قالت حركة "حماس" في بيان لها في الذكرى التاسعة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي: إن جرائم العدو الاسرائيلي لن تمر دون عقاب ولا سبيل لردعه سوى مصالحة وطنية شاملة على أساس برنامج مقاوم. ونص البيان على : تسعة عشرة عاماً مرّت على المجزرة الفظيعة التي ارتكبها الإرهابي السفّاح "باروخ جولدشتاين" بتواطؤ فاضح من جيش الاحتلال الصهيوني، وراح ضحيتها 29 شهيداً والعشرات من الجرحى كانوا سجّداً لله في أقدس بقعة وشهر فضيل، ولا تزال ذاكرة شعبنا الفلسطيني حيّة وهي تستعيد هذه الذكرى الأليمة في ظل استمرار العدو الصهيوني بممارسة جرائمه ضد مدينة خليل الرّحمن وأبنائها الصَّامدين، والتي كان آخرها استشهاد الأسير الفلسطينيعرفات جرادات في زنازين الاحتلال، والإمعان في التضييق على حياة الأسرى ومنعهم من أبسط الحقوق الإنسانية، والتغوّل الاستيطاني والتهويدي في الأرض والمعالم والمقدسات الإسلامية، في الخليل والقدس وأراضي فلسطين كافة، والتواطؤ مع المتطرّفين من المغتصبين في عربدتهم واعتداءاتهم واقتحاماتهم الاستفزازية للمسجد الأقصى والمدن والقرى الفلسطينية. إنَّنا في حركة حماس، وفي الذكرى التاسعة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي، لنحيّي جماهير شعبنا الصامد المرابط والمدافع عن أرضه ومقدساته، ونؤكّد على ما يلي: أولاً: نحذر الاحتلال الصهيوني من مغبّة الاستمرار والتمادي في جرائمه ضد معالمنا ومقدساتنا وأرضنا وشعبنا، والتواطؤ الفاضح مع مغتصبيه في اعتداءاتهم، فتلك الجرائم لن تمر دون حساب، ولن تسقط بالتقادم، وستبقى جماهير شعبنا متمسكة بثوابتها ومدافعة عن مقدساتها حتى التحرير والعودة. ثانياً: مخططات الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية والتهويدية في مدينتي الخليل والقدس المحتلتين في ظل الصمت والتواطؤ الدولي لن تفلح في طمس المعالم العربية والإسلامية فيهما، وما هي إلاَّ محاولات فاشلة لفرض أمر واقع سيتحطم على صخرة صمود وثبات شعبنا الفلسطيني. ثالثاً: السبيل الأمثل للرّد على جرائم العدو الصهيوني وقطعان مغتصبيه هو التكاتف صفاً واحداً لتحقيق مصالحة وطنية شاملة خلف برنامج نضالي موحّد على أساس التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية. رابعا: المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة هي سبيلنا للتحرير والعودة ودحر المحتلين، وإنَّ أيَّ سعي وراء نهج آخر هو ركض وراء سراب، لن تكون نتيجته سوى مزيد من التنازل والتفريط. خامسا: تحيّة عزّ وفخار نتوجّه بها إلى جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد المنتفض صموداً وتحديّاً لجيش الاحتلال وقطعان مغتصبيه بصدور عارية وعزيمة لا تلين دفاعاً عن المقدسات وحماية للأرض والعِرض. سادساً: ندعو منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته من خطر التهويد والاحتلال الصهيوني الغاشم، كما ندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية إلى دعم صمود شعبنا ومناصرته حتى نيل حقوقه المشروعة والتحرير والعودة. الرّحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار الذين قضوا دفاعاً عن الحرم الإبراهيمي والأقصى وعن كل شبر من أرضنا الطاهرة.