الدم فى بورسعيد كان حافزا للبطولة فى رادس.. الدموع على رحيل الجوهرى ويكن والضحكات بعد تتويج الأهلى وأبوتريكة وصلاح الأفضل فى القارة السمراء.. بولت وفيلبس وفرح يحققون الإعجاز تلو الآخر فى لندن وميسى يحطم كل الأرقام فى كل مكان.. إسبانيا تواصل زعامة أوروبا والعالم، وزامبيا تعتلى قمة القارة السمراء وتشيلسى بطلا أوروبيا لأول مرة.. فاطمة ورفاقها متحدو الإعاقة أثبتوا أنهم أكثر قوة وعزما من الأسوياء.. والفراعنة فشلوا إفريقيا وبدأوا مشوار المونديال بنجاح.. عام حفل بالشيء وضده.. ومضى بحلوه ومره.. الأهلى.. من رحم المعاناة تولد النجمة الإفريقية السابعة موسم بلا نشاط محلى.. جوزيه رحل والبدرى عاد.. «74» شهيدا فى بورسعيد وجماهير غاضبة ومران يلغى ويقتحم ويقام فى سرية.. مباريات ودية فى العاشرة صباحا ومباريات إفريقية بلا جماهير.. احتجاز أسبوع تحت النار فى مالى وإصابات وغيابات.. كل هذا لم يوقف الأهلى عن المضى حتى النهاية والفوز بلقب دورى أبطال إفريقيا للمرة السابعة فى تاريخه.. إعجاز حقيقى أبهر العالم أجمع وتوجه الأهلى بعدما عبر البن والملعب والزمالك وبيريكوم تشيلسى ومازيمبى وصن شاين وأخيرا الترجى فى عقر داره.. إعجاز توج بالمركز الرابع فى مونديال الأندية وباحترام العالم أجمع لفريق بلغ المجد من رحم المعاناة.
بورسعيد.. الدم والدموع و«74» شهيدا الأول من فبراير 2012 كان وسيبقى اليوم الأسوأ والأكثر حزنا فى تاريخ الرياضة المصرية، مباراة المصرى والأهلى فى الدورى العام انتهت ليست بالفوز ولا بالتعادل.. ولكن ب74 جثة رقدت فى دمائها على أرض استاد بورسعيد.. «74» شهيدا روت دماؤهم أرض ملعب كرة وسطروا يوما أسود فى تاريخ مصر، أحداث تواصل التحقيق فيها حتى نهاية العام وينتظر أن يتم الحكم مع مطلع 2013.. ونشاط توقف من يومها ولا يدرى أحد متى سيعود.. ويبقى فى النهاية المجد للشهداء والحزن الذى سيبقى مدى الدهر خالدا فى أذهان كل من عايش هذا اليوم الحزين.
«الفراعنة».. تألق مونديالى وفشل إفريقى وربع نهائى أوليمبى فشل الفراعنة فى التأهل لنهائيات أمم إفريقيا للمرة الثانية على التوالى غطى على صدارة مصر لمجموعتها فى تصفيات المونديال، التصفيات التى تبقى الأهم والأبرز فى 2013 على أمل الوصول للبرازيل، فى حين جاءت مشاركة الفراعنة الصغار فى أوليمبياد لندن متوازنة ببلوغ ربع النهائى ثم الخسارة أمام اليابان.
أبوتريكة وصلاح.. أسطورة يسلم الراية فى لندن 2012 بدا التفاهم بينهما رائعا، وفى تصفيات المونديال استمر الانسجام، ومع نهاية العام توج أحدهما بلقب «الأفضل» فى القارة والثانى بلقب «الموهبة الواعدة».. محمد أبوتريكة ومحمد صلاح.. أسطورة تسلم الراية لموهبة على الطريق الصحيح.. وأمنيات بأن يقودا الفراعنة معا إلى البرازيل.
فاطمة عمر ورفاقها.. أبطال خارقون للعادة فضيتان لبطل السلاح علاء أبوالقاسم وعملاق المصارعة كرم جابر، كانتا حصاد مصر فى أوليمبياد لندن.. قبل أن يأتى «الخارقون» ليحصدوا 15 ميدالية متنوعة.. فاطمة عمر حققت رابع ذهبية فى تاريخها الأوليمبى، ومتولى مطحنة عاد بخامس ميدالية على التوالى.. ورفاقهم رفعوا علم مصر 15 مرة فى سماء لندن.
الأهلى بطل إفريقيا.. والزمالك رابع مونديال اليد حقق فريق يد الأهلى إنجازا كبيرا بفوزه بلقب بطولة إفريقيا للأندية على حساب غريمه الزمالك، رغم أن الفريق الأبيض كان قد حقق قبلها المركز الرابع فى بطولة كأس للأندية العالم بقطر، فى حين حقق فريق السلة بالأهلى المركز الثالث فى بطولة إفريقيا وحل الاتحاد السكندرى رابعا.
