رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي لكبح جماح المتشددين الإسلاميين عكس تغيرا وتحولا في استراتيجية باريس، التي طالما أكدت في السابق استعدادها للمشاركة في تدخل دولي متعدد الأطراف في مالي. وذكرت الصحيفة - في تعليق نشرته اليوم وأوردته على موقعها الألكتروني- أن باريس لم تنتظر هذا التدخل الدولي في مالي الذي كان من المتوقع أن يحدث في شهر سبتمبر القادم وقامت بنشر قواتها هناك. وتعليقا على هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن مسئولين فرنسيين قولهم:"إن التدخل في مالي والصومال زاد من مخاطر قيام الجماعات الجهادية بالانتقام من فرنسا"، بينما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أنه أمر بتشديد إجراءات مكافحة الارهاب. من جانبهم، أكد مسئولون أمريكيون -في تصريحات أوردتها الصحيفة- أن الولاياتالمتحدة توافق فرنسا في هدفها لكبح جماح تنظيم القاعدة في مالي ومنعه من زيادة نفوذه بها.. مشيرين إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تعيد حاليا مناقشة مطلب فرنسا بالحصول على مساعدة تقنية من واشنطن. وأشارت الصحيفة إلى أن نيجيريا كانت أول دولة أفريقية تعلن تأييدها للحملة الفرنسية على مالي، وقررت إرسال المئات من جنودها لدعم العملية من أجل القيام بهمة حفظ السلام؛ في حين أعرب محللون عن اعتقادهم بأن تحقيق استقرار أمني في العاصمة المالية -باماكو- سيكون العامل الحاسم في دعم الحكومة الانتقالية ووضع المتمردين تحت المراقبة. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن ثمة أنباء تداولت خلال العقد الأخير وأفادت بضلوع فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب في تدريب الإرهابيين وتسهيل تهريب المخدرات وخطف الأجانب للحصول على فدية، إلى جانب قيامها بفرض قوانين صارمة ضد السكان في شمال مالي مما دفع مئات الآلاف للنزوح نظرا لتردي الأوضاع بالمنطقة.