رئيس جامعة مطروح يشيد بالمعرض التطبيقي لطالبات كلية التربية للطفولة المبكرة    حنان الشبيني تقدم بحثًا متميزًا عن فاعلية التدريب في تطوير التعامل مع المحتوى الرقمي    البابا تواضروس: نحن مواطنون مصريون نعيش مع إخوتنا المسلمين فى وطن واحد    أسواق الأسهم الأوروبية تغلق منخفضة مع التركيز على نتائج أعمال الشركات    محمد شردى يجرى جولة بكاميرا "الحياة اليوم" مع عمال النظافة بالقاهرة    وزيرا خارجية السعودية وأمريكا يبحثان التطورات الإقليمية والدولية    هزيمة النازية ... وجريمة إسرائيل!!    تسيميكاس يقترب من الرحيل عن ليفربول    حمدي فتحي ينهي موسمه مع الوكرة بالخروج من كأس أمير قطر    تجديد حبس موظف متهم ب«تهكير» حسابات بعض الأشخاص وتهديدهم في الفيوم 15 يوما    غدًا.. إذاعة القرآن الكريم تبدأ بث تلبية الحجاج    انطلاق ملتقى "الثقافة والهوية الوطنية" في العريش    نائب وزير الصحة يترأس اجتماع الأمانة الفنية للمجموعة الوزارية للتنمية البشرية    الآلاف يشيعون جثمان الطفل "أدهم" ضحية أصدقائه في كفر الشيخ - فيديو وصور    ميرتس يبدي تحفظا حيال إسهام بلاده في تأمين هدنة محتملة في أوكرانيا    الإسماعيلية تتابع الموقف التنفيذي لمنظومة تقنين واسترداد أراضي الدولة    أوس أوس يطلب الدعاء لوالدته بعد دخولها رعاية القلب    ختام فاعليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة - صور    «منهم الحمل والأسد».. 4 أبراج تتحدث قبل أن تفكر وتندم    آخرهم رنا رئيس.. 6 زيجات في الوسط الفني خلال 4 أشهر من 2025    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    بسبب السحر.. شاب يحاول قتل شقيقته بالقليوبية    بيدري مهدد بالعقوبة من يويفا بسبب تصريحاته ضد حكم قمة الإنتر وبرشلونة    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    عضو ب"القومى للمرأة": حظر تشغيل كل من كان عمره أقل من 15 سنة فى المنازل    تحت تأثير المخدر.. المشدد 5 سنوات لمتهم قتل وأصاب 3 أشخاص في القليوبية    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    ما حكم طهارة وصلاة العامل في محطات البنزين؟.. دار الإفتاء تجيب    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    جامعة كفر الشيخ تشارك في منتدى «اسمع واتكلم» بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف    جوندوجان يحلم بأن يكون مساعدًا ل "الفيلسوف"    محافظ المنيا يوافق على تحسين خدمات النقل وفتح التقديم لترخيص 50 تاكسي    محافظ قنا يشارك في احتفالية مستقبل وطن بعيد العمال ويشيد بدورهم في مسيرة التنمية    رئيس جامعة القاهرة: هناك ضرورة لصياغة رؤية جديدة لمستقبل مهنة الصيدلي    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    قرار هام من الحكومة بشأن الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    أوبرا الإسكندرية