«أرشيلاوس» نسى وصية معلمه.. و«ألكسندروس» واجه انشقاق «آريوس»    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 14-9-2025 في البنوك    أسعار الفاكهة اليوم الأحد 14 سبتمبر في سوق العبور للجملة    أسعار البيض اليوم الأحد 14 سبتمبر    عاجل - إسرائيل تكثف الغارات على غزة.. مقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال    بطولة كأس الإنتركونتيننتال .. بيراميدز يواجه أوكلاند سيتى الليلة فى مباراة الافتتاح    الأرصاد الجوية : ارتفاع بدرجات الحرارة وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 36 درجة    وزير الخارجية يؤكد: لا تهاون إزاء قطرة ماء ونتحرك على كافة المستويات    مبعوث روسي: بولندا لا ترغب في التشاور بشأن حادث الطائرات المسيرة    3 ملايين شخص شاركوا في احتجاجات «وحدوا المملكة» بلندن    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 14 سبتمبر 2025    مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة.. الأهلي وإنبي وبيراميدز في الإنتركونتيننتال    مدرب الزمالك: سعيد بالفوز على المصري    "معالي الوزير" بين الرونق اللامع والمسؤولية الفعلية.. المنصب الافتراضي والتجربة الألبانية    سقوط صيدلانية بالفيوم بحوزتها 8 آلاف قرص مخدر محظور    حظك اليوم الأحد 14 سبتمبر 2025 وتوقعات الأبراج    2000 عامل بالهلال الأحمر المصري يواصلون إغاثة أهالي غزة    الجيش الصيني يحذر الفلبين ويدعوها لوقف التصعيد في بحر الصين الجنوبي    «قفل تليفونة وهنزل الجمعة عشانه».. مصطفى عبده يكشف موقفه من قرار الخطيب    «التعليم» تكشف قائمة مدارس الكهرباء التطبيقية بالمحافظات للعام الجديد 20262025    «التموين» تُحدد موعد إضافة المواليد 2025    نجلاء بدر: «أزمة ثقة» مسلسل نفسي كشف دواخل الشخصيات.. والقاتل كان معروفا منذ الحلقة الأولى    أقوى هجوم لعائلات الأسرى على نتنياهو: شخص مجنون محاط بمجموعة مختلين تدعى المجلس الوزاري    فجأة وما رضيش يعرف حد، سبب دخول تامر حسني المستشفى    مدرب أوكلاند سيتي: بيراميدز الأقرب للفوز ضدنا.. ولاعبان أعرفهم جيدًا    الداخلية: طبيبة بالمعاش أعدت تقرير وفاة أحمد الدجوي بمقابل مالي    جثة و6 مصابين في تصادم توك توك ودراجة بخارية في البحيرة    الداخلية توضح حقيقة فيديو سرقة سور كوبرى بإمبابة:"الواقعة قديمة والمتهم اعترف"    قبل ديربي الليلة.. مانشستر يونايتد يتفوق على مان سيتي بالأرقام    فضيحة قد تدمره، 100 رسالة إلكترونية جديدة تدين الأمير أندرو ب"ملفات إبستين" الجنسية    هدف الكيان من ضربة قطر .. مراقبون: نقل مكتب المقاومة إلى مصر يحد من حركة المفاوضين ويتحكم باستقلال القرار    «متتدخلوش في حياتي».. ريهام سعيد تكشف معاناتها النفسية: مشكلتي مش بس في الشكل    طولان: لم يعجبني فيديو «العميد الأصلي» بين الحضري وأحمد حسن    عمرو فتحي: تتويج منتخب الشابات ببطولة إفريقيا إنجاز جديد لمنظومة كرة اليد    عودة خدمة الخط الساخن 123 ببنى سويف بعد إصلاح العطل الفني    عيار 21 الآن يسجل رقمًا قياسيًا.. أسعار الذهب اليوم الأحد بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    بعد مطالبته برفع الدعم عن الوقود.. أحمد موسى: ماذا يريد صندوق النقد من مصر.. تصريحات مستفزة كأنهم يمنّون علينا    بالأرقام، أسعار الكتب