إذا كان اللاعبون هم النجوم المتألقة على خشبة المسرح أو داخل المستطيل الاخضر حيث يقدمون المتعة والابداع للمشاهدين وأمام شاشات التليفزيون فإن المدربين هم بمثابة المخرجين الذين يقفون وراء العروض الممتعة ويضعون الخطط ويوجهون النجوم من خارج الخطوط لتحقيق الانتصارات وتقديم المتعة للجماهير. وبداية يكاد يكون هناك اجماع على ان الاسكوتلندى العجوز اليكس فيرجسون 71 عاما هو اقدم أنجح مدرب فى العالم حاليا فمنذ ان تولى مسئولية الادارة الفنية لنادى مانشيستر يونايتد فى نوفمبر عام 1986 واستمراره حتى اليوم اصبح اطول من يتولى هذا المنصب فى تاريخ النادى العريق بعد ان حطم فى 19 ديسمبر 2010 الرقم القياسى السابق الذى كان مسجلا باسم سير مات بوشى. كما يعتبر أقدم مدرب على الاطلاق فى الدورى الانجليزى. وخلال هذه السنوات الطويلة فاز فيرجسون بالعديد من البطولات وحطم الكثير من الارقام القياسية بما فى ذلك عدد مرات الفوز بلقب احسن مدرب فى العام ليكون صاحب الرقم القياسى فى تاريخ الكرة البريطانية .وفى عام 2008 أصبح ثالث مدرب بريطانى يفوز بكأس اوروبا اكثر من مرة بعد بريان كلوف وبوب بيسلى. وعلى مدار السنوات حقق فيرجسون بطولة الدورى 12 مرة من اصل 19 مرة فاز بها النادى وكانت البداية فى موسم 1992-1993 وكان آخرها الموسم قبل الماضى 2010-2011.كما فاز ببطولة كأس انجلترا خمس مرات كانت اولها موسم 1991-1992 وآخرها موسم 2003-2004. وفاز بكاس اندية المحترفين اربع مرات كان آخرها موسم 2009-2010.كما فاز بالدرع الخيرية التى تقام فى بداية الموسم بين بطلى الدورى والكأس عشر مرات آخرها عام 2011 . وعلى الصعيد الاوروبى حقق دورى ابطال اوروبا مرتين موسمى 1998-1999 و2007-2008 وكأس الاندية ابطال الكئوس عام 1990-1991 وكأس السوبر الاوروبية عام 1991 وكأس انتركونتينتال عام 1999 وأخيرا كاس العالم للاندية عام 2008. ومازال عطاء فيرجسون مستمرا حيث يتقدم بثبات للفوز ببطولة الدورى ويواصل طريقه فى بطولة الكاس المحلية ومازال يسير بخطى ثابتة فى بطولة دورى ابطال اوروبا بعد التعادل مع العملاق ريال مدريد فى مباراة الذهاب فى مدريد 1/1 ويأتي الفرنسي ارسين فينجر بين ابرز المدربين الذين يواصلون عطائهم مع فريق واحد،فمنذ أن تولى تدريب نادى الارسنال الانجليزى فى عام 1996ويشهد فريق المدفعجية طفرة كبيرة على مستوى الاداء وإن غابت عنه البطولات فى السنوات الاخيرة. فبعد عامين من توليه المسئولية حقق النادى ثنائية الفوز بالدورى والكاس وقاد ارسنال لنهائى كاس اليويفا ونهائى كاس انجلترا عام 2001 وحقق الثنائية الثانية بالجمع بين بطولة الدورى والكاس عام 2002 واحتفظ الارسنال بلقب الكاس فى موسم 2003 وفى عام 2004 استعاد لقب الدورى ليكون اول نادى فى ذلك الموسم يحقق البطولة دون ان يتعرض لأى هزيمة منذ بريستون نورث اند قبل 115 عاما. وبعد ذلك حطم النادى تحت قيادته الرقم القياسى الذى كان مسجلا باسم نوتنجهام فورست بالبقاء دون هزيمة طوال 42 مباراة فى الدورى واستمر لمدة 49 مباراة.ووصل النادى تحت قيادة للمرة الاولى لنهائى دورى ابطال اوروبا عام 2006 حيث منى بالهزيمة 1/2 امام برشلونه. خلال توليه المسئولية انتقل الارسنال الى استاد الامارات الجديد بعد 93 عام فى استاد هايبرى. وعلى الرغم من غياب البطولات عن ارسنال منذ ثمانى سنوات يحتفظ النادى بالمدرب الملقب "بالفيلسوف" وتحدو عشاقه الآمال فى ضخ المزيد من الاموال لجلب النجوم بعد أن دأب النادى فى السنوات الاخيرة على التخلى عن ابرز نجومه والاعتماد على العناصر الشابة تحقيقا للمزيد من المكاسب المالية على حساب البطولات. وإذا انتقلنا إلى المانيا فسنجد توماس شاف المدير الفنى المحنك لنادى فيردر بريمن الذى تولى المسئولية قبل 14 عاما.ويعد شاف ثالث اقدم مدرب فى تاريخ البونديسليجا وسوف يتخطى كل من المتقاعدين اوتو ريهاجل وكان مدربا لبريمن ايضا و فولكر فينكه الذى كان يدرب فرايبورج إذا استمر فى منصبه عامين آخرين. وملت شاف الذى لم يترك بريمن لاعبا ومدربا حيث انضم للنادى وهو فى سن الحادية عشر ولم يتركه حتى اعتزاله حيث كان يلعب فى مركز قلب الدفاع قبل أن يتحول للتدريب بعد اعتزاله فى البداية لفرق الناشئين وفريق الهواة قبل أن يتولى مسئولين تدريب الفريق الاول. وقاد شاف الذى يتميز بميله للاداء الهجومى الصرف المتهور أحيانا، النادى للفوز بثنائية الدورى والكاس فى عام 2004 كما أحتل المركز الثانى فى البونديسليجا عامى 2006 و2008 وشارك فى بطولة دورى الابطال ثمانى مرات ووصل لنهائى الدورى الاوروبى موسم 2008-2009. ومع تراجع مستوى بريمن خلال العامين الاخيرين لدرجة انه اصبح يحتل مركزا فى النصف الثانى من الجدول تتزايد الضغوط على شاف رغم انه النادى مازال متمسكا به.