تقيم حفل ختام العام الدراسي لطلبة ستوديو الباليه آنا بافلوفا    كندة علوش: دوري في «إخواتي» مغامرة من المخرج    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    هل يجوز أن أصلي الفريضة خلف شخص يصلي السنة؟.. المفتي السابق يوضح    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    بدء التشغيل الفعلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في أسوان أول يوليو المقبل    حزنا على زواج عمتها.. طالبة تنهي حياتها شنقا في قنا    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    عاجل- الحكومة: توريد 1.4 مليون طن قمح حتى الآن.. وصرف 3 مليارات بمحصول القطن    آخر تطورات مفاوضات الأهلي مع ربيعة حول التجديد    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد غنيم: العريان والشاطر زارا إيران فى مهام سرية.. والجماعة تجرى اتصالات مكثفة مع خامنئى وسليمانى
نشر في الصباح يوم 27 - 01 - 2013

*محمد غنيم.. تأسيس حزب الله «المصرى» أحدث ضجة فى إسرائيل.. والشيعة اعتبرونى «دسيسة»
*التنظيم الدولى للإخوان يتولى مهام تنسيق العلاقات مع إيران
*أسست التيار الشيعى بعد رفض راسم النفيس ومحمود جابر تكوين كيان شيعى خاص بالشيعة خوفا من السلف
*حزب التحرير الشيعى لا يمثل الشيعة وبرنامجه لا يقدم أى جديد
*بهاء أنور يستغل «حزب الله» فى ربطى بحزب حسن نصر الله
*راسم النفيس «نرجسى» وأنكر معرفته بى لمجرد أنه شعر بأنى أنافسه
*لجأت إلى الكونجرس الأمريكى لعرض مشاكل الشيعة فى مصر
*راسم النفيس قابل سعد الدين إبراهيم 3 مرات.. وكان يقول للشيعة إنه عميل!
أمضيت أعواما كثيرة متنقلا بين أوروبا ومصر.. تعرفت على الكثير من الشيعة اللاجئين إلى ألمانيا، وتعلمت الكثير منهم واكتسبت من ثقافتهم ما نفتقده فى الشرق حول العقيدة وكيف نحول الدين إلى عقار يورث.. كانت تلك رحلة محمد غنيم مؤسس التيار الشيعى قبل دخوله معترك المذهب الشيعى، مؤكدا أنه قبل تأسيس التيار الشيعى أسس «حزب الله»، فى محاولة ل«لفت» الأنظار بعد أن تجاهلته قيادات شيعة تستغل القضية الشيعية لتحقيق مصالح شخصية.
ويعتبر غنيم أول شيعى مصرى تطأ قدماه الكونجرس الأمريكى، وأول من طالب بتمثيل الشيعة فى البرلمان والشورى ضمن الأعضاء المعنيين وتمثيلهم فى اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور.
يبدأ غنيم الحديث عن نفسه قائلاً: أنا محمد غنيم، مواليد شبرا قسم الساحل أغسطس 1966، سافرت للكويت مع أسرتى وقت أنا كان عمرى عامين، لم يكن لوالدى علاقة بالشيعة، حيث عاش ومات سنيا وسطيا غير متطرف دينيا.. ومكثت فى الكويت حتى أتممت 15 عامًا، شاهدت خلالها المدارس الشيعية، وكنت أراهم أمامى دون معرفة من هؤلاء وماذا يصنعون، وفى عام 1981 عدت إلى القاهرة حاملا الشهادة الثانوية، ودخلت الجامعة عام 1984، وكانت دراستى هى الأدب الإنجليزى حيث حصلت على الليسانس فى عام 1988.
