محمد سليمان تصدرت صورة الرئيس المخلوع والمحكموم عليه بتهمة المؤبد العناوين الرئيسية لمواقع الصحف الإسرائيلية، والتي وصفت يوم الحكم "بالتاريخي". الصحف الإسرائيلي أشادت بالحدث التاريخي، فهي المرة الأولى التي يضع فيها الشعب حاكمه داخل قفص الاتهام وتتم محاكمته في حاكمة مدنية، إلا أنها جرت في وقت حساس يأتي في المرحلة التي ينتظر فيها المصريين جولة الإعادة بين مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق. الموقع الاليكتروني لصحيفة "معاريف" قال إنه يوم تاريخي في مصر حيث أصدر القضاة صباح اليوم السبت، حكما بالسجن مدى الحياة على الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، المتهم بتلقي رشاوي وقتل المتظاهرين، كما استقبل وزير الداخلية السابق حبيب العادلي حكما بالسجن المؤبد، بينما تمت تبرئة أبناء مبارك جمال وعلاء من جميع الجرائم الاقتصادية والتربح، وخمسة قيادات بوزارة الداخلية. وفي أعقاب الحكم ظهرت شعارات مناهضة للمحكمة من قبل أسر الضحايا، تعبر عن غضبها من أحكام البراءات، حيث دوت صيحات الغضب داخل المحكمة وخارجها، بدأت بتهديدات من قاضي المحكمة المستشار أحمد رفعت بإغلاقها إذا لم تكن هادئة خاصة مع وصول المتظاهرين في الصباح الباكر، واقفين أمام محكمة رافعين الشعارات ومرددين الهتافات ضد مبارك، ومطالبين بتحقيق العدالة لضحايا الثورة الذين قتلوا خلال ثورة 25 يناير من عام 2011، وأضافت الصحيفة أن موعد النطق بالحكم جاء في توقيت حساس بشكل خاص في مصر، بين جولتي الإنتخابات الرئاسية والتي تفاجئي فيها المصريين بوجود نائب مبارك الأخير في المرتبطة الثانية بعد مرشح جماعة الإخوان المسلمين الذي اضطهدوا من قبل الرئيس السابق طيلة ثلاثين عاما، حيث فوجئ المصريون أن نائب رئيس الوزراء الأخير في عهد مبارك أحمد شفيق، جاء في الدور الثاني بعد مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي والذين اضطهدوا طيلة ثلاثين عاما حكم فيها مبارك. من جانبها قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: مر ستة عشر شهرا بعد الإطاحة بالمخلوع من منصبه كرئيس لمصر، وبدا حسني مبارك صباح اليوم، جنبا إلى جنب مع أبنائه، علاء وجمال في انتظار حكم يختم مصيرهم، وقد تجمع خارج المحكمة مئات المتظاهرين يمسكون صور الذين قتلوا في الثورة مطالبين بفرض عقوبة الإعدام علي الرجل الذي حكم البلاد لمدة 30 عام كما وصفتها الصحيفة، وتعززت ضباط الشرطة بحوالي 20 ألف من قبل عشرات العربات المدرعة بالقرب من مبنى أكاديمية الشرطة، وقد ملئت الشوارع في انتظار محاكمة "الفرعون"، حيث جرت المحاكمة في وقت حساس للغاية في مصر، يأتي بعد الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية في مصر، حيث تجري الإعادة بين مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، وأحمد شفيق الذي شغل منصب رئيس الوزراء في عهد مبارك. وفي نفس السياق قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الرئيس المخلوع واجه تهم التواطؤ في قتل المتظاهرين والفساد المالي حيث تلقي حكما بالسجن مدي الحياة، وهو نفس الحكم الذي حصل عليه وزير الداخلية السابق حبيب العادلي والمتهم بقتل المتظاهرين في حين تم تبرئة أبناء مبارك من كافة المسندة إليهم ، حيث واجه الحكم هتافات من قبل الحشود الموجودة داخل القاعة " كاذبة – كاذبة" ، وقد تم نقلة عبر طاشرة هليكوبتر يرتدي نظارة شمسية حيث طوقت مئات من رجال الشرطة موقع المحاكمة رفع خلالها المحتجون صور الشهداء الذين قتلوا خلال الثورة، حيث تعد تلك المرة الاولي التي يتم فيها وضع زعيم عربي من قبل شعبه أمام محكمة عادية إلأ أن الحكم يأتي في وقت أكثر حساسية بالنسبة لمصربين الانتخابات الرئاسية. وزعمت الصحيفة أن مبارك يعيش في مستشفي مريح يعيش "حرا"، فهو يتمكن من رؤية أقاربه ويستطيع المشي في الحديقة وممارسة الرياضة ونقلت الصحيفة عن مصارد لرويترز أن مبارك كان حرا يتجول في الحديقة أو السباحة في حوض السباحة، والعلاج الطبيعي، كما استقبل مبارك زوار من العالم العربي والمجلس العسكري الحاكم، حيث أضاف المصدر أن هذا المكان كان يعد الأنسب له وهناك مهبط للطائرات في المستشفي.