المدرسية للمدارس التجريبية للعام الدراسي 2025-2026    «زي النهارده».. إعلان وفاة المشير عبدالحكيم عامر 14 سبتمبر 1967    رئيس «التأمين الصحي» للمرضى: استمرارية ضمان الجودة ومتابعة الخدمات المقدمة من الركائز الأساسية    زيادتها عن هذا المعدل خطر.. نصائح لتقليل الغازات وتفادي الانتفاخ    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    ما حكم صلاة تحية المسجد أثناء وبعد إقامة الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    متى تُصلّى صلاة الاستخارة؟.. أمين الفتوى يجيب    هشام جمال يحتفل بخطوبة صديقه.. وليلى زاهر تخطف الأنظار بإطلالة أنيقة    مغارة جبل الطير بالمنيا.. هنا اختبأ السيد المسيح والسيدة مريم العذراء    مستشفى فايد التخصصي يجرى 6500 جراحة نساء وتوليد تحت مظلة التأمين الصحي الشامل    القومي لحقوق الإنسان والشبكة الأفريقية يعقدان لقاء تشاوريا لتعزيز التعاون    أرملة إبراهيم شيكا تكشف عن تفاصيل جديدة في رحلة مرضه    القطار ال15 لعودة السودانيين الطوعية ينقل موظفي الطيران المدنى تمهيدًا لتشغيل مطار الخرطوم    ما حكم صلاة تحية المسجد بعد إقامة الصلاة؟.. أمين الفتوى يجيب    مين فين؟    «كاب وكارت دعوة».. أبرز تقاليع حفلات التخرج 2025    محطة العائلة المقدسة.. دير العذراء ببياض العرب يتحول لمقصد سياحي عالمي ببني سويف    خالد عبدالقادر مستشار وزير العمل للسلامة والصحة المهنية ل«المصري اليوم»: توقيع عقوبات مغلظة على المنشآت المخالفة    مواصفات «اللانش بوكس» الصحي.. خبير تغذية يحذر من «البانيه»    مدارس التمريض بالفيوم تفتح أبوابها ل298 طالبًا مع بدء الدراسة    هل هناك ترادف فى القرآن الكريم؟ .. الشيخ خالد الجندي يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد غنيم: العريان والشاطر زارا إيران فى مهام سرية.. والجماعة تجرى اتصالات مكثفة مع خامنئى وسليمانى
نشر في الصباح يوم 27 - 01 - 2013

*محمد غنيم.. تأسيس حزب الله «المصرى» أحدث ضجة فى إسرائيل.. والشيعة اعتبرونى «دسيسة»
*التنظيم الدولى للإخوان يتولى مهام تنسيق العلاقات مع إيران
*أسست التيار الشيعى بعد رفض راسم النفيس ومحمود جابر تكوين كيان شيعى خاص بالشيعة خوفا من السلف
*حزب التحرير الشيعى لا يمثل الشيعة وبرنامجه لا يقدم أى جديد
*بهاء أنور يستغل «حزب الله» فى ربطى بحزب حسن نصر الله
*راسم النفيس «نرجسى» وأنكر معرفته بى لمجرد أنه شعر بأنى أنافسه
*لجأت إلى الكونجرس الأمريكى لعرض مشاكل الشيعة فى مصر
*راسم النفيس قابل سعد الدين إبراهيم 3 مرات.. وكان يقول للشيعة إنه عميل!
أمضيت أعواما كثيرة متنقلا بين أوروبا ومصر.. تعرفت على الكثير من الشيعة اللاجئين إلى ألمانيا، وتعلمت الكثير منهم واكتسبت من ثقافتهم ما نفتقده فى الشرق حول العقيدة وكيف نحول الدين إلى عقار يورث.. كانت تلك رحلة محمد غنيم مؤسس التيار الشيعى قبل دخوله معترك المذهب الشيعى، مؤكدا أنه قبل تأسيس التيار الشيعى أسس «حزب الله»، فى محاولة ل«لفت» الأنظار بعد أن تجاهلته قيادات شيعة تستغل القضية الشيعية لتحقيق مصالح شخصية.
ويعتبر غنيم أول شيعى مصرى تطأ قدماه الكونجرس الأمريكى، وأول من طالب بتمثيل الشيعة فى البرلمان والشورى ضمن الأعضاء المعنيين وتمثيلهم فى اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور.
