أكد الدكتور نصر السيد أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة أن 80\% من الأطفال بالشارع لهم منزل وتواجدهم بالشارع لفترات يأتي بعائد مادي لأسرهم وذلك بناء علي نتائج الدراسات التي أعدها المجلس . وأوضح أن استغلال الأطفال في الأحداث السياسية جاء بسبب عدم إدراكهم لخطورة الزج بهم في مثل هذه الأحداث وسوء حالتهم الإقتصادية ، وعدم شعورهم بالانتماء للوطن بالإضافة الي شعهورهم بالآمان وسط الحشود. جاء ذلك خلال ندوة " سبل حماية أطفال الشوارع من الإستغلال في الأحداث السياسية " التي نظمها المجلس بحضور ممثلي الوزارات المعنية والخبراء والإعلاميين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني. وأوضح الأمين العام للمجلس أن الندوة تهدف الي التوعية بخطورة إستغلال الأطفال بصفة عامة وخاصة أطفال الشوارع في الأحداث السياسية في ميدان التحرير والميادين العامه، وتنشيط دور الإعلام في حماية أطفال الشوارع من الإستغلال في الأحداث وكذلك إيجاد اماكن لإقامة ورعاية الأطفال في ميدان التحرير قبل ذكري ثورة 25 يناير. من جانبه .. أشار الدكتور هاني موريس رئيس مجلس أمناء الشبكة المصرية للهيئات العامة بمجال أطفال الشوارع الي أنه لابد من أستخدام منهج جديد في تناول قضية أطفال الشوارع التي تعد إهدارا لكرامة الإنسان المصري فهي قضية حقوق وحرمان من الأسرة التي تمثل الحصن الطبيعي للطفل ولابد من مساعدته للعودة مرة أخري لأسرته ، فهؤلاء الأطفال عانوا كثيرا من التهميش ووجودهم في الشارع خطر علي الآمن القومي المصري ويتم الدفع بهم الي مواطن الأحداث وأمام كاميرات التليفزيون . وقالت الدكتورة إيمان القماح أستاذ ورئيس قسم علم النفس جامعة عين شمس أنه طبقا لإحصائيات صندوق الأممالمتحدة للطفولة فإن 86 مليون طفل من أطفال العالم يعيشون في الشارع كما أن تقرير هيئة اليونيسيف يشير الي أن أعدادهم قد تجاوزت 2 مليون طفل في مصر. وأضافت أن هذه المشكلة أخذه في النمو والتزايد علي المستوي الدولي والعربي والإقليمي وترجع الي العديد من الأسباب الأقتصادية والإجتماعية والأسرية لذا اصبح حمايتهم ضرورة ملحة وخاصة مع التغيرات السياسية بعد ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث مرورا بأحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود ودفعهم للمشاركة في التظاهرات وأعمال العنف والتخريب التي استهدفت المنشأت العامة . واشارت الى أن أسباب رغبتهم في المشاركة في هذه الأحداث هي سعادتهم بوجودهم بين الثوار واعتقادهم بأن ما يفعلونه واجب وطني بإعتبارهم مصريون وليسوا أطفالا صغار ، مطالبة بتكوين فريق متكامل لمواجهة هذه الظاهرة يتألف من أخصائي إجتماعي ونفسي وإعلامي وحقوقي وطبيب أطفال ومن المتعاملين مع أطفال الشوارع ويتم تطبيق إستراتيجية طويلة المدي تهدف الي القضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع وتجفيف منابعها وأسبابها . وأكدت اهمية التوعية الإعلامية من قبل أخصائيين مدربين تعمل علي محورين الأول منهما رسائل موجهة للأطفال بخطورة تواجدهم في الشارع وإنخراطهم في الأحداث التي تؤدي الي إستغلالهم وعدم وعيهم بالأهداف الحقيقية بالفئة التي تقوم بإستغلالهم ، والثاني يعمل علي تغيير النظرة السلبية تجاه أطفال الشوارع بإعتبارهم ضحايا وليسوا مجرمين . فيما قال الخبير الإعلامي حسن الشيخ إن تراجع دور الإعلام في دعم برامج تأهيل وحماية أطفال الشوارع جاء نظرا للأحداث السياسية بعد الثورة وإختفاء كل الملفات والقضايا وبقيت السياسة وأصبح من الضروري وجود إعلام إيجابي ومؤثر نستطيع من خلاله بث الرسائل الي المجتمع بخطورة تلك الظاهرة والتركيز علي الدور المحوري والحيوي للدراما بإعتبارها الملاذ التوعوي لغالبية الأسر الفقيرة والمتوسطة .