اعتبرت صحيفة (هيرالد سكوتلاند) الإسكتلندية الصادرة اليوم /الأحد/ أن قرار الغزو الأنجلوأمريكي على العراق قبل نحو 10 أعوام كان أسوأ قرار اتخذته الحكومة البريطانية في سياستها الخارجية، متسائلة عما إذا كان سيقر توني بلير رئيس الوزراء أنذاك بخفايا الأمور وحقيقتها إزاء حربه على العراق؟!. وذكرت الصحيفة -في تقرير لها أوردته على موقعها الألكتروني- أن الحرب على العراق لم تكن فقط غير قانونية ،لكونها تستند إلى أدلة ملفقة ومتناقضة مع القوانين الدولية، لكنها أيضا نتجت عن نتائج سلبية. وقالت:" إنه بعيدا كل البعد عن جعل العراق مكانا أفضل، دمرت هذه الحرب البنية التحتية للبلاد ثم أغرقتها في حرب أهلية لم يكن لإندلاعها أي داعي وهو ما خلف مئات الاف من الضحايا من بينهم 179 مواطنا بريطانيا". وأضافت الصحيفة الإسكتلندية:" أن الأمر لم يقتصر على هذا النحو؛ حيث أنه لم يفد المصالح البريطانية مطلقا بل ترك مشاعر عدائية واسعة النطاق بداخل العالم الإسلامي باتت ترى أي تدخل غربي في شئونه سيخلف آثارا كارثيه على أمنه ومصالحه"، معتبرة أن تجربة العراق لاتزال الشبح الذي يجعل الغرب مصرا على عدم التدخل في سوريا لحل أزمتها. ومع ذلك، أوضحت (هيرالد سكوتلاند) أن ما حدث في العراق لم يكن قط أسمى آمال توني بلير عندما ورط بلاده في حرب اندلعت على عكس رغبات ملايين البريطانيين، مستشهدة في ذلك بمسيرات الاحتجاج والغضب العارم الذي اشتعل في لندن، وقالت:"إن دعاة الحرب السابقين يحاولون الأن قلب الحقائق من خلال إعادة كتابة التاريخ والزعم بأن الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان ضروريا لإنقاذ أرواح الملايين". ولأجل دحض هذه الإدعاءات، قالت الصحيفة الإسكتلندية إن جميع الحقائق المرتبطة بالحرب على العراق تعد مخالفة ومتناقضة ومشينة خلاف ما أعلن؛ حيث انتهج بلير سياسة متهورة أدت إلى شن حرب غير شرعية من خلال التواطؤ مع الولاياتالمتحدة بهدف تدمير هذا البلد الذي لم يكن سيئا كما صوره البعض. ونتيجة لذلك، أشارت الصحيفة إلى اندلاع حرب أهلية بين مختلف الأطياف والفصائل العراقية انتهت عقب أعوام بتحسن طفيف في سير الأوضاع كان على رأسه تعرض القوات البريطانية لخزي الانسحاب من مدينة البصرة عام 2008 بعدما أنجزوا مهمتهم هناك بشق الأنفس. وحول تداعيات الحرب على العراق، ذكرت الصحيفة أن القوات التي استخدمت في العراق تم سحبها لتنفيذ سياسة معينة على قدم المساواه في أفغانستان؛حيث تنتظر حركة طالبان وحلفائها الغرب لكي تفعل خططها الرامية إلى الاطاحة بالنظام الحالي المدعم من واشنطن ...إلى جانب تأزم الوضع في سوريا التي أصبحت على حافة الانهيار نتيجة لدخول عدد غير معلوم من المتطرفين إلى أراضيها لتأجيج لهيب الفوضى هناك. لذلك، يرفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما توريط بلاده في مغامرات جديدة في منطقة الشرق الأوسط -حسبما قالت الصحيفة الإسكتلندية-، بينما سيجد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نفسه مضطرا للقيام بذلك بشكل انتقائي عندما يمكنه تحمل عواقب ذلك.