كتاب "28 حرف" للممثل المصري الشاب أحمد حلمي قد يثير فى الواقع 28 سؤالا او أكثر في عالم الكتب والنشر، بل وفى الثقافة على وجه العموم ..التساؤلات كثيرة عن هذا الكتاب الذى يشكل ظاهرة بعد أن حقق مبيعات عالية رغم أن كاتبه لايدعي أبدا أنه كاتب محترف او مثقف ثقيل الوزن!. مؤلف الكتاب أحد نجوم "ثقافة عصر الفرجة"، ويحظى بقبول واضح على الشاشة .. لكن السؤال :"هل القبول للممثل على الشاشة يعنى أن يحقق كتابه بالضرورة نجاحا منقطع النظير مثل كتاب 28 حرف؟!". وثمة كتابات عن "ثقافة عصر الفرجة" حيث تلعب الصورة على الشاشات الكبيرة والصغيرة دورا أساسيا فى تشكيل الإدراك ويتحدث بعض من تناول هذا الموضوع عن ارتباط الجودة والقيمة في تلك الثقافة بالرؤية والمظهر، فيما يصبح النجوم هم الذين تقدمهم الشاشات وهم قادة الرأي ومحركو المشاعر وربما صانعو العقول وخرائط الوعى بما قد ينطوي عليه هذا الوعى من أوهام. ففي ثقافة عصر الفرجة الصورة هى الأهم وهى مسألة قد تثير ضيق هؤلاء المنتمين لطراز المثقف الثقيل الوزن او العاكفين على قراءات وطروحات عميقة. وإذا كان كتاب "28" حرف قد شق طريقه لقوائم أعلى المبيعات في مصر، فإن أول قصة يكتبها راقص الباليه العالمي والكوبي الأصل كارلوس آكوستا احتلت مكانها بسرعة ضمن قوائم أعلى مبيعات الكتب فى الغرب . ويقول كارلوس آكوستا إنه كتب قصته: "قدم الخنزير" على مدى أربعة أعوام فى أوقات الفراغ من العمل، واكتشف أن تجربة الكتابة مفيدة حتى لعمله كراقص باليه على أهم مسارح العالم، وأشهرها "فبات يؤدى باليه بحيرة البجع بصورة أفضل". وعلى شبكة الإنترنت تجد الكثير من المواقع التي تتحدث عن القصة الأولى لراقص الباليه العالمي كارلوس اكوستا، كما هو الحال بالنسبة للكتاب الأول للفنان المصري أحمد حلمي وتعرض تحميله بأفضل جودة للقراءة، مع مناقشات لافتة، وأحيانا طريفة وساخرة لبعض المدونين الالكترونيين، وتنقسم بوضوح ما بين متحمس للكتاب او محبط منه. وإذا كان البعض قد طالب أحمد حلمي بأن يكون هذا كتابه الأخير، وأن يكتفى بالتمثيل فإن هذا الفنان الشاب لم يدع أنه كاتب متمرس، بل أنه يقر صراحة بصعوبة عملية الكتابة، كما أن هذا النوع من الانتقادات او الدعوات بالكف عن الكتابة قد تدحضه المبيعات العالية لكتاب "28 حرف"، والذى تطرق بحس فكاهي لقضايا مثل تدهور التعليم والبطالة وأزمة الأخلاق. وعلى المنوال ذاته - قال راقص الباليه العالمي كارلوس اكوستا بعد النجاح الكبير لقصته الأولى والتي ترجمت بسرعة من الإسبانية للانجليزية، وباتت ضمن "قائمة ووتر ستونز" لأفضل مبيعات الكتب منذ بدء العام الحالي :"إننى أكتب لأنني أريد أحيانا أن أعبر عن نفسى بالكلمة .. لكنني لست جابرييل ماركيز ولا بورخيس ..انا راقص باليه قبل اى شىء".