الجوهرى ويكن والسياجى وشاكر.. وداعا رحل الجنرال عن عالمنا فكرمته الأردن واعتبره «الكاف» أسطورة القارة السمراء.. ومازلنا نحن نفكر فى طريقة تكريمه!.. محمود الجوهرى ترك دنيانا ورحل بعد عقود من العطاء.. ولحق به «ملك التغطية» يكن حسين قبل أن يمضى العام بعيدا.. ومعهما رحل محمد السياجى وأحمد شاكر فى عام حزين للكرة المصرية.
زامبيا.. المجد فى أرض الحزن عام 1993 سقطت طائرة منتخب زامبيا فى الجابون ليلقى الفريق بالكامل مصرعه.. عام 2012 عادت زامبيا للجابون لتشارك فى كأس الأمم الإفريقية.. وتفوز بها للمرة الأولى فى تاريخها.. هيرفيه رينار قاد الرصاصات النحاسية للمجد فى الأرض التى عرفوا فيها الحزن.. وأصبحت زامبيا ملكة القارة السمراء.
تشيلسى.. ال«Champions League» فى لندن أخيرا توقع له الجميع أن يودع البطولة، لكنه بقى وأطاح ببرشلونة، ثم هزم بايرن ميونيخ على أرضه ليتوج بطلا لأوروبا.. تشيلسى منح العاصمة الإنجليزية لندن لقبها الأول فى دورى أبطال أوروبا وبقيادة دروجبا ودى ماتيو الذى جاء كمدرب مؤقت صنع الفريق الأزرق المجد لأول مرة فى تاريخه.
إسبانيا.. كتابة التاريخ تتواصل قبل «4» أعوام كان منتخب إسبانيا فريقا ممتعا بلا تاريخ.. فى «2012» دخلت إسبانيا التاريخ من أوسع أبوابه.. لقب ثالث لأمم أوروبا وثانٍ على التوالى بينهما لقب لكأس العالم فى إنجاز غير مسبوق.. كاسياس ورفاقه سحقوا إيطاليا برباعية ليحملوا الذهب الأوروبى فى بولندا وأوكرانيا وأثبتوا أنهم الأفضل فى العالم.
ميسى.. «91» هدفا فى عام واحد ! حين يسجل لاعب «100» هدف فى مشواره الكروى الذى قد يمتد لأعوام طويلة تقام له الاحتفالات ويدخل نادى المائة.. ليونيل ميسى سجل «91» هدفا فى عام 2012 فقط! الأسطورة الأرجنتينى حطم رقم الألمانى جيرد موللر الصامد منذ «37 عاما» وتجاوزه ليحقق رقما إعجازيا على الجميع، نجم البارسا ينتظر لقبا جديدا كأفضل لاعب فى العالم مرة أخرى.
بولت وفرح وفيلبس.. حين يتحدث الإعجاز الجامايكى يوسين بولت حصد «3» ذهبيات وأكد مكانته كأسرع رجل فى العالم.. والصومالى محمد فرح هرب من نيران الحرب فى مقديشيو لتمنحه بريطانيا جنسيتها فيحصد لها ذهبيتين ويبكى العالم معه.. والأسطورة الأمريكى مايكل فيلبس رفع رصيده من الميداليات الأوليمبية إلى «21» ميدالية، منها «17» ذهبية ليصبح أفضل رياضى فى التاريخ.
دوريات أوروبا.. أبطال من خارج المقرر مانشستر سيتى يسجل هدفا فى الثانية الأخيرة ليخطف الدورى الإنجليزى من جاره يونايتد لأول مرة منذ «44» عاما.. ويوفنتوس يستعيد المجد فى إيطاليا بعد غياب سنوات فى غياهب الظلام.. وريال مدريد ينهى احتكار «البارسا» فى إسبانيا.. ودورتموند يواصل الهيمنة على البوندسليجا.. ملخص ما دار فى دوريات القارة العجوز فى «2012».
شحاتة وجوزيه وجوارديولا وكابيلو ودى ماتيو.. عام رحيل المدربين كان عام 2012 هو عام الرحيل لأسماء كبرى فى عالم التدريب.. فترك حسن شحاتة الزمالك بعد شد وجذب، ورحل جوزيه عن الأهلى لغموض الصورة محليا وماديا، وترك كابيلو المنتخب الإنجليزى قبل اليورو، واكتفى جوارديولا بما حققه مع برشلونة ليخلد للراحة، وأقال تشيلسى دى ماتيو رغم إعجازه الأوروبى.
فيلانوفا.. صراع مع المرض وكأن برشلونة مكتوب عليه الصراع مع المرض.. فبعد إيريك أبيدال الذى أجرى جراحة زرع كبد جاء الدور على فيلانوفا الذى حل محل جوارديولا قبل أن يكتشف تجدد إصابته بسرطان الغدة النكافية، ليجرى جراحة عاجلة ويخضع للعلاج الكيماوى، ويقاتل للعودة فى العام الجديد بدعم من العالم كله.