*الوحدة الصحية في منزل مؤجر وطبيبتها ترفض الكشف على الذكور *المدرسة متهالكة وبرك المياه تحاصر القرية *المحافظ الأسبق صلاح سلامة باع رملها ب 3 مليون جنيه وحرم القرية منه *الأهالي: المحافظ انشغل بالسلطة ونسي المواطن قرية الحمّاد التابعة للوحدة المحلية لقرية الشهابية بمركز البرلس محافظة كفر الشيخ، يقطنها ما يقرب من 10 آلاف نسمة، يغرقون في كم هائل من المشاكل، ورغم وقوعهم على مقربة من الطريق الدولي الساحلي، وعلى مسافة صغيرة من البحر المتوسط، إلا أنهم لا يعرفون منه إلا قطعة عندما يعجزون عن قضاء مصالحهم، وعندما يرفض المسئولون تلبيةً مطالبهم، ورغماً عن ذلك فجميع مصالح القرية معطلة، من وحدة صحية لا تعمل وهي بغرفة أحد المنازل المؤجرة، والجمعية الزراعية، التي سرقت أكثر من مرة، فليس بها أسمدة زراعية، ومدرسة القرية التي تكاد تسقط على تلاميذها لرفض هيئة الأبينة التعليمية هدمها نظراً لخلافات مع مقاول الإنشاء. كان لجريدة الصباح، هذه الجولة مع أهالي القرية لرصد معاناتهم، والذين اجتمعوا على كلمة واحدة "نحن سقطنا من ذاكرة الحكومة من زمان". يقول هرّاس عبد المالك، رئيس اللجنة الشعبية بالقرية، أن مدرسة الحمّاد الابتدائية تم إنشاؤها منذ عام 1986 وصدر لها قرار إزالة عام 1995، وطالبت الإدارة بإخلائها عام 1996، نظراً لتهالكها، ونظراً لوجود نزاع قضائي بين هيئة الأبنية التعليمية، وبين مقاول العملية، لم يتم هدم المبنى المتهالك الذي يهدد أرواح 1500 طفلاً بالمدرسة الابتدائي للقرية. بينما يضيف عطوة محمد الزقم، وكيل مدرسة، أن شبكة كهرباء القرية متهالكة، إذ تم إنشائها عام 1983، ولم تجدد أعمدتها المغطاة بالصدأ وأسلاكها العارية التي تُهدد من يقترب منها بالصعق، ولجأنا لربط بعض الأعمدة بالأحبال بالمنازل المجاورة خشية سقوطها على المارة، وأشار عطوة إلى أن أسلاك التيار الكهربائي العالي تخترق الكتلة السكنية وتهدد المنازل بالاحتراق كل يوم. في حين يؤكد السيد النبوي، أن الوحدة الصحية أُنشئت في السبعينيات من القرن الماضي، وتم نقلها في غرفة مؤجرة، بأحد منازل القرية، معروشة بالبوص والأخشاب، وتتساقط مياه الأمطار من سقفها على الأوراق والأجهزة والمعدات الطبية، مما يؤدي لتلفها وانعدام الخدمة الصحية لأهالي القرية البالغ عددهم أكثر من 15 ألف نسمة، وليس بها سوى طبيبة واحدة منتقبة لا توقع الكشف الطبي إلا على النساء والذكور دون ال6 سنوات. فيما يشير محمد عبد الحميد جابر، أن الجمعية الزراعية التي تخدم المزارعين في القرية، ومقرّها بمبنى قديم متهالك تابع لمصلحة الأملاك، بعدما تعدى بعض المواطنين على أرضها، مما يحرم المزارعين من الاستفادة بالأسمدة والمبيدات التي تُرسلها لهم الإدارة الزراعية ببلطيم نظراً لعدم وجود مخازن للجمعية. ويضيف فتحي عبد الغفار- مدرّس، أن شوارع القرية لم تعرف الرصف، فالقرية مهملة عمداً من قِبل الوحدة المحلية بالشهابية، ناهيكم عن ارتفاع منسوب مياه الصرف بالقرية الذي حوّل شوارعها إلى برك من المياه الراكدة التي تنشط فيها الأوبئة والجراثيم، والتي تصيب الأهالي بالأمراض الفتاكة، بسبب رفع الكثبان الرملية من أمام القرية من قبل المحافظ الأسبق صلاح سلامة، التي باع رملها بمبلغ 3 مليون جنيه دون أن يستفيد أهالي القرية بمليم واحد، واختص بها رجال أعمال الحزب الوطني المُنحل، مما خلّف مكانها البرك والمستنقعات. في حين قال وائل عبد الحميد - موظف بالوحدة المحلية بالشهابية- أنه بالرغم من أن القرية بها أكبر مساحات تابعة لمصلحة الأملاك تبلغ ما يقرب من 50 فدان، إلا أننا لم نستطع الحصول على مساحة قيراطين لتنفيذ مشروع إنشاء محطة للصرف الصحي تخدم أهالي القرية، وأكد أهالي القرية أن الحكومة والمحافظ انشغلوا بالحفاظ على السلطة، ونسوا أن هناك شعب "جعان".