حذر الدكتور محمود فتوح، رئيس اللجنة النقابية للصيادلة الحكوميين، مما أطلق عليه "أخونة" الإدارة المركزية للصيادلة بوزارة الصحة، متهما الدكتور محسن عبد العليم رئيس الإدارة بانتداب صيادلة الإخوان للعمل في الإدارة في إطار خطة الجماعة للسيطرة على قطاعات الدولة. قال فتوح، في تصريح خاص ل " الصباح"، إن الرئيس الحالي للإدارة المركزية للشئون الصيدلية الذي يشغل في نفس الوقت منصب نقيب صيادلة القاهرة أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين حيث يقوم بانتقاء ونقل صيادلة الإخوان للإدارة دون غيرهم من الصيادلة غير المنتمين للجماعة، مؤكداً أنه قام منذ توليه الإدارة في 9 فبراير من العام الجاري، بإغراقها بالصيادلة الإخوان المنتدبين من مختلف المديريات على مستوى الجمهورية دون أي طلب من مديري العموم بالإدارة المركزية يبلغونه فيه عن حاجتهم لصيادلة، على الرغم من وجود أكثر من 500 صيدلي بتلك الإدارة. أضاف فتوح، أنه في حالة حاجة الإدارة لصيادلة يتم الإعلان عن ذلك رسمياً بالطرق المتعارف عليها حتى يكون الصيدلي المنضم للإدارة الأكفأ والأجدر بالانضمام إليها بعيداً عن الفتنة الطائفية والتحزبات السياسية. أوضح أن رئيس الإدارة قام بتعيين الصيدلي يوسف طلعت، المنتمي لجماعة الإخوان مستشاراً إعلامياً للإدارة المركزية للشئون الصيدلية، رغم أنه خريج كلية الصيدلة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وهي جامعة خاصة وكل ما يملكه من كفاءة قيامه بعمل برنامج تليفزيوني مع الزميل الصيدلي هاني إمام، والدكتور هيثم دويدار، حيث كان يعمل مذيعاً في ذلك الوقت بقناة الصحة والجمال، قبل أن ينتقل للعمل بقناة الشباب كمدير للتطوير بها، وهاجم في هذا البرنامج الدكتور أشرف بيومي رئيس الإدارة السابق واتهمه بالفساد وكانت مكافأته أن تم نقله للإدارة المركزية للصيدلة بعد أن نجح في تشويه صورته أمام الرأي العام. من جانبه رفض الدكتور محسن عبد العليم، رئيس الإدارة المركزية للشئون الصيدلية الرد على اتهامات فتوح، قائلاً إنه ينأى بنفسه عن تبادل الاتهامات مع صيدلي في عمر أبنائه عبر وسائل الإعلام. أكد ل"الصباح" أن سبب اتهام رئيس اللجنة النقابية للصيادلة الحكوميين له ب"أخونة" الإدارة، أنه أصيب بالخيبة جراء سقوطه في الانتخابات النقابية للصيادلة في يوليو الماضي أمام قائمة ائتلاف صيادلة مصر المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، وأنه لم يتحل بالروح الرياضية المطلوبة أمام الخسارة بل لجأ إلى أسلوب التشويه والادعاءات المخالفة للحقيقة والواقع. قال رئيس الادارة المركزية للشئون الصيدلية، إنه حوّل الاتهامات التي وجهت له إلى المسار القانوني، وأن هناك دعوة قضائية وعددا من البلاغات مقدمة للنيابة الإدارية وجار التحقيق بها حالياً ضد تلك الاتهامات المجحفة التي أطلقها رئيس اللجنة النقابية للصيادلة الحكوميين. قالت الدكتورة سماح رجب، مدير المكتب الفني للإدارة المركزية للصيادلة بوزارة الصحة، ل " الصباح "، إنها من أشد المعارضين للإخوان بسبب مواقفهم السياسية، وإن معارضتها تأتي ضمن اتجاه عام للكثيرين في الفترة الأخيرة بعد محاولة الجماعة السيطرة على معظم مؤسسات الدولة، مستطردةً أنها تستثني الإدارة المركزية للشئون الصيدلية من تلك المؤسسات بحكم تواجدها وعملها ضمن فريق الإدارة والذي يؤهلها أن تشهد بأن اختيار الصيادلة المنتدبين للإدارة يتم بمعايير مهنية عدة ليس من ضمنها انتماء الصيدلي لجماعة الإخوان أو لأي خلفية سياسية أخرى. كذّبت سماح، الاتهامات الموجهة للدكتور محسن عبد العليم رئيس الإدارة، بانتداب صيادلة الإخوان للعمل بالإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة دون غيرهم، مؤكدة أنها شاركت في عدد من عمليات اختيار الصيادلة وكانت معايير الاختيار الوحيدةالكفاءة والخبرة وسمعة المتقدم في المديرية المنتدب منها ودرجته العلمية عند التخرج والشهادات الحاصل عليها بعد التخرج ومدى ملاءمتها للوظيفة المنتدب للعمل بها. قالت سماح، إن انتداب الصيادلة من المديريات للعمل بالإدارة المركزية بوزارة الصحة ليس إجراءٌ مستحدثا، ولكنه متبع بشكل دائم في حالة حاجة الإدارة خاصة في ظل عدم وجود تكليف جديد للصيادلة في الفترة الحالية، مشيرة إلى أن من بين المنتدبين صيادلة مسيحيون وصيدلانيات غير محجبات وأن في حال انتداب صيدلي أو اثنين من الإخوان لا تكون ظاهرة ولكنهم جزء من المجتمع ويمكن أن يصادف انتدابهم مثل غيرهم. حول انتداب يوسف طلعت، للعمل كمسئول إعلامي بالإدارة، قالت سماح، إنه صيدلي خضع للتقييم، واتضح أنه يمتاز بالخبرة الإعلامية بحكم عمله في الإعلام، مؤكدة أنها لا تعلم انتماءه السياسي، مستبعدةً أن يكون محسوباً على جماعة الإخوان المسلمين. أما الدكتور أحمد منير، نائب مدير المكتب الفني بالإدارة، فقال إنه عمل بالإدارة منذ تخرجه وهو حاصل على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف من كلية الصيدلة جامعة القاهرة وأنه الثالث عشر على دفعته، وسبق وحصل على إجازة بسبب الفساد المستشري في الإدارة في عهد الدكتور كمال صبرة وعاد لعمله بعد الثورة، ولم يلمس أي محاولات لأخونة الإدارة، وأنه وغيره من العاملين بالإدارة ينتهجون الفكر الليبرالي غير المعادي للدين. قال إن نسبة المسيحيين العاملين بالإدارة حوالي 20% من قوتها الفعلية منهم الصيدلي جون مجدي ومريان عدلي ومريز جورج ودينا سمير وكرستين مجدي وغيرهم .