ليلة سوداء عاشتها محافظة القليوبية وخاصة قرية ميت كنانة وعرب الرواشدة التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية ليلة سوداء بعد فقدان 9 من أبناءها اختناقا عقب سقوطهم في البيارة الرئيسية للمحطة خلال محاولة إنقاذهم لعاملين بالمحطة سقطا أثناء قيامهما بعمليات الصيانة لها وحطم أقارب المتوفين الثائرين عددا من غرف المحطة وزجاجها بسبب تأخر فرق الإنقاذ واختفاء الأجهزة التنفيذية والأمنية من موقع الحادث. وتحولت الجنازة إلى تظاهرة حاشدة رددوا خلالها الهتافات المطالبة برحيل الحكومة ومحاسبتها على إهمالها الجسيم في حق المصريين وخاصة في ظل المفاجآت التي شهدها الحادث ومن أبرزها قيام طبيبة أمراض نساء وتوليد بتوقيع الكشف الطبي على الضحايا والمصابين وإلقاء الجثث على الأرض بالمستشفى لعدم وجود أسرة بها أو مغسلة وعدم وجود ثلاجات أو مشرحة باعتبار أن الوحدة قائمة على تقديم خدمة الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وابتعاد أقرب مستشفى عن الحادث وهي مستشفى طوخ المركزي بمسافة لا تقل عن 10 كيلو متر تقريبا، الأمر الذي تسبب في مصرع عدد من المصابين أثناء عمليات نقالهم، مما زاد من حدة الأزمة تأخر وصول فرق الإنقاذ لأكثر من ساعة وسط غياب تام من كافة مسئولي المحافظة والقيادات الأمنية الكبرى التي تأخرت عن الوصول ومنها اللواء مليجي فتوح، نائب مدير الأمن، والمقدم أسامة عايش، رئيس مباحث المديرية، والمقدم عماد حمدي، رئيس مباحث طوخ، والعقيد لطفي فتحي، نائب مأمور مركز طوخ. كان أحد العاملين بعقد مؤقت ويدعى أسامة محمود علي أبو العينين 39 سنة، قد سقط في البيارة أثناء تركيب طلمبة بها فحاول زميليه عمرو صلاح محمد ورجب بيومي إبراهيم إنقاذه فلقيا مصرعهما غرقا لعدم وجود أجهزة غطس وإنقاذ بالمحطة الأمر الذي دفع عدد من المزارعين بجوار المحطة إلى الاندفاع لمحاولة إنقاذهم إلا أنهم تساقطوا داخل البيارة فلقى 6 أخرون مصرعهم لترتفع حصيلة الضحايا إلى 9 بينهم ثلاثة من أسرة واحدة من عائلة قعيد واثنين من عائلة السيد واثنين من عائلة أبو عمرو وأصيب 3 أخرين خنقا تم نقلهم لمستشفى طوخ المركزي لتلقي العلاج، حيث لقى كلا من عايد محمد عايد 45 سنة، ورجب بيومي إبراهيم 45 سنة، ورأفت زكي محمد 35 سنة، من العاملين بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة، وكل من محمد صلاح محمد السيد 23 سنة، ويوسف إسماعيل محمد قعيد 18 سنة، وشقيقيه إسلام 16 سنة، وإيهاب 26 سنة، وعمرو صلاح محمد السيد 30 سنة، حيث لقوا حتفهم جميعا . ونتيجة تفاقم الأزمة قرر الدكتور زكريا عبد ربه، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إصدار تصاريح دفن فورية للأهالي، تجنبا لثورتهم وتهدئتهم. وقال أشرف الدغيدي، أن المحطة تخدم قرية ميت كنانة وبعض العزب المجاورة ولا تخدم المنطقة نفسها، حيث أن القرية تعاني من عدم وجود الصرف الصحي، فضلا عن غياب عدد كبير من المرافق ومنها التليفونات وسوء الطرق والانقطاع الدائم للكهرباء وعدم وجود إي إمكانات طبية في هذا المكان .