الطريق إلى المذهب
بدأت رحلة اعتناق الفكر الشيعى أثناء التحاقى بالجامعة، حيث إننى كنت دائم الاطلاع والقراءة، فى جميع أنواع الكتب والمعرفة، وكانت تلك الفترة أبرز عصور صعود التيارات الإسلامية، وكانت الجامعة بيتا لرواج نشاط التيارات الدينية بالتحديد فى 1984، واستطاع الفكر الشيعى أن يتألق ويغزو مدرجات الجامعة، وشهدت الجامعة فترة صعود التيارات الإسلامية بالتواكب مع المد الشيعى وقتها فى مصر بعد ثورة الخمينى التى انبهر بها المصريون، كل هذا بينما كانت الصراعات والتكتلات تغزو الجامعات، لم أكن وقتها سوى طالب لا أهتم إلا بالدراسة وقراءة الكتب وحضور معارض القراءة الإسلامية، وحدث فى تلك الفترة هجوم شديد على الشيعة ما دفعنى للبحث عن كتبهم والقراءة فى المذهب، وكان أحد الذين تخصصوا فى الهجوم على الشيعة «محمود إلاهى ظهير» عالم سنى باكستانى الجنسية، حاصل على 5 رسائل ماجستير، وكانت تطبع له كتبه دار الاعتصام التابعة لجماعة «الإخوان المسلمون».. حتى تلك الفترة وبعد قراءة المزيد من كتب السنة كنت أرى الشيعة «كائنات فضائية».. أرقنى فى ذلك قضيتان هما الخلاف على جمال عبدالناصر وأنور السادات، وهل كان عبدالناصر عميلا أم اشتراكيا؟ القضية الثانية هى الشيعة والسنة.. وكان السبب الفكرى الذى جمع بين تفكيرى فى تلك القضيتين هو «الخلاف» حتى توصلت فى قضية الزعامة أن كلا منهما له حسناته وسيئاته.. أما الشيعة والسنة فلم أجد من يفصل لى فى تلك القضية سوى البحث المضنى والمستمر، مهما كلفنى الأمر من أعوام، لم يكن يعنينى متى أنتهى من بحثى عن الحقيقة.
كان المدخل لذلك أن هناك شيعة لا يتطاولون على الصحابة، واعتنقوا الفكر طبقا لحقائق تاريخية– من وجهة نظرهم- وتوصلت إلى حقيقة هى أن جميع المصريين يحبون أهل البيت، غير أن أهل السنة كانوا يطلقون على الشيعة وقتها «المجوس»، فى جميع مساجد الجهاديين والسنة.. ولم أجد الحقيقة فى الكتب، كما لم أجد من يرشدنى إليها.
الحرب بين الشيعة والسنة
كانت الحرب دائرة بين السنة والشيعة، وقد ترجمت هذه الحرب إلى كتب، يتناول فيها كل فصيل وجهة نظره ويروى تجربته معتقدا أنها الحقيقة، قرأت من بين كتب الشيعة «من الضلال إلى الإيمان» و«ثم اهتديت».. ولم أصدق كل ما قرأته فى تلك الكتب.. فاتجهت إلى أوجه الخلاف بين السنة والشيعة، ولم تظهر الخلافات إلا فيما بعد خلافة معاوية، والتى نقض فيها العهد مع الإمام على، والذى كان ينص على «أن يتولى الخلافة بعد معاوية الإمام الحسن أو الحسين»، وهى الفترة التى اختفى فيها أى أثر لآل البيت، فمن لم يمت فيها بالسم مات مقتولا، غير أننى اكتشفت أنه رغم حب المصريين لآل البيت، إلا أن كتب السنة تجاهلتهم، ولم يأت ذكرهم كثيرًا فى كتب السنة، إلا أننا فى المجتمعات الشرقية «نورث الذين» ولا يوجد لدينا عقد نقدي.
بعد قراءة نقدية متعمقة لم أنحز إلى أى من الفرق إلا أننى كنت «أجلّ» الصحابة.. حتى اعتنقت التشيع لآل البيت، وقررت أخذ العلوم الدينية عنهم، وهو مفهوم أقرب إلى التصوف، رافضا تكفير الصحابة مثل المنهج الذى اعتنقه كثيرون، خاصة أننا نعيب على التكفيريين ما يفعلونه من تكفير للعلماء والمشايخ، رغم أن النبى كان يعلم المنافقين إلا أنه تركهم حتى يكون لنا قاعدة أنه لا يتسنى لشخص الحكم على الآخر وتفكيره، أو الحكم على ضميره ومنح من يشاء صكوك غفران، فى تلك الفترة لم أقابل أيا من الشيعة، كنت فقط أقرأ المزيد عن المذهب بعيدا عن الصدام. وأعنى بالفكرة الصدامية القاعدة التى يتبعها الدكتور محمد سليم العوا، عندما سألوه عن الشيعة فأجاب قائلا «بيننا وبينهم جامع ومانع فالجامع هو أركان الإسلام الخمسة، وأما المانع فبعض الأمور الأخرى التى لا تخرج من الملة»، الأمر الذى يجعلنى أتذكر أن أحد الخوارج عندما جادل الإمام على وأعجب بعلمه وفقهه قال «ما أفقهه من كافر»، كل تلك الأحداث والقراءات جعلتنى أقضى أعواما فى البحث بعيدًا عن الشيعة، ولم تربطنى بهم أى علاقات حتى ثورة الخامس والعشرين من يناير.
