ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه على الرغم من تمسك المسئولين السياسيين حول العالم بالتفاوض بوصفه السبيل للتعامل مع الخلاف بشأن طبيعة برنامج إيران النووي ، إلا أن المتابعين لتصريحات طهران ومواقفها خلال السنوات الماضية يمكنه القول بوجوب فعل كل ما يمكن فعله من أجل إيقاف هذا البرنامج ، والحيلولة دون امتلاكها للقنبلة النووية. وقالت الصحيفة - في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت اليوم الثلاثاء - إن الاتفاق على إيقاف برنامج إيران النووي لم يغير حتى الآن من موقف المجتمع الدولي ، الذي أظهر عدم اعتزامه اعتبار النظام الإيراني عدوا ، ولم يتخذ من تدابير المقاطعة وفرض العقوبات ما يلزم لوقف هذا البرنامج. وأضافت الصحيفة أن الأسبوع الماضي شهد التقاء مجموعة من الخبراء في لندن لبحث الملف الإيراني ، حيث ناقش هؤلاء الوضع الكابوسي لحقوق الإنسان في إيران والتداعيات الإقليمية لحيازة نظامها للسلاح النووي ، وسبل منعها من السير قدما فيما يتعلق ببرنامجها النووي ، وعلى الرغم من أن الأمر بدأ مبشرا لكنه حمل في الأساس قدر كبير من الإحباط ، حيث ظهر جليا أن الحكومات والشعوب لا تتعامل مع الملف النووي الإيراني بالجدية اللازمة رغم بلوغه مرحلة متقدمة. وطالبت الصحيفة المجتمع الدولي بالتعامل مع إيران وفقا للكلمات الصادرة عنها ، مشيرة إلى أنه على الرغم مما صرح به الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من تهديدات بشأن "مسح إسرائيل من خريطة العالم" ، و"محوها من ذاكرة التاريخ" ، إلا أن البعض لايزال يفسر تلك الكلمات على نحو لا يتفق مع معناها ، بل ويخرج من هذا المعسكر سياسيا أو صحفيا ليؤكد أن الرئيس الإيراني لا يعني ما يقول. وأوضحت الصحيفة أن هذا المعسكر عادة ما يتخذ ذريعة لموقفه بالقول إن نجاد هو رئيس بلا سلطة ، أو يملك القليل من السلطات بالكاد ، وأن سلطات البلاد بيد المرشد الأعلى ، مضيفة أنه مع افتراض صحة هذا الأمر فإن شيئا لم يتغير ، حيث سبق للمرشد الإيراني علي خامنئي التفوه بنفس التهديدات لسنوات عديدة. وقالت "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن التصريحات الإيرانية قد لا تكون ذات أهمية ما لم تؤكدها الأفعال ، وعلى مدار العقد الماضي شاهد المجتمع الدولي أداء عاليا في التملص من قبل نظام الملالي في إيران ، الذي يغلق أبواب مواقع تخصيب اليورانيوم أمام المفتشين الدوليين ثم يعيد فتحها ، وقد بدت عمليات التفتيش في بعض الأوقات واعدة ، ثم ما لبثت أن خرجت عن مسارها لتعود لنقطة الصفر ، وفي كل مرة ثمة خطوط حمراء يتم الإعلان عنها لتتجاوزها طهران فيقوم المجتمع الدولي برسم خطوط جديدة ، وهكذا دواليك. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بشأن استعداد بلاده للتفاوض حول برنامجها النووي ، متسائلة عن عدد المرات التي تفاوضت فيها إيران مع الغرب دون أن يسفر الأمر عن شئ إيجابي ، فعلى مدار عشر سنوات لم يشهد هذا الملف تطورا إلا التطور الحقيقي للبرنامج النووي لطهران التي باتت قريبة من تحقيق طموحها بامتلاك السلاح النووي ، وهو ما يعني مباشرة أن المنطقة المحيطة بإيران والمجتمع الدولي ككل يقتربان من كابوس حرب نووية كارثية. وفيما يرى البعض من المدافعين عن النظام الإيراني ومبرري تصرفاته ومواقفه أنه لم يتخذ يوما تصرفا معاديا لدول الجوار ، إلا أن دروس التاريخ تكذب هذا الأمر ، والأهم من ذلك أن النظام الإيراني يقوم في الوقت الراهن بتسليح وتمويل "أذرعه الإرهابية" ، بما في ذلك حركة حماس وحزب الله اللتين صارتا أمرا واقعا يتحتم على الشعوب في لبنان وسوريا وفلسطين العيش معه ، أضف إلى ما سبق ، إن تحول إيران إلى قوة نووية لن يجعلها أخر الأعضاء المنضمين للنادي النووي ، بل ستكون الأولى في ناد جديد للقوى النووية في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة - في ختام تقريرها - إنه على الرغم من كل ما سبق ذكره لايزال العالم يرفض التعامل مع إيران وفقا لكلمتها أو موقفها .