ودع مساء أمس المئات من أهالى قرية قرية سملاى مركز أشمون بمحافظة المنوفية بالدموع والحسرة جثمان الشهيد رأفت السيد نبيل 35 سنة في مشهد جنائزي شعبي وعسكري مهيب مساء أمس بعدما لقى رصاصة غادرة على أيد مسلحين ملثمين بالطريق الدائرى بمحور صفط اللبن بالجيزة وهو يؤدى واجبه فى الدفاع عن سيارة محافظ البنك المركزى "هشام رامز". شارك فى الجنازة قيادات مديرية أمن المنوفية فى مقدمتهم اللواء أحمد عبد الرحمن مدير الأمن واللواء مجدى سابق مساعد المدير للأمن العام واللواء سمير سالم مندوب وزير الداخلية وقيادات الادارة العامة لشرطة الحراسات الخاصة التابع لها الشهيد وخرجت الجنازة من القبلى بالقرية إلى مثواه الاخير بمقابر العائلة. تقول سعاد هيبة -والدة الشهيد- وهى تبكى فقدت أعز ما أملك فى الدنيا الولد الصالح مشيرة إلى أنه كان برا بيها وبوالده المسن ولديه طفلان فى عمر الزهور (ساهر) 10 سنوات و(سلمى) 8 سنوات وإنفصل عن زوجته بسبب حبه الشديد لنا وإصراره على العيش معانا وتلبية إحتياجتنا، قائلة " كان ينفق مرتبه على نفقة أولاده وفاتح بيوت ناس كتير" وحملت الأم دم إبنها فى رقبة الرئيس محمد مرسى ووزير الداخلية مطالبة بالقصاص لدم إبنها ومحاسبة قاتلية. وقالت شريهان شقيقة الشهيد: إنه كان أكثر اشقائها حنيه وود لهم وكان خيرا وفاتح بيوت ناس كتير ولا يدخر جهدا لمساعدة أى محتاج، وإتصال بها قبل إستشهاده بيوم واحد يطمئن عليها، داعية الله أن ينتقم من قاتلية ويحرق قلوبهم زى ما حرقوا قلوبنا. وأكد ماجد شقيق الشهيد أنه زار القرية منذ شهرين فى جنازة عمته وكان حريصا على إعادة بناء المقابر قائلا "زي ما يكون قلبه حاسس أنه هيكون أول واحد يدخلها "مطالبا بالقصاص لدم أخيه من قاتليه وسرعة ضبط الجناة ومعاملته كشهيد الثورة ورعاية أبناء وأسرته رعاية كاملة. أكد عبد العزيز خيرى ابن عمة الشهيد أنه كان يتمتع بالخلق الحسن والسمعة الطيبة بين أهالى القرية وكان دائم الزيارة لعائلته بها وذلك لاقامته مع والدية بالقاهرة، مشيرا إلى أن الاسرة تلقت الخبر فى وقت مبكر من صباح اليوم بإتصال هاتفى من أخو الأصغر "محمد" بأنه أصيب بطلق نارى نقل على آثرها لمستشفى مصطفى محمود بالمهندسين بين الحياة والموت وعلى الفور إنتقل أشقائه " ماجد ومحمد وشريهان وجيهان ومنال" للمستشفى وكانت حالته حرجة وأصر الضباط على نقله لمستشفى الشرطة ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك وأكد تقرير الطب الشرعى أنه توفى على أثر بإصابته بطلقة فى القلب. واتهم رقيب أول شرطة بالقرية -رفض ذكر إسمه - اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية بقتل الشهيد بقراره بعدم تسليح هيئة الشرطة بأسلحة حديثة للرد على البلطجية والخارجين على القانون مؤكدا أن السلاح الشخصى لأمين الشرطة عبارة عن طبنجة 9 مم حلوان مكهنة غير صالحة للاستخدام قائلا: "إحنا مش عايزين جنازة عسكرية وطلقات فى السماء إحنا عايزين حق الشهيد وضرب بيد من حديد على البلطجية والمجرمين ووقف نزيف دماء أفراد الشرطة". ومن جانبه حرص اللواء أحمد عبد الرحمن مدير الأمن على تقديم واجب العزاء لوالد وأشقاء الشهيد بعد تشييع الجثمان وجلس معهم فى دوار العمدة يستمع لمطالبهم من وزارة الداخلية مشيرا إلى أن ابنائه وأسرته ستلقى الرعاية الكاملة وأننا جميعا ننتظر الشهادة فى سبيل الله وهذا قدرنا.