حزب الله
مضيت أعوامًا فى البحث والقراءة، متنقلا بين أوروبا ومصر، كنت كثير السفر بحكم عملى فى الأعمال الحرة، وقابلت الكثير من الشيعة خاصة فى ألمانيا، حيث تقابلت مع كثير من اللاجئين من الشيعة واليزيديين والآشورين والأكراد الفارين من العراق وبعض عبدة الشيطان، الذين يطلقون على أنفسهم عبدة «الملك طاووس» يحرمون أكل الخس، وهم جزء من الأكراد يعبدون الشيطان اتقاء لشره فى وجهة نظرهم ويعبدون الله، إلا أن الدين فى الشرق يورث كما يورث المال والعقار، وانطلاقا من هذا المبدأ كنت أرفض مناظرة السنة، وكان أمن الدولة يحكم قبضته على الشعية فى مصر ويلصق لهم تهم قلب نظام الحكم ويطلق عليهم التنظيمات الشيعية وعملاء إيران، لهذا كنت أتجنب الاقتراب من تلك المناطق للحيلولة دون السقوط فى شباك الأمن، ظل هذا الأمر حتى أعقاب الثورة، حيث قرأت حوارا للدكتور أحمد راسم النفيس، المفكر الشيعى، وكنت أسمع عنه ولم أقابله حتى وصلت إليه عبر الصحفى الذى أجرى معه الحوار، وعلمت أنه أحد المتحدثين فى أحد المؤتمرات التى يقيمها حزب التحرير الشيعى بصحبة نائب رئيس الحزب محمود جابر، اتصلت به وأخبرته أننى من شيعة الزقازيق وطلبت مقابلته، وكنت وقتها قد أمضيت عامًا أحاول الوصول إلى أى من الشيعة أو أماكنهم.. فقابلت محمود جابر فى حزب التحرير وعرفنى على عدد من الشيعة، كنت أجدهم مشتتين، لا يريدون الاتفاق على قائد كل منهم رأى فى نفسه الزعامة والقيادة، وكنت أرفض حزب الشيعة لأنه لا يمثلنا وبرنامجه يشبه عشرات برامج الأحزاب التى لا تقدم أى جديد، راسم النفيس أنكر معرفته بى عندما طلب منه أحد الصحفيين تصريحات عن الخطوات التى اتخذها تجاه بناء الحزب الشيعى.
وانطلاقا من مبدأ الإعلان عن الذات طلبت تكوين كيان يضم الشيعة فقط، إلا أنهم اعتقدوا أن الكيان سيسبب الفتن الطائفية وكنت أرى أن هذا سيتيح لنا ممارسة نشاط شيعى رسمى «فى النور» وهذا ما يطلقون عليه فى عالم الأمن «الأوراق المحروقة» وهو أن يكون كل عناصر الشيعة معروفين لدى الأمن.. إلا أنهم رفضوا ذلك الأمر خوفا من السلفيين فبدأت تأسيس «التيار الشيعى المصرى».
