ذكرت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، أن المصريين لا يعتقدون أن محاكمة الرئيس السابق كانت نزيهة ، وقد أثار الحكم الصادر فيها غضبا ومشاجرات في قاعة المحكمة وخارجها، ورأى البعض أن عقوبة السجن مدى الحياة جاءت استرضاء للشعب وأسر الشهداء. ورأت الصحيفة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يستعد لأول اختبار بعد انتهاء "قانون الطوارئ"، بعد 31 عاما، وتصاعد أعمال الشغب بعد صدور الحكم، وسيكون هناك احتمال كبير أن يتعرض شباب الثورة لاختبار جديد لحرياتهم مع الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 16يونيو المقبل،عندما يواجه أحمد شفيق، وهو حليف الرئيس مبارك، محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وأضافت الصحيفة أن المجلس العسكري والشعب مثل الفئران فى المتاهة، حيث تشير المؤشرات الى أن مصر تستعد لإجراء جولة جديدة من العنف في الشوارع، فالعديد من الشعب يشعرون بنظرية المؤامرة التي من شأنها أن يحصل حسنى مبارك على عقوبة قاسية فقط حتى ينعكس ذلك على نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وذكرت صحيفة الجارديان أن كثيرا من المصريين يعتقدون أن المجلس العسكرى تدخل وراء الكواليس لتعديل الحكم، والذى ينذر بمزيد من الأجواء المتوترة بالفعل السياسي في مصر، وإلى مزيد من الانقسام داخل الدولة. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المحاكمة فى حد ذاتها يجب أن توجه رسالة قوية إلى أي رئيس في المستقبل، فمبارك هو أول رئيس عربي يوضع خلف القضبان فى محكمة عادية، فقد حكم على زين العابدين بن علي في تونس غيابيا، وقد حوكم صدام حسين فى العراق من قبل ولكن ليس بتلك الطريقة الديمقراطية. ووفقا لصحيفة "ميدل ايست مونيتور" ألامريكية، أن الحكم يهبط في وسط معركة انتخابية مستقطبة بحدة لاختيار خليفة مبارك مشيرة الى "أحمد شفيق" الذي يجسد ايقونة الأجهزة القمعية للمصريين وهو يخوض جولة الاعادة مع محمد مرسي من حزب الحرية والعدالة وتعتبر عملية تقسيم قاتلة بين المرشحين المتنافسين، وقد بلور الحكم أسوأ المخاوف من عودة النظام القديم حيث يحلل البعض حكم الإدانة، بأنه محاولة لتهدئة غضب الرأي العام وفرص تعظيم شفيق الانتخابية. ووصفت صحيفة "جلوب أند ميل" الامريكية، الحكم بأنه ضربة مطرقة إلى هذا النموذج السياسي وانهيار السلطة الأبوية التي سادت في الشرق الأوسط لعدة عقود، والتى نمت بشكل متزايد من معارضة الأنظمة المستبدة العربية الأخرى – ومن أهمها دول الخليج، فمصر قد يسبقها كلمة "الجمهورية" ولكنها كانت دائما "ملكية "بحكم الأمر الواقع وتعاملت على هذا النحو من قبل بقية العالم على مر العصور، وتساءلت الصحيفة هل المحاكمة بداية انتهاء عصر الملكية فى الوطن العربى.