قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء تحولت في فترة منصبه من مجرد كينونة مرتبطة ارتباطا وثيقا بشخص المفتي إلى مؤسسة حديثة تضم بين جدرانها مجلس أمانة الفتوى كنظام داخلي وهيكل تنظيمي وإداري وسيرورات عمل تتيح التواصل مع طالبي الفتوى في العالم بتسع لغات. وأضاف جمعة، في مقال مطول باللغة الإنجليزية نشرته وكالة رويترز للأنباء، أن الفترة الماضية شهدت تعزيزا لدور الأزهر الوطني في المشهد المصري، وأصبح الأزهر مظلة تجمع كافة الأطياف تحت رايته الوسيعة، وأشار فضيلته أن من أبرز النتائج المحورية لمرحلة ما بعد الثورة هو استعادة هيئة كبار العلماء ككيان مكتمل الأركان له لائحته الداخلية المنظمة لأعماله مما سيمكنها من توسيع دورها ليس فقط في مصر وحدها بل في العالم.
وأضاف فضيلته، "بفضل الله استطعنا تحويل دار الإفتاء إلى مؤسسة مستقلة لها نظام إداري مستقل ولائحة داخلية وهيكل تنظيمي وميزانية، خاصة تتيح لها العمل في سيولة واستقلال وكان آخر حلقات هذا الاستقلال هو انتخاب المفتي عن طريق هيئة كبار العلماء".
وأوضح مفتي الجمهورية أن عملية انتخاب مفتي الديار المصرية التي تمت من خلال هيئة كبار العلماء بطريقة مهنية نزيهة تعد بحق علامة فارقة فى تاريخ المؤسسة.
وكشف أن الأزهر اتخذ خطوات ملموسة لإطلاق قناة فضائية تتحدث بلسان الدين الحنيف وتنشر الرسالة الحقيقية للإسلام وتضبط إيقاع الخطاب الديني الذي يواجه شيئا من الانفلات.
وأكد فضيلة المفتي أن مشيخة الطرق الصوفية ركن مهم من أركان المؤسسة الدينية في مصر بحكم التاريخ والواقع وسوف يكتمل دورها المحوري في الحياة الدينية عن قريب. ووجه الدكتور علي جمعة رسالة عبر مقاله في رويترز هنأ فيها فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي عبد الكريم علام مفتي الجمهورية الجديد بمناسبة توليه المنصب خلفا له، وقال: "أود أن أغتنم هذه الفرصة لتهنئة أخي الأستاذ الدكتور شوقي عبد الكريم مفتي مصر المقبل، وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في أداء هذا الدور المهم والأساسي في الحياة اليومية والدينية لتوجيه الملايين وإرشادهم إلي صحيح الدين في مصر والعالم".