ورغم أن النفيس، ومحمود جابر كان لهما اتصالات بالإعلام إلا أنهما رفضا دعم فكرة إنشاء التيار الشيعى، وهو ما جعلنى أفكر فى تأسيس حزب الله، والذى أحدث ضجة فى إسرائيل، واتهمنى بهاء أنور حينها بإنشاء حزب تابع لحسن نصر الله، رغم أن ذلك لم يكن سوى دعاية ل«لفت» الأنظار، وزادت الشكوك تجاهى بعد حصولى على معلومات تؤكد تهريب أسلحة عبر ليبيا، فبدأ شيعيون يعتقدون أننى «دسيسة»، وزادت الشكوك بعد تصريحات قلت فيها إن الحوثيين فى اليمن بحوزتهم أسلحة هى ذاتها الموجودة لدى حماس وحزب الله، وإن تلك الصواريخ تستطيع الوصول إلى آبار البترول فى السعودية، وإنهم تلقوا تدريبات حرب عصابات فى جنوب لبنان، وهم يحيطون بالسعودية، وفى الصومال أيضا، الأمر يؤكد أن أمن السعودية مكشوف لإيران.
الكونجرس الأمريكى
فى أعقاب تلك الحرب الضروس، أيقنت أنه لا مكان لى فى القاهرة فعزمت على الهجرة كلاجئ سياسى للولايات المتحدة الأمريكية، خلال تلك الفترة كنت أمر على كل السفارات للتعريف بالشيعة فى مصر، بشكل منطقى، واصطحبت مجموعة من الشيعة متجهًا للسفارة الأمريكية كان أبرزهم عماد قنديل المتهم بقلب نظام الحكم والتنظيم الشيعى، وهناك قابلت السكرتير الثانى بالسفارة الأمريكية وتحدثنا عن مشاكلنا وكانت المقابلة بفندق سميراميس، وأعقب ذلك عدة لقاءات بوفد الاتحاد الأوربى والكونجرس الأمريكى ومستشارة السفارة الألمانية والسويدية، وتم ذلك بعيدا عن النفيس الذى من المفترض أنه الأب الروحى للشيعة، إلا أنه كان يعتبر تلك المقابلات «حلال عليه حرام علينا»، فى ذلك التوقيت كان بهاء أنور يتردد على سعد الدين إبراهيم، إلا أنه لم يكن معروفا لدى الشيعة، حتى إنه فى أحد الاجتماعات مع سعد الدين إبراهيم كان يجلس بهاء أنور، وكنت أنا بصحبة 10 من قيادات الشيعة، ولم يعرفه أحد رغم ادعائه أنه المتحدث الرسمى باسم الشيعة، وكنا نحسبه ضيفا، إلا أننا نعتقد أنه يحاول تقليد النفيس، بعد لقاء سعد الدين إبراهيم شعرت قيادات الشيعة بأن تحركاتى بدأت فى جنى ثمارها، وكنت وقتها بدأت فى تكوين التيار الشيعى فى مصر.
التيار الشيعى
عبارة عن «مجموعة من الأشخاص يؤمنون ببعض المبادئ».. كانت تلك القاعدة التى بنى عليها التيار الشيعى، تضامن معى كثيرون من الشيعة، مؤيدين قواعد التيار الشيعى وهى أننا مصريون، وولاؤنا لمصر وبين هذا وذاك «شيعة مسلمون».. مطالبنا هى حقوق المواطنة ومقاعد البرلمان والشورى، لا نتكئ على أى قوى دولية ولا حتى إيران، وكل تلك العلاقات لم تتكون إلا فى أعقاب الثورة دون الدخول فى تنظيمات وجماعات، هذا إضافة إلى أننى أنا لا أميل لأى مرجع، أما ما تردد مؤخرا عن التيار الشيرازى، فإن الغالبية العظمى من المصريين اثنا عشرية، والشيرازية هم طائفة متطرفة من الاثنى عشرية يسبون الصحابة ومعظمهم شباب أجريت لهم عمليات غسيل مخ.
