أكد المخرج المسرحي الكبير فهمي الخولي تراجع حركة المسرح في مصر خلال الفترة الأخيرة،وقال أن ستينيات القرن الماضي شهدت مناظرة بين الدكتور رشاد رشدي الذي كان يؤمن بنظرية الفن للفن،والدكتور محمد مندور الذي كان بنظرية الفن للمجتمع،وانترت وجهة نظر الفن للمجتمع،وصار المسرح معبرا وصورة للجماهير،وصار المسرح مرآة للمجتمع يرى فيها الجمهور واقعه. وأوضح المخرج فهمي الخولي - خلال الندوة التي نظمتها أسرة النشرة الفنية لوكالة أنباء الشرق الأوسط الليلة الماضية بحضور الأستاذ هشام الريس نائب رئيس التحرير-أنه في الحقبة الناصرية أنشأت الدولة فرق مسرح التليفزيون ومسرح الجيب والمسرح القومي وعروض القطاع الاستعراضي وبعد انتهاء تلك الحقبة حدثت هجمة تترية ضد المسرح أثرت بالسلب على المشاهد مما دفع الجمهور إلي هجرته. وقال إن أردت أن تتعرف على حضارة أمة،فانظر إلي فنونها،فإذا انتشر الفن المنحط كانت الدولة منحطة،متسائلا هل تتخيل أن المتفرج الذي يشاهد مسرحيات أو فنون تشكيلية أن يكون مجرما،مشيرا إلي أن المسرح في البداية كان ملكا للقطاع الخاص، والأوبرا تحتم دخول روادها ببذلة كاملة لأنها تخص الطبقة الوسطى المثقفة التي تستقي ثقافتها من القراءة والعروض المسرحية والموسيقية. وعن حل أزمة المسرح،اختلف الخولي مع المخرج جلال الشرقاوي قائلا:"إن الدولة ليست هى السبب فى انهيار صناعة المسرح،وإنما الدولة تطلق حرية الابداع وعلى رجال المسرح من مديرين ومخرجين ومنتجين وفنانين دور كبير في النهوض بالمسرح. وأضاف أن الصراع في الفن المسرحي،دائما وأبدا بين المبدع والنظام،ودائما الفنان يكون على يسار النظام وإلا تحول الفنان لبوق للنظام وهو الأمر الذي سيفقده الجمهور،مشيرا إلي أن دور الفنان مرتبط بموقفه من النظام.