"لكننى صعلوك عابر سبيل ، ابن الحارة المصرية ، ليس لى صاحب ، لذلك كما ظهرت فجأة سوف أختفى فجأة ، فحاول تفتكرنى"، " بدأت مصر بحفظ الموتى، وانتهت بحفظ الأناشيد ، لأن كل مسؤول يتولى منصبه يقسم بأنّه سوف يسهر على راحة الشعب ، من دون أن يحدد أين سيسهر وللساعة كام؟" ، " أصبحت مهمة المواطن صعبة، فعليه أن يحافظ على حياته من البلطجية ، وأن يحافظ علي عقله من السياسيين " ، كانت تلك الكلمات التي طالما يتغني بها المصريين ، وإشتهر بها الراحل الساخر "جلال عامر" ، أو "عم جلال" ، كما يحلو للبعض أن يناديه. ذلك الرجل الذي يحمل هموم "الغلابة" ، وتحدث عنهم في كتاباته ودافع عنحقوقهم ، والذ ظل ويبحث عن العدالة الاجتماعية التي خرجوا للنداء بها في ميدان التحرير ، يبحث لهم عن دستور يعيش فيه الجميع دون تقسيمات وبلا مغالبة من تيار على حساب الآخر ، . جلال عامر كاتب و صحفي مصرى ، ولد في 25 سبتمبر 1952 ، بعد ثورة 52 التي غيرت مجريات الأمور في مصر ، وتخرج من الكلية الحربية وخاض حروبا عديدة وكان أحد ضباط حرب أكتوبر ، ويعد أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر والعالم العربي ، درس القانون في كلية الحقوق ، عمل صحفيا في جريدة القاهرة ، كتب عامر في العديد من الصحف المصريه منها جريدة الأهالي والمصري اليوم ، وكان له مقال أسبوعي بجريدة المصري اليوم بعنوان " تخاريف " ، وكانت له طريقته المختلفه في فن الكتابة الساخرة والتي اعتاد عليها المصريين ، وجعلته واحدا من أهم الكتاب بالنسبه للشعب المصري ، وقام عم جلال بتأليف كتاب "مصر على كف عفريت" ، صدر عام 2009 ، والذي يعد محاولة لبحث حالة وطن كما قال. وبعد مرور عام علي ثورة يناير ، كتب عامر " نزعت الخوف من نفوس الشعوب، وزرعته فى قلوب الحكام " ، ورفض أن يكون قلمه رمزا للاستبداد فتحدث بعد تنصيب برلمان الثورة قائلا " من أول يوم بدأت الأحزاب الرأسمالية التى تمثل الدين تتحالف مع الأحزاب الرأسمالية، التى تمثل الدنيا ضد الفقراء الذين لا يمثلهم فى المجلس إلا السعاة وعمال البوفيه.. فالتحالف بين الأحزاب مؤقت والتحالف بين الشعب دائم" ، فكانت كلماته معبره لجموع المصريين ، وكانت تصل الي أذهانهم وقلوبهم ، فكانت تزيد حماسهم ، وقال عامر في جماعة الاخوان المسلمين " حكمًا ظاهره الإسلام، لكن باطنه القهر والسلطة والثروة ، الضحية 80 مليون مصري طيب غلبان" . كما تحدث عامر عن الدستور مطالبا من سيقوم بوضعه قائلا " المفروض أن نحصل على دستور توافقي ، ورئيس علي الكيف ، وليس رئيس توافقي ودستور علي الكيف " . وتزوج عامر وله أربعة أبناء هم " رامي ورانيا وراجي وريهام " ، وبعد رحيل المجلس العسكري ، عاد عم جلال ليبهج المصريين كما تعود بكلماته التي تخترق قلوب محبيه ، ليظل الرجل الذي يضحك المصريين في وقت كادت البسمه أن تختفي من علي وجوههم . "بالحب وحده سلمت قلبي إليك وبدون إيصال ، وعندما تغرب الشمس ويجيء القمر يظهر المحبون ويختفى رجال الشرطة ، وبعد سهر الليالي لا نأخذ من الحب سوى خطابات دون توقيع ، وصور دون إهداء ، وذكريات بلا ملامح ، لكن يبقى من عشق الوطن خريطة لا تتغير وتاريخ لا يموت ، فعبر التاريخ يموت المواطن من أجل الوطن وليس العكس". وفي فجر يوم 12 فبراير 2012 م توفي جلال عامر ، إثر إصابته بأزمة قلبية أثناء مشاركته في مسيرة ضد حكم العسكر في رأس التين ، عندما شاهد مجموعة من البلطجية يهاجمون المتظاهرين ، فسقط وهو يردد عبارة "المصريين بيموتوا بعض" ، فلم يستطع صاحب الكلمة التي طالما ابهجت المصريين أن يتحمل قيام أبناء الوطن الواحد ، بالاقتتال واباحة دم الآخر . وهكذا ذهب جلال عامر ، ولكنه ترك في قلوب محبيه وعشاق كلماته ، حبا لا ينتهي ، وليس ببعيد ما يردده العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث نجد عم جلال حاضرا في كل موقف يحدث في أرجاء مصر.