طالب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الجميع فى مصر بإعلاء مصلحة البلاد والعباد وبأن يصطفوا جميعا صفا واحدا من أجل مصر قوية مستقرة في ظل التحديات الكبرى التي تحيط بنا حاليا، مشددا على أن الاستقرار السياسي وتحقيق الأمن من شأنه أن يعود على البلاد بنمو اقتصادي وتنمية شاملة في شتى القطاعات. وتوقع مفتي الجمهورية حول التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر بعد مرور سنتين على الثورة المصرية وكيفية مواجهتها والتطور الذي حدث في المؤسسة الدينية في مصر استمرار الخلافات بين كافة الأطياف السياسية المصرية، معتبرا ذلك نتيجة طبيعية للديموقراطية التي نشهدها. كما أكد مفتي الجمهورية فى المقال الذى نقله بيان لدار الافتاء اليوم أن الفترة الماضية شهدت تعزيزا لدور الأزهر الوطني في المشهد المصري بقيادة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر وأصبح الأزهر مظلة تجمع كافة الأطياف تحت رايته الوسيعة وأن من أبرز النتائج المحورية لمرحلة ما بعد الثورة هو استعادة هيئة كبار العلماء ككيان مكتمل الأركان له لائحته الداخلية المنظمة لأعماله مما سيمكنها من توسيع دورها ليس فقط في مصر وحدها بل في العالم كافة وأن جميع أعضاء الهيئة وعلى رأسهم الإمام الأكبر عازمون على تحويل الهيئة إلى مؤسسة ذات ثقل عالمي. وكشف مفتي الجمهورية أن الأزهر اتخذ خطوات ملموسة لإطلاق قناة فضائية تتحدث بلسان الدين الحنيف وتنشر الرسالة الحقيقية للإسلام وتضبط إيقاع الخطاب الديني الذي يواجه شيئا من الانفلات. كما أكد مفتي الجمهورية الدكتور على جمعة أن عملية انتخاب مفتي الديار المصرية التي تمت من خلال هيئة كبار العلماء جاءت بطريقة مهنية نزيهة وتعد بحق علامة فارقة فى تاريخ المؤسسة الدينية.. موجها التهنئة للدكتور شوقي عبد الكريم علام مفتي الجمهورية الجديد بمناسبة توليه المنصب خلفا له ومتمنيا كل التوفيق والنجاح له في أداء هذا الدور المهم والأساسي في الحياة اليومية والدينية لتوجيه الملايين وإرشادهم إلى صحيح الدين في مصر والعالم ، مؤكدا ثقته الكبيرة أن المفتي الجديد سيستمر في قيادة هذه المؤسسة المهمة إلى آفاق أكبر من أي وقت مضى. وأوضح المفتي أن مشيخة الطرق الصوفية ركن مهم من أركان المؤسسة الدينية في مصر بحكم التاريخ والواقع وسوف يكتمل دورها المحوري في الحياة الدينية بمصر عن قريب من خلال منظومة من التطوير تعكف قياداتها على تفعيلها الآن. كما قدم فضيلة المفتى كشف حساب لفترة توليه منصب مفتي الديار المصرية التي استمرت عشر سنوات ، مبينا أن دار الإفتاء لم يقتصر دورها على إصدار الفتاوى فحسب ، بل أصبحت مؤسسة متعددة الأنشطة تعمل في الأبحاث والتواصل والتدريب والتعليم والتنسيق مع المنظمات العالمية من أجل نشر رسالة السلام والوئام والرحمة وتحولت إلى مؤسسة مستقلة لها نظام إداري مستقل ولائحة داخلية وهيكل تنظيمي وميزانية خاصة تتيح لها العمل في سيولة واستقلال وكان آخر حلقات هذا الاستقلال هو انتخاب المفتي عن طريق هيئة كبار العلماء. كما تحولت من مجرد كينونة مرتبطة ارتباطا وثيقاً بشخص المفتي إلى مؤسسة حديثة تضم بين جدرانها مجلس أمانة الفتوى كنظام داخلي وهيكل تنظيمي وإدارى وتتواصل مع طالبي الفتوى في العالم بتسع لغات. واكد الدكتور على جمعة أن هذه المجهودات لم ولن تذهب سدى فعلى مدار السنوات القليلة الماضية حصلت دار الإفتاء على العديد من الأوسمة والجوائز المرموقة وكان آخرها اعتراف الأممالمتحدة بأن دار الإفتاء المصرية من أكثر المؤسسات الدينية تأثيراً في العالم مبينا أن هذا التطور الهائل الذي شهدته الدار تم تنفيذه من خلال النظرة الثاقبة للظروف المتغيرة التي يشهدها المجتمع الحديث في مصر وكذلك المكانة الخاصة لمصر في العالم الإسلامي على نطاق أوسع.