أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عن قلق بلاده إزاء تطورات الأوضاع في مصر على ضوء الأحداث التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين. وقال فابيوس في مقابلة صباح اليوم الاثنين مع قناة (فرانس 2): "إن كل ما يجري في منطقة الشرق الأوسط هو محل قلق بالنسبة لباريس". وأكد أهمية تطور العلاقات الفرنسية المصرية، مشيرا إلى الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس الدكتور محمد مرسى لفرنسا نهاية الأسبوع الجاري حيث يستقبله خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بقصر الاليزيه بباريس. على صعيد آخر يتعلق المواجهات العسكرية في مناطق شمال جمهورية مالي، قال الوزير " إنه لن يكون هناك مأزق في مالي على ضوء العملية العسكرية التي بدأتها قواتنا منذ أكثر من أسبوعين ضد الجماعات الإسلامية"، موضحا أن باريس تعرف ما يجب أن تقوم به. وأضاف فابيوس "إن التدخل العسكري الفرنسي في مالي يحظى بدعم من المجتمع الدولي بما في ذلك البلدان الأوروبية والولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن عددا من الدول الأوروبية تقدم الدعم اللوجستي وأيضا توفر وسائل النقل للعملية الجارية في مالي، وأن الجانب الأوروبي ملتزم بتدريب الجيش المالي. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي أن القوات الفرنسية والمالية تستعيد السيطرة على عدد من المدن في مالي، والتي تحتلها الجماعات الإسلامية منذ عدة أشهر.. في إشارة إلى استعادة السيطرة على مدينة (جاو) ، وإعلان السلطات العسكرية الفرنسية إحكام السيطرة على مداخل ومطار مدينة (تمبكتو). وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحاته لقناة (فرانس 2) اليوم أن العملية في مالي تقوم على ثلاثة عناصر أساسية هي العسكرية الجارية، والشق السياسي الذي يقوم على ضرورة إجراء حوار بين الشمال والجنوب، فضلا عن عملية التنمية في البلاد.. مشيرا إلى أن الحكومة المالية حددت قبل أيام "خارطة طريق" للمضي قدما في الجانب السياسي. وجدد تأكيده على أنه لولا تدخل فرنسا (قبل نحو أسبوعين) لكانت مالي قد ضاعت - على حد تعبيره، واصفا العملية الجارية بأنها "معقدة للغاية". وشدد على أن باريس تهدف من خلال عمليتها وتدخلها العسكري إلى تحرير كامل أراضي مالي التي يسيطر عليها الإسلاميون. وأشار إلى الجهود التي تبذلها السلطات الفرنسية لتحرير الرهائن الفرنسيين في منطقة الساحل.. مؤكدا أن باريس لن تخضع للابتزاز فيما يتعلق بتلك المسألة. وحول الأزمة السورية، أوضح فابيوس أن بلاده تدعم الائتلاف الوطني السوري المعارض، وكانت أول قوة غربية تعترف به كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري.. مشيرا إلى الاجتماع الدولي لدعم الائتلاف والذى تستضيفه باريس اليوم بمشاركة ممثلين عن خمسين دولة ومنظمة إقليمية ودولية. وقال: "إن الحل في سوريا يكمن في سقوط الرئيس السوري بشار الأسد" ، معربا عن أمله في أن يتحقق ذلك بشكل سريع على ضوء زيادة أعداد ضحايا الصراع في سوريا والذي وصل إلى نحو 60 ألف شخص.