دعا محافظ صنعاء الشيخ عبدالغني حفظ الله جميل، اليمنيين إلى عدم الاستجابة للدعوات التي أطلقها الرئيس السابق علي عبدالله صالح للاحتشاد والتظاهر غدا الأربعاء في ميدان السبعين بالعاصمة. وحذر المحافظ في تصريح صحفي نقلته صحيفة الجمهورية اليمنية من مغبة التداعيات التي ستترتب على تلك الدعوات التي وصفها ب "الحاقدة" وذلك في اتجاه تأزيم الأوضاع السياسية التي تشهدها البلاد وإعاقة مسار التسوية السياسية. وطالب جميع أبناء محافظة صنعاء بتحمل مسؤولياتهم الوطنية والتحلي بالحكمة والصبر وملازمة أعمالهم ومنازلهم والبقاء بعيدا عن كل التجمعات أو الفعاليات التي يسعى البعض من خلالها إلى تنفيذ أغراض ومآرب شخصية بعيدة كل البعد عن المصلحة والهم الوطني العام. في غضون ذلك، سيطرت حالة من الهدوء الحذر على العديد من المدن اليمنية فى الوقت الذى خيم التوتر على مدن الجنوب التي شهدت مقتل 15 شخصا في مظاهرات ضمن دعوات بالعصيان المدني. جاء ذلك بالتزامن مع تعهد الرئيس عبد ربه منصور هادى بإطلاق الحوار الوطني الشامل في موعده المحدد ب18 مارس المقبل فى إطار تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. وهدد هادي ، الرئيس الجنوبي الاسبق علي سالم البيض ومن قال انهم يعرقلون الحوار الوطني بإحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، ويرى مراقبون ان زيارة الرئيس اليمني إلى مدن الجنوب وفى مقدمتها العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن لم تساهم فى صياغة عاجلة لتهدئة الأوضاع. في المقابل تمكن ناشطو الحراك الجنوبي ومسلحوه من فرض سيطرتهم على مدينة عدن والمكلا عاصمة محافظة حضرموت وسيئون عاصمة وادي حضرموت والحوطة عاصمة محافظة لحج لليوم الثالث على التوالي، ما دفع الحزب الاشتراكي إلى النأي بنفسه عما يجري بإدانة الأحداث الدموية التي تشهدها عدن وبعض مناطق الجنوب منذ الأربعاء الماضي، معتبرا ما حدث تكرارا لمشهد النظام السابق في مواجهة قضايا الناس بالقمع باسم الوحدة، ومحذرا من "خطط شيطانية" لاقتتال أهلي. وفى تطور جديد للأحدث أعلن ما بات يعرف باسم "الحراك الجنوبي" رسميا عن انتهاء المرحلة السلمية والانتقال الى مرحلة الكفاح المسلح لتحرير الجنوب، حيث استمرت سيطرة أنصار الحراك على شوارع مدن الجنوب الذي شهد إغلاق الشوارع والمدارس والمحلات التجارية لليوم الثالث على التوالي، ولم تتمكن معه قوات الأمن من فتح الطرقات أو حماية المحلات التجارية التي يمتلكها منحدرون من المحافظات الشمالية، والتي تعرضت لهجمات نشطاء الحراك.