يبدأ غنيم الحديث عن نفسه قائلاً: أنا محمد غنيم، مواليد شبرا قسم الساحل أغسطس 1966، سافرت للكويت مع أسرتى وقت أنا كان عمرى عامين، لم يكن لوالدى علاقة بالشيعة، حيث عاش ومات سنيا وسطيا غير متطرف دينيا.. ومكثت فى الكويت حتى أتممت 15 عامًا، شاهدت خلالها المدارس الشيعية، وكنت أراهم أمامى دون معرفة من هؤلاء وماذا يصنعون، وفى عام 1981 عدت إلى القاهرة حاملا الشهادة الثانوية، ودخلت الجامعة عام 1984، وكانت دراستى هى الأدب الإنجليزى حيث حصلت على الليسانس فى عام 1988.
الطريق إلى المذهب
بدأت رحلة اعتناق الفكر الشيعى أثناء التحاقى بالجامعة، حيث إننى كنت دائم الاطلاع والقراءة، فى جميع أنواع الكتب والمعرفة، وكانت تلك الفترة أبرز عصور صعود التيارات الإسلامية، وكانت الجامعة بيتا لرواج نشاط التيارات الدينية بالتحديد فى 1984، واستطاع الفكر الشيعى أن يتألق ويغزو مدرجات الجامعة، وشهدت الجامعة فترة صعود التيارات الإسلامية بالتواكب مع المد الشيعى وقتها فى مصر بعد ثورة الخمينى التى انبهر بها المصريون، كل هذا بينما كانت الصراعات والتكتلات تغزو الجامعات، لم أكن وقتها سوى طالب لا أهتم إلا بالدراسة وقراءة الكتب وحضور معارض القراءة الإسلامية، وحدث فى تلك الفترة هجوم شديد على الشيعة ما دفعنى للبحث عن كتبهم والقراءة فى المذهب، وكان أحد الذين تخصصوا فى الهجوم على الشيعة «محمود إلاهى ظهير» عالم سنى باكستانى الجنسية، حاصل على 5 رسائل ماجستير، وكانت تطبع له كتبه دار الاعتصام التابعة لجماعة «الإخوان المسلمون».. حتى تلك الفترة وبعد قراءة المزيد من كتب السنة كنت أرى الشيعة «كائنات فضائية».. أرقنى فى ذلك قضيتان هما الخلاف على جمال عبدالناصر وأنور السادات، وهل كان عبدالناصر عميلا أم اشتراكيا؟ القضية الثانية هى الشيعة والسنة.. وكان السبب الفكرى الذى جمع بين تفكيرى فى تلك القضيتين هو «الخلاف» حتى توصلت فى قضية الزعامة أن كلا منهما له حسناته وسيئاته.. أما الشيعة والسنة فلم أجد من يفصل لى فى تلك القضية سوى البحث المضنى والمستمر، مهما كلفنى الأمر من أعوام، لم يكن يعنينى متى أنتهى من بحثى عن الحقيقة.
كان المدخل لذلك أن هناك شيعة لا يتطاولون على الصحابة، واعتنقوا الفكر طبقا لحقائق تاريخية– من وجهة نظرهم- وتوصلت إلى حقيقة هى أن جميع المصريين يحبون أهل البيت، غير أن أهل السنة كانوا يطلقون على الشيعة وقتها «المجوس»، فى جميع مساجد الجهاديين والسنة.. ولم أجد الحقيقة فى الكتب، كما لم أجد من يرشدنى إليها.
الحرب بين الشيعة والسنة
كانت الحرب دائرة بين السنة والشيعة، وقد ترجمت هذه الحرب إلى كتب، يتناول فيها كل فصيل وجهة نظره ويروى تجربته معتقدا أنها الحقيقة، قرأت من بين كتب الشيعة «من الضلال إلى الإيمان» و«ثم اهتديت».. ولم أصدق كل ما قرأته فى تلك الكتب.. فاتجهت إلى أوجه الخلاف بين السنة والشيعة، ولم تظهر الخلافات إلا فيما بعد خلافة معاوية، والتى نقض فيها العهد مع الإمام على، والذى كان ينص على «أن يتولى الخلافة بعد معاوية الإمام الحسن أو الحسين»، وهى الفترة التى اختفى فيها أى أثر لآل البيت، فمن لم يمت فيها بالسم مات مقتولا، غير أننى اكتشفت أنه رغم حب المصريين لآل البيت، إلا أن كتب السنة تجاهلتهم، ولم يأت ذكرهم كثيرًا فى كتب السنة، إلا أننا فى المجتمعات الشرقية «نورث الذين» ولا يوجد لدينا عقد نقدي.
