ونحن على مشارف عام جديد نتذكر دوما ما مرّ فى العام المودع فنجد أنه كان حافلا بشتى صنوف الفعاليات الأدبية والشعرية، الشعر تحديدا كان متوهجا خاصّة أن ثورة يناير أتاحت للشعر والشعراء منابر جديدة يطلون منها على الجمهور ويلتحمون به، فلم يعد الأدب يسكن عقول الأدباء فحسب بل جاءت الثورة لتضيف للمشهد الأدبى فعالية ورونقا خاصا، ومناطق إبداعية أكثر شجاعة. الكل سواء كبار الشعراء أو شبابهم يتسابقون فى التوثيق للثورة من خلال الشعر، كما فعل الخال عبدالرحمن الأبنودى الذى أصدر ديوانه «الميدان» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو مجموعة من القصائد التى تستقرئ الواقع الثورى من خلال الشعر، أما الشاعر الكبير جمال بخيت فقد أصدر ديوانه «دين أبوهم»، والذى يرصد حالة مصر السياسية قبل الثورة. شباب الشعراء تحركوا بنشاط كبير وتوالت الإصدارات نذكر منها ديوان «دون خسائر فادحة» لملكة بدر و«لن أعير البنفسج لونى» لسماح ناجح و«28 س» لمايكل عادل و«نفق فى السماء» لمصطفى على وغيرها الكثير ويستحق إبداع الشباب الوقوف عنده ودراسته لأن التغيرات السياسية والمناخ العام لمصر أثرا بشكل سلبى وإيجابى على إبداعات المرحلة الحالية، ما يحتم على النقاد أخذ ذلك بعين الاعتبار. وعن الشعر فى ظل ثورة يناير يقول الشاعر سالم الشهبانى: أعتقد أن الشعر بخير وأن الثورات تفجر الطاقة لدى المبدعين بشكل عام والشعراء خاصة ويحدث بعض التحولات التى هى نتيجة للثورات فمثلا تغيب بعض القصائد التى تلجأ للرمزية ليحل محلها القصائد التى تهتم بالمباشرة والاشتباك مع الواقع المعيش أى أن الثورات تقوم بإزاحة الرمز والمجاز داخل نصوص الكتاب. وهذا يحدث على مر التاريخ، فنجد أن أمل دنقل كتب «لاتصالح» فى ظل ظروف واقعية تهتم وتتطلب القصيدة المباشرة، وأيضا جاهين وحداد وغيرهم فكانت قصائدهم عن ثورة يوليو مباشرة، وهنا أذكر أن المباشرة أسلوب غير معيب وهناك فرق بين المباشرة والسذاجة والتجارية أى أن الثورة تجعل الشاعر يصرخ ولكن بشكل فنى، ويكون محرضا وراصدا ومتنبئا، لذلك سيظل حال الشعر بخير مادام هناك هم عام يلتف حوله الأدباء جميعا، وهو الوطن وقضاياه.