حيث كان بها اضخم تحصينات عسكرية فى العالم القديم منذ الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر الاسرة 26 ، وكانت مركز قيادة الجيش المصرى فى عصر الدولة الحديثة ومقر ملكى لملوك مصر ومركز للقيادة العسكرية المصرية وتجميع الجيوش التى خرجت من مصر لتأمين الحدود المصرية لذلك اقيم بها اربعة قلاع ضخمة أسوار من الطوب اللبن وخنادق حول هذه القلاع وموانع مائية ومنحدرات حول الاسوار لمنع تسلق الاسوار وكذلك اسوار مزدوجة وبلغت مساحة اكبر القلاع المكتشفة 600م مدعمة بعدد كبير من الابراج وسمك الاسوار ما بين 8م و 14م . وتابع عبد المقصود كما كشفت البعثة عن بقايا مخلفات بركانية لقطع من بركان سان تورينى بالبحر المتوسط والذى أحدث اول تسونامى فى العالم القديم منذ ما يقرب من حوالى 3500 عام وتسبب فى غرق جزء كبير من سواحل سيناء والدلتا والمدن الاثرية الواقعة على الفرع البليوزى ومنها منطقة تل حبوة المعروفة قديما بقلعة ثارو.