بعد قراءة نقدية متعمقة لم أنحز إلى أى من الفرق إلا أننى كنت «أجلّ» الصحابة.. حتى اعتنقت التشيع لآل البيت، وقررت أخذ العلوم الدينية عنهم، وهو مفهوم أقرب إلى التصوف، رافضا تكفير الصحابة مثل المنهج الذى اعتنقه كثيرون، خاصة أننا نعيب على التكفيريين ما يفعلونه من تكفير للعلماء والمشايخ، رغم أن النبى كان يعلم المنافقين إلا أنه تركهم حتى يكون لنا قاعدة أنه لا يتسنى لشخص الحكم على الآخر وتفكيره، أو الحكم على ضميره ومنح من يشاء صكوك غفران، فى تلك الفترة لم أقابل أيا من الشيعة، كنت فقط أقرأ المزيد عن المذهب بعيدا عن الصدام. وأعنى بالفكرة الصدامية القاعدة التى يتبعها الدكتور محمد سليم العوا، عندما سألوه عن الشيعة فأجاب قائلا «بيننا وبينهم جامع ومانع فالجامع هو أركان الإسلام الخمسة، وأما المانع فبعض الأمور الأخرى التى لا تخرج من الملة»، الأمر الذى يجعلنى أتذكر أن أحد الخوارج عندما جادل الإمام على وأعجب بعلمه وفقهه قال «ما أفقهه من كافر»، كل تلك الأحداث والقراءات جعلتنى أقضى أعواما فى البحث بعيدًا عن الشيعة، ولم تربطنى بهم أى علاقات حتى ثورة الخامس والعشرين من يناير.
حزب الله
مضيت أعوامًا فى البحث والقراءة، متنقلا بين أوروبا ومصر، كنت كثير السفر بحكم عملى فى الأعمال الحرة، وقابلت الكثير من الشيعة خاصة فى ألمانيا، حيث تقابلت مع كثير من اللاجئين من الشيعة واليزيديين والآشورين والأكراد الفارين من العراق وبعض عبدة الشيطان، الذين يطلقون على أنفسهم عبدة «الملك طاووس» يحرمون أكل الخس، وهم جزء من الأكراد يعبدون الشيطان اتقاء لشره فى وجهة نظرهم ويعبدون الله، إلا أن الدين فى الشرق يورث كما يورث المال والعقار، وانطلاقا من هذا المبدأ كنت أرفض مناظرة السنة، وكان أمن الدولة يحكم قبضته على الشعية فى مصر ويلصق لهم تهم قلب نظام الحكم ويطلق عليهم التنظيمات الشيعية وعملاء إيران، لهذا كنت أتجنب الاقتراب من تلك المناطق للحيلولة دون السقوط فى شباك الأمن، ظل هذا الأمر حتى أعقاب الثورة، حيث قرأت حوارا للدكتور أحمد راسم النفيس، المفكر الشيعى، وكنت أسمع عنه ولم أقابله حتى وصلت إليه عبر الصحفى الذى أجرى معه الحوار، وعلمت أنه أحد المتحدثين فى أحد المؤتمرات التى يقيمها حزب التحرير الشيعى بصحبة نائب رئيس الحزب محمود جابر، اتصلت به وأخبرته أننى من شيعة الزقازيق وطلبت مقابلته، وكنت وقتها قد أمضيت عامًا أحاول الوصول إلى أى من الشيعة أو أماكنهم.. فقابلت محمود جابر فى حزب التحرير وعرفنى على عدد من الشيعة، كنت أجدهم مشتتين، لا يريدون الاتفاق على قائد كل منهم رأى فى نفسه الزعامة والقيادة، وكنت أرفض حزب الشيعة لأنه لا يمثلنا وبرنامجه يشبه عشرات برامج الأحزاب التى لا تقدم أى جديد، راسم النفيس أنكر معرفته بى عندما طلب منه أحد الصحفيين تصريحات عن الخطوات التى اتخذها تجاه بناء الحزب الشيعى.