المخابرات وإيران
فى تلك الفترة علمت أن بعض الشيعة يتلقون تمويلات من إيران «لخدمة الحسينيات» أو «المضيفة» كما يسمونها، وأن الكثيرين من الشيعة يسافرون إلى إيران فى ذكرى «عيد الغدير»، وغيره من مناسبات الشيعة، إلا أن الإدارة العامة للجوازات تراقب كل تحركات الشيعة عبر شهادة التحركات.
إلا أن الوضع الراهن يجعلنى أؤكد أن العلاقات المصرية الإيرانية ستحدد شكل الشرق الأوسط الجديد، خاصة أن أجهزة مخابراتية تعمدت تسريب أنباء زيارة قاسم سليمانى، رئيس المخابرات الإيرانية، ل«تسميم الأجواء» وخلق حالة من الجدل والبلبلة، وهى أمور من صنع المخابرات، خاصة أنه قبلها كانت هناك زيارة لعلى أكبر صالحى، وزياتان قبل ذلك كانتا فى إطار ما يسمى اللجنة الرباعية تشمل مصر والسعودية وإيران وتركيا، وساعتها رفضت السعودية مباحثات تلك الزيارة لأن المياه تجرى بقوة فى الأعماق بين القاهرة وطهران، وتجمعهما مصلحة مشتركة مع حماس، خاصة أن قوة حماس تعنى دعم الإخوان.
الفترة الحالية تشهد اتصالات سرية تجرى بين الإخوان وإيران، ويجمع إيران بالإخوان مشروع المحور الإسلامى، وهناك قيادات من جماعة «الإخوان المسلمون» تسافر إلى إيران فى مهمات سرية «غير رسمية» مثل عصام الحداد وعصام العريان وخيرت الشاطر للقاء مساعد المرشد الإيرانى على خامنئى، وزير الخارجية، ومدير الحرس الثورى، وقاسم سليمانى، رئيس المخابرات ورئيس البرلمان الإيرانى، فضلا عن أن التنظيم الدولى للإخوان فى أوروبا يتولى مهام التنسيق مع إيران، وترتيب اللقاءات مع المسئولين الإيرانين، لأن الإخوان وإيران يتبادلان المهام والمصالح، وبدأ توطيد العلاقات بشكل أكبر أثناء أحداث غزة، ونسب وقف العنف للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان والهدنة، رغم أن المخطط الذى كانت تنفذه أمريكا كان يهدف إلى عمل محور سنى أمام المحور الشيعى وبالتالى استأجرت عناصر يحاورون عنها بالوكالة، ومن ثم يتم تأليب السلفيين على الشيعة.
أمريكا كانت تهدف إلى إنشاء محورين لتفتيت المنطقة «شيعى وسنى»، لذلك عندما أجريت الانتخابات فى المغرب فاز الإخوان ثم فى تونس وليبيا ومصر، وهذا محور أما المحور الآخر فهو إيران وسوريا وحزب الله، والذكاء الإيرانى غلب الذكاء اليهودى، حتى إن نبيل العربى عندما تولى منصب أمين عام جامعة الدول العربية قال «إيران ليست عدوا» وقد دفع ثمن هذه الكلمة بإقصائه عن منصبه، وقال عنه محمود الزهار، أحد مؤسسى حركة حماس الفلسطينية «لو استشارنى العربى لنصحته بألا يقول ما قال»، وما جعل السيناريو ينقلب رأسا على عقب هو أحداث سوريا، فغزة وسوريا ورقتان منحتهما إيران للإخوان لكسر المحور الأمريكى، ومؤتمر الأحواز الذى عقد فى القاهرة لم يحضره الأزهر وحدثت خلاله تعبئة ضد إيران باعتبارها تنتهك حقوق الأغلبية المسملة، لذا فإن المرحلة القادمة ستشهد صراعا إيرانيا إخوانيا على وراثة الخليج العربى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.