تناقلت وكالات الأنباء والصحف العالمية كالفورين بوليسي foreign policy والنيويورك تايمز ارهاصات الذكرى الثانية لثورة يناير المصرية التي شهدت ولادة جماعة معارضة جديدة تًعرف باسم "البلاك بلوك" يشوب أعضائها الغموض حيث ينتمي اليها عددٌ من الشباب المقنعي الوجوه يعرفون أنفسهم بالمدافعين عن الثورة والعازمين على محاربة الاخوان المسلمين. أطلقت الجماعة على نفسها اسم "بلاك بلوك" نسبة الى جماعة بلاك بلوك الفوضوية التي ظهرت في أوروبا في العقد الأخير من هذا القرن,والمعروفون بملابسهم السوداء وأقنعتهم التي يتخفون فيها مستخدمين العنف وسيلة لتحقيق أهدافهم, وعلى هذا النحو, قام أعضاء "البلاك بلوك" في مصر خلال المظاهرات في ذكرى الثورة بالإلتفاف حول عربات الشرطة ملوحين بعلامات النصر بأيديهم . أما صحيفة الواشنطون بوست فترى أن الحكومة المصرية ترى أن مثل هذه الجماعات الشبابية الظاهرة مؤخرا قد تثير غضب وإنتقام الجماعات الإسلامية, فالمؤيدون الإسلاميون للرئيس مرسي يصفون جماعة "البلاك بلوك" بالميليشيا وأعلنت ظهور جماعة جديدة أخرى أسماها الإسلاميون ب"الوايت بلوك" White block لردع أعمال البلاك بلوك. وعلى صعيد آخر, فإن المعارضة في مصر لاتعرف حقيقة الأهداف الحقيقية للبلاك بلوك, بل وتجهل أيضا عوامل ظهورها المفاجيء، ففي الثامن والعشرين من شهر يناير الماضي, أعلنت البلاك بلوك عن بداية نشاطها وعن هدف وجودها الذي أوجزته في البحث عن حرية الشعب والتخلص من القمع وإستبداد نظام "الإخوان المسلمين" في مصر, ثم أعلنت خطف بعض الشخصيات. وفي الوقت الذي قد تمثل فيه تلك الجماعة الجديدة تهديدا وتخويفا للمنظمات المختلفة في مصر, إلا أنها تقابل بشعبية من قبل شباب المحتجين من المصريين الذي ضاقوا ذرعا من الوضع الراهن, حيث يرى البعض من شباب المعتصمين في ميدان التحرير بأن تلك الجماعة ليست إرهابية على الإطلاق ولكنها تحمي المتظاهرين من الإخوان, بل إن الأمر تعدى إلى وعد جماعة البلاك بلوك للشباب المصري بالمزيد من فرص العمل إذا ساهموا في المزيد من الأعمال العدائية ضد الحكومة. ويبدو أن مثل تلك الجماعات الجديدة ستلقى صدى لدى الشباب المصري حتى تتوصل الحكومة المصرية إلى حلول حقيقية للمشاكل .