وانطلاقا من مبدأ الإعلان عن الذات طلبت تكوين كيان يضم الشيعة فقط، إلا أنهم اعتقدوا أن الكيان سيسبب الفتن الطائفية وكنت أرى أن هذا سيتيح لنا ممارسة نشاط شيعى رسمى «فى النور» وهذا ما يطلقون عليه فى عالم الأمن «الأوراق المحروقة» وهو أن يكون كل عناصر الشيعة معروفين لدى الأمن.. إلا أنهم رفضوا ذلك الأمر خوفا من السلفيين فبدأت تأسيس «التيار الشيعى المصرى».
ورغم أن النفيس، ومحمود جابر كان لهما اتصالات بالإعلام إلا أنهما رفضا دعم فكرة إنشاء التيار الشيعى، وهو ما جعلنى أفكر فى تأسيس حزب الله، والذى أحدث ضجة فى إسرائيل، واتهمنى بهاء أنور حينها بإنشاء حزب تابع لحسن نصر الله، رغم أن ذلك لم يكن سوى دعاية ل«لفت» الأنظار، وزادت الشكوك تجاهى بعد حصولى على معلومات تؤكد تهريب أسلحة عبر ليبيا، فبدأ شيعيون يعتقدون أننى «دسيسة»، وزادت الشكوك بعد تصريحات قلت فيها إن الحوثيين فى اليمن بحوزتهم أسلحة هى ذاتها الموجودة لدى حماس وحزب الله، وإن تلك الصواريخ تستطيع الوصول إلى آبار البترول فى السعودية، وإنهم تلقوا تدريبات حرب عصابات فى جنوب لبنان، وهم يحيطون بالسعودية، وفى الصومال أيضا، الأمر يؤكد أن أمن السعودية مكشوف لإيران.
الكونجرس الأمريكى
فى أعقاب تلك الحرب الضروس، أيقنت أنه لا مكان لى فى القاهرة فعزمت على الهجرة كلاجئ سياسى للولايات المتحدة الأمريكية، خلال تلك الفترة كنت أمر على كل السفارات للتعريف بالشيعة فى مصر، بشكل منطقى، واصطحبت مجموعة من الشيعة متجهًا للسفارة الأمريكية كان أبرزهم عماد قنديل المتهم بقلب نظام الحكم والتنظيم الشيعى، وهناك قابلت السكرتير الثانى بالسفارة الأمريكية وتحدثنا عن مشاكلنا وكانت المقابلة بفندق سميراميس، وأعقب ذلك عدة لقاءات بوفد الاتحاد الأوربى والكونجرس الأمريكى ومستشارة السفارة الألمانية والسويدية، وتم ذلك بعيدا عن النفيس الذى من المفترض أنه الأب الروحى للشيعة، إلا أنه كان يعتبر تلك المقابلات «حلال عليه حرام علينا»، فى ذلك التوقيت كان بهاء أنور يتردد على سعد الدين إبراهيم، إلا أنه لم يكن معروفا لدى الشيعة، حتى إنه فى أحد الاجتماعات مع سعد الدين إبراهيم كان يجلس بهاء أنور، وكنت أنا بصحبة 10 من قيادات الشيعة، ولم يعرفه أحد رغم ادعائه أنه المتحدث الرسمى باسم الشيعة، وكنا نحسبه ضيفا، إلا أننا نعتقد أنه يحاول تقليد النفيس، بعد لقاء سعد الدين إبراهيم شعرت قيادات الشيعة بأن تحركاتى بدأت فى جنى ثمارها، وكنت وقتها بدأت فى تكوين التيار الشيعى فى مصر.
التيار الشيعى
عبارة عن «مجموعة من الأشخاص يؤمنون ببعض المبادئ».. كانت تلك القاعدة التى بنى عليها التيار الشيعى، تضامن معى كثيرون من الشيعة، مؤيدين قواعد التيار الشيعى وهى أننا مصريون، وولاؤنا لمصر وبين هذا وذاك «شيعة مسلمون».. مطالبنا هى حقوق المواطنة ومقاعد البرلمان والشورى، لا نتكئ على أى قوى دولية ولا حتى إيران، وكل تلك العلاقات لم تتكون إلا فى أعقاب الثورة دون الدخول فى تنظيمات وجماعات، هذا إضافة إلى أننى أنا لا أميل لأى مرجع، أما ما تردد مؤخرا عن التيار الشيرازى، فإن الغالبية العظمى من المصريين اثنا عشرية، والشيرازية هم طائفة متطرفة من الاثنى عشرية يسبون الصحابة ومعظمهم شباب أجريت لهم عمليات غسيل مخ.
