تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الخميس عددا من الموضوعات أهمها انتخابات مجلس النواب الجديد. ففي مقاله (يوميات وآراء) بصحيفة "الجمهورية"، قال الكاتب السيد البابلي رئيس التحرير: إن "إعلان جبهة الإنقاذ مقاطعة الانتخابات البرلمانية في شهر أبريل القادم، تخرج المعارضة الحقيقية من البرلمان القادم، وجبهة الإنقاذ تعتقد أنها بقرار المقاطعة سوف تثبت كما يقول الدكتور محمد البرادعي أن الديمقراطية الحالية مزيفة، وأن أحزاب المعارضة لا تريد أن تكون مجرد ديكور". ورأى أن دوافع الإنقاذ بهذا القرار هو أنها تريد ألا تكرر الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه من قبل حين وافقت علي المشاركة في الاستفتاء علي الدستور ولم تكن مستعدة لذلك بشكل جيد، فجاءت الموافقة علي الدستور لغير صالحها ومنحت بمشاركتها الشرعية علي الدستور وأصبح أمرا واقعا. واعتبر أن المقاطعة بذلك المعني ليست الحل، فالقرار يعني أن البلاد مقبلة علي برلمان إسلامي فقط، وأن الصراع في الانتخابات سيكون إسلاميا-إسلاميا، وأن القيادات الليبرالية والمدنية سيكون صوتها خافتا، إن قدر له أن يكون موجودا. واستطرد قائلا:"نحن بهذا نهدر فرصة تاريخية في إمكانية وجود برلمان يعبر عن كافة أطياف المجتمع المصري. حتي وإن كانت الأغلبية فيه للتيار الإسلامي". وتابع "إننا نختلف مع قرار جبهة الإنقاذ بالمقاطعة لأنه لا يعبر عن موقف من منطلق القناعة والقوة ولكنه موقف من منطلق التردد والاستسلام والرهان علي المجهول". وفي عموده (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" أكد الكاتب الصحفي محمد بركات أن استمرار حالة الاحتقان والانقسام الحادة القائمة بين القوي السياسية المختلفة والمتصارعة، هي الطريق المؤدية لإضعاف الدولة وانهيارها، في ظل التحديات الصعبة التي تواجه الوطن حاليا علي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وشدد على ضرورة التحرك الأمين والمخلص، لوضع نهاية عاجلة وفورية لحالة الاحتقان المجتمعي التي استشرت في الآونة الأخيرة، وزادت حدتها واشتعل أوارها، نتيجة الخلافات المتزايدة بين القوي والتيارات المؤيدة والمعارضة لسلطة الحكم ومؤسسة الرئاسة. وقال إن استمرار هذا الصراع أدي إلي نتائج وانعكاسات سلبية علي البلاد، ظهرت واضحة فيما نراه من ظواهر عنف متنامية، وصدامات متكررة ومتصاعدة، وهو ما أثر بالسلب علي الاستقرار والأمن بصورة عامة. وتساءل "هل يستمر الحال علي ما هو عليه من انقسام وفرقة، رغم كل الأخطار التي باتت تهدد أمن وسلامة الوطن..أم يثوب الجميع إلي رشدهم، قبل أن تحل الكارثة بالكل؟ ". وفي مقاله (هوامش حرة) بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب فاروق جويدة إن "الحظ السيئ مازال يطارد السياحة المصرية في أكثر من مكان، وما حدث في الأقصر أخيرا كان مشهدا مؤلما وقاسيا للغاية، واصفا حادث مقتل 19 سائحا من أكثر من دولة عقب احتراق المنطاد بهم بأنه كارثة جديدة من نوعها علي مصر تعيد لنا صور الماضي الحزين. وأضاف: "نحن الآن امام عدد من الضحايا من جنسيات مختلفة بينهم اليابانين والصينين والإنجليز وسوف تترك هذه الحادثة اثارا سلبية علي السياحة المصرية رغم انها تعاني ظروفا صعبة طوال عامين كامليين". وتابع "من سوء حظ الأقصر والسياحة المصرية ان يحترق المنطاد وتسقط معه أحلام الآلاف من العاملين في قطاع السياحة بأن يعود السائح الأجنبي إلي مصر مرة أخري.. كانت السياحة في محنة". وشدد على ضرورة أن يكون هناك تحقيق شامل حول أسباب احتراق المنطاد ونقدمها للعالم الخارجي بكل المصداقية والأمانة. وفي مقاله(نقطة نور) بصحيفة "الأهرام"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد إن المعارضة تتشكك في نزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة، إذا جرت في ظل حكومة د هشام قنديل التي يصر الرئيس مرسي علي استمرارها رغم فشلها الذريع في مواجهة أي من المشكلات التي تعصف بأمن الشارع المصري واستقراره. وأشار إلى أن إجراء الانتخابات علي أربع جولات تستمر شهرين يمكن ان تهيئ، من وجهة نظر المعارضة، فرصا عديدة للتلاعب بأصوات الناخبين. ورأى الكاتب أن نجاح خيار المقاطعة سوف يظل معلقا علي قدرة قوي المعارضة علي ان تجعل من المقاطعة عملا شعبيا منظما بعيدا عن العنف، يشارك فيه الناخبون بإرادتهم الحرة ودون اللجوء إلي اساليب الاكراه تحت مسميات العصيان المدني ودون استدعاء العنف من جانب جماعات فوضوية تتصور أن توسيع دائرة الفوضي في الشارع المصري يمكن ان تلزم القوات المسلحة الخروج من ثكناتها والنزول إلي الشارع. وشدد على أن مثل هذه الاساليب سوف تزيد الموقف سوءا وربما تجئ علي حساب المعارضة اذا لم تساندها ارادة جماهيرية واسعة تؤكد أن المقاطعة هي ارادة المصريين جميعا، وتساءل "هل تملك جبهة الانقاذ قدرة التنظيم التي تؤهلها لهذه المهمة الكبيرة، ام انها سوف تترك الامور علي عواهنها، تحكمها الصدفة وتجري دون ضابط او رابط بدعوي ان القرار في يد قيادات الميدان؟!". وقال فهمي هويدي في مقاله بصحيفة "الشروق"، إنه حين تتحدث التقارير الصحفية عن بوادر أزمة بين مصر والسودان أو عن غيوم وسحابات داكنة في العلاقات المصرية الليبية، فإن ذلك يعد اقترابا من الخطوط الحمراء، لا ينبغي السماح به أو السكوت عليه". وأضاف: أنه حين تلوح أية غيوم في علاقات مصر بالشقيقتين الأقرب في السودان وليبيا، فذلك أمر ينبغي أن يعالج بمنتهى السرعة والحسم، وأيا كانت النوايا الطيبة التي تحرك الجهود الحاصلة الآن في ذلك الاتجاه، فالشاهد أنها غير كافية، لأن الوضع الاستثنائي للبلدين في الرؤية الاستراتيجية المصرية، يتطلب جهدا استثنائيا في تطبيع العلاقات معهما.