لا توجد فضائية مملوكة ل «ثورى».. ولن أعلق على براءة أبوالعينين من موقعة الجمل أقول لمن يريدون الانتقام من والدى فى شخصى: «دراعى مش هتتلوى» لها وجه مصرى يشبه وجه أبيها، فهى «واحدة مننا».. هذا الانطباع هو أول ما يشعر به المشاهد المصرى، حين يتابع سلمى صباحى، على شاشة التليفزيون. مقدمة برامج تلقائية، تضحك من قلبها، وتتعامل مع ضيوفها بحميمية، فسرعان ما يشعرون بأنهم ليسوا على الهواء، وتذهب رهبة الكاميرا، ويفتحون قلوبهم ويتحدثون بمنتهى الراحة. تقول: هذه منحة من الله، فالقبول أهم ما يجب أن يتميز به الإعلامى. مؤخرا.. أوقفت قناة «صدى البلد» البرنامج الذى كانت تقدمه سلمى «ولاد البلد»، ورغم إعلان القناة أكثر من مرة، أن البرنامج مستمر، وأن سلمى ستقدمه، ثم إعلانها أن المذيعة الشابة ستقدم برنامجا آخر، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، حتى نفد صبر سلمى، فأعلنت أن برنامجها توقف، ولم يعرض عليها تقديم برنامج آخر، فى هذا الحوار الذى اختصت به «الصباح». * ماذا عن حقيقة مغادرتك «صدى البلد»؟ - تركت قناة صدى البلد بعد إيقاف برنامجى «ولاد البلد» بشكل مفاجئ، دون أن يبلغنى أحد من إدارة القناة بأى شىء، حيث علمت بالصدفة من أحد الزملاء بقرار وقف البرنامج. موقف القناة غامض وغريب، ولا أجد له تفسيرا، ولست متأكدة من أى شىء، إلا أن البرنامج الذى كنت أقدمه مع الزميل، إياد داود قد توقف، إلى أجل غير مسمى. * وماذا عن برنامج ال «توك شو» الذى أعلنت القناة أنك ستقدمينه؟ ما تردد عن تقديمى لبرنامج توك شو على «صدى البلد» غير حقيقى ولم تعرض على أى برامج أخرى بعد إيقاف «ولاد البلد» سواء توك شو أو غيره. * هل تعتقدين أن وقف البرنامج يأتى «انتقاما» من والدك حمدين صباحى؟ - ليس لدى تفسير آخر.. وردى على موقف القناة كتبته على صفحتى على «تويتر» حيث قلت: «مش حمدين صباحى اللى تتلوى دراعه وإنه ربانى على قول الحق». وبعد وقف البرنامج سمعت أن القناة تعاقدت مع مذيع له ميول وأهواء إخوانية، لكننى لا أعلم ما إذا كان سيقدم نفس البرنامج أم سيقدم برنامجا آخر. * اتهمك معارضون لوالدك بأن عملك فى قناة يملكها أحد رجال الأعمال المحسوبين على نظام مبارك متناقض.. فما ردك؟ - لست متناقضة، فالإعلامى لا يعمل لدى مالك القناة، أيا من يكون، لكنه يعمل عند المشاهد، هذا مع العلم بأننى لا أرى قناة مملوكة لثورى فى مصر. وما أريد قوله أننى قبل التعاقد على تقديم «ولاد البلد»، كان أمامى عرض من قناة التحرير، لتقديم برنامج عبر شاشتها، لكنى فضلت صدى البلد، لأننى اتفقت مع الإدارة على عدم تدخلها من قريب أو بعيد فى السياسة التحريرية. وهكذا ظهر البرنامج إلى الوجود، وحظى بإقبال كبير من الشباب وخصوصا الذين ينتمون إلى الثورة.. وكان إياد متألقا ما يجعل إيقاف البرنامج خسارة للقناة وانتقاصا من رصيدها. * ما تعليقك على براءة مالك القناة محمد أبوالعينين فى قضية موقعة الجمل؟ - لا يوجد لى تعليق فهذا موضوع قضائى بحت. * ما رأيك فى تهديد الإعلاميين والتحقيق معهم لدى النائب العام؟ تهريج وعيب بغض النظر عن الإعلاميين الذين تم التحقيق معهم حتى الإعلامى توفيق عكاشة الذى لا أتفق معه، أرفض ترهيبه، لأن «الحرية يجب أن تسود بعد الثورة». سمعنا كثيرا عبارات تؤكد أن الإعلام فى عهد النظام الحالى سيتمتع بكامل الحرية ولن يُكسر قلم لكن ما نراه مخالفا تماما لما قيل. * ما رأيك فى دعاة القنوات الفضائية؟ أخشى على ابنتى مشاهدة القنوات التى تدعى أنها دينية خوفا من أن تسمع لفظا خارجا. أعلم أن بعضهم سيسارع إلى الهجوم علىّ، وسيزعمون أن «ابنة حمدين» تهاجم الإسلام، لكننى سأرد عليهم بأننى أحرص على أن تحفظ ابنتى القرآن الكريم، وتؤدى الصلاة، وتكون صادقة القول والعمل، وسأهتم بأن تعى جيدا أن المسلم هو من يسلم المسلمون من لسانه ويده. * وماذا عن استبدال وزارة الإعلام بمجلس وطنى؟ إلغاء وزارة الإعلام من المطالب المهمة لتحريره، لكن ليس مقبولا أن يكون هذا الإجراء شكليا، وتقديرى أن على الإعلامى أن يراقب أداءه بنفسه، وأن يكون ضميره فقط هو الذى يتابعه. يجب إلغاء كل أشكال الرقابة التى تكبل الإعلام، وعلينا أن نجاهد لتأسيس إعلام حر لا يرتبط بسياسة حاكم، وإنما يخدم المواطن المصرى، ويعتبره «الخط الأحمر الوحيد». * ارتبطت تليفزيونيا بزياد داود مع بداية ظهورك عبر شاشة «دريم» ثم تزاملتما فى «صدى البلد».. فهل تشكلان «دويتو» تليفزيونيا؟ أتمنى تقديم برنامج بمفردى، ولدى أكثر من فكرة لبرامج فردية، فى إطار البرامج الاجتماعية، ولكن إذا عرض على تقديم برنامج مع زميل، سأختار إياد داود ليشاركنى ولن أعمل مع غيره. * أين أنت من البرامج السياسية؟ لا أحب تقديم البرامج السياسية إطلاقا ولا التحدث فى السياسة، وإنما أفضل البرامج الاجتماعية. * ألم تتعلمى السياسة من والدك؟ - تعلمت من والدى أشياء كثيرة لكن أنا وشقيقى سرنا فى طريقين مختلفين تماما عن والدنا، الذى ترك لنا حرية اختيار ما يناسبنا وما نشعر أننا سنجد نفسينا فيه. * وماذا عن موهبتك الغنائية؟ أحب الغناء وكنت أغنى فى دار الأوبرا منذ كان عمرى 8 سنوات، ولكن لم أفكر فى احتراف الغناء، ولا أحب أن يكون مهنتى، فهو هواية أمارسها بمزاجى، وحسبما يروق لى، وهكذا لا أفقد استمتاعى به. أغنى الأغانى الوطنية أو الثورية، وربما الدينية، بشروطى الخاصة، لا بشروط السوق، التى تجعل الفنان سلعة يستهلكها الناس، ثم تبور بعد فترة. * وماذا لو وجدت منتجا متفهما لموهبتك وفكرك؟ إذا وجدت منتجا متفهما، خاصة أن شروطى كثيرة، لن يكون لدى اعتراض على تقديم ألبوم غنائى. * ماذا تفضلين تصنيفك إعلامية أم مطربة؟ إعلامية لأنه عملى فى الأساس الذى اخترته، وسأستمر فيه حتى النهاية، أما الغناء فسيظل هواية حتى إذا احترفته. * لماذا لا نراك فى التمثيل؟ عُرضت على أدوار لكننى رفضت التمثيل، بالرغم من أن لدى خبرة بمسرح الجامعة، لكن لن أدخل فى مجال التمثيل لأننى اختارت أن أكون مذيعة والتمثيل ليس من أحلامى.. كما أننى مقتنعة تماما بأنه لا يمكن للشخص لمجرد شهرته فقط فى مجال معين مثل كرة القدم أن يتجه إلى التمثيل وخاصة إذا كان غير موهوب. * هل لديك تخوفات بخصوص 25 يناير المقبل؟ تخوفى الوحيد يكمن فى عدم نزول المصريين لإعلان استمرارية الثورة، حتى تتحقق أحلامهم.. فأنا أخشى أن يفقد المصريون الأمل، لأن الأمل سلاح لا يهزم. * ما تقييمك الحالى للتليفزيون المصرى؟ لا أشاهده نهائيا ولكن من خلال ما سمعته حول اعتصامات العاملين بماسبيرو وإيقافهم عن العمل لتخطيهم الممنوع، فإننى أشعر بأن النظام الحالى يعيد آليات نظام مبارك إعلاميا. كنت أتمنى، وكان من المفترض أن تكون مصر قد تخطت مرحلة تقييد الحريات وأن يعبر التليفزيون عن الشارع المصرى لا عن رؤية التيار الحاكم الأحادية. * من هو أفضل وزير إعلام؟ لم يأت حتى الآن. مادام أن الوزير ينفذ سياسات نخبة حاكمة، ويكمم أفواه المعارضين، فهو وزير دعاية أو ترويج للنظام. أتمنى رؤية وزير إعلام يؤمن بالحياد، ويفتح الأبواب حتى يستنشق الناس الحرية.. صحيح أن الحرية لها أخطاء، لكنها لن تكون أكبر من أخطاء تكميم الأفواه. تليفزيون الدولة يجب أن يبقى تليفزيون الشعب المصرى، لأن النظام القائم حاليا لن يكون قائما بالضرورة فى الغد، لكن المواطن لن يتغير، والخطاب الإعلامى يجب أن يكون موجها له ومن أجله فقط. التليفزيون المصرى وقع فى حرج كبير أثناء الثورة، وكلنا يذكر صورة صفحة النيل الهادئة، وقتما كان ميدان التحرير يشتعل، والآن يمارس المنهج نفسه، ويحجر على الآراء المعارضة، كأن المعارضين ليسوا من الشعب المصرى. * أين سنشاهد سلمى صباحى فى الفترة المقبلة؟ - هناك العديد من العروض لدى فى الوقت الحالى، لكنى أفاضل بينها وقريبا سأعود إلى المشاهدين فقد اشتقت إليهم.