المخابرات وإيران
فى تلك الفترة علمت أن بعض الشيعة يتلقون تمويلات من إيران «لخدمة الحسينيات» أو «المضيفة» كما يسمونها، وأن الكثيرين من الشيعة يسافرون إلى إيران فى ذكرى «عيد الغدير»، وغيره من مناسبات الشيعة، إلا أن الإدارة العامة للجوازات تراقب كل تحركات الشيعة عبر شهادة التحركات.
إلا أن الوضع الراهن يجعلنى أؤكد أن العلاقات المصرية الإيرانية ستحدد شكل الشرق الأوسط الجديد، خاصة أن أجهزة مخابراتية تعمدت تسريب أنباء زيارة قاسم سليمانى، رئيس المخابرات الإيرانية، ل«تسميم الأجواء» وخلق حالة من الجدل والبلبلة، وهى أمور من صنع المخابرات، خاصة أنه قبلها كانت هناك زيارة لعلى أكبر صالحى، وزياتان قبل ذلك كانتا فى إطار ما يسمى اللجنة الرباعية تشمل مصر والسعودية وإيران وتركيا، وساعتها رفضت السعودية مباحثات تلك الزيارة لأن المياه تجرى بقوة فى الأعماق بين القاهرة وطهران، وتجمعهما مصلحة مشتركة مع حماس، خاصة أن قوة حماس تعنى دعم الإخوان.
الفترة الحالية تشهد اتصالات سرية تجرى بين الإخوان وإيران، ويجمع إيران بالإخوان مشروع المحور الإسلامى، وهناك قيادات من جماعة «الإخوان المسلمون» تسافر إلى إيران فى مهمات سرية «غير رسمية» مثل عصام الحداد وعصام العريان وخيرت الشاطر للقاء مساعد المرشد الإيرانى على خامنئى، وزير الخارجية، ومدير الحرس الثورى، وقاسم سليمانى، رئيس المخابرات ورئيس البرلمان الإيرانى، فضلا عن أن التنظيم الدولى للإخوان فى أوروبا يتولى مهام التنسيق مع إيران، وترتيب اللقاءات مع المسئولين الإيرانين، لأن الإخوان وإيران يتبادلان المهام والمصالح، وبدأ توطيد العلاقات بشكل أكبر أثناء أحداث غزة، ونسب وقف العنف للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان والهدنة، رغم أن المخطط الذى كانت تنفذه أمريكا كان يهدف إلى عمل محور سنى أمام المحور الشيعى وبالتالى استأجرت عناصر يحاورون عنها بالوكالة، ومن ثم يتم تأليب السلفيين على الشيعة.
أمريكا كانت تهدف إلى إنشاء محورين لتفتيت المنطقة «شيعى وسنى»، لذلك عندما أجريت الانتخابات فى المغرب فاز الإخوان ثم فى تونس وليبيا ومصر، وهذا محور أما المحور الآخر فهو إيران وسوريا وحزب الله، والذكاء الإيرانى غلب الذكاء اليهودى، حتى إن نبيل العربى عندما تولى منصب أمين عام جامعة الدول العربية قال «إيران ليست عدوا» وقد دفع ثمن هذه الكلمة بإقصائه عن منصبه، وقال عنه محمود الزهار، أحد مؤسسى حركة حماس الفلسطينية «لو استشارنى العربى لنصحته بألا يقول ما قال»، وما جعل السيناريو ينقلب رأسا على عقب هو أحداث سوريا، فغزة وسوريا ورقتان منحتهما إيران للإخوان لكسر المحور الأمريكى، ومؤتمر الأحواز الذى عقد فى القاهرة لم يحضره الأزهر وحدثت خلاله تعبئة ضد إيران باعتبارها تنتهك حقوق الأغلبية المسملة، لذا فإن المرحلة القادمة ستشهد صراعا إيرانيا إخوانيا على وراثة الخليج العربى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.