برزت وسيلة مبتكرة لتمكين ضحايا التحرش الجنسي فى مصر من الوقوف فى وجه المتحرشين، ويسمى المشروع "هارسمنت ماب" أو"خريطة التحرش"، وهذه المبادرة الامريكية قائمة على التطوع وتهدف لوقف القبول الاجتماعي للتحرش الجنسي في مصر، واللافت ان الوسيلة تستخدم تكنولوجيا الانترنت والهاتف المحمول، لتعبئة المجتمعات المحلية والمرأة ضد تلك المشكلة. ووفقا لتقرير لشبكة سي ان ان الامريكية، فالنظام يستند إلى تمكين الضحايا والشهود من تقديم تقرير عن حوادث التحرش الجنسي في وقت حدوثها عن طريق ارسال رسالة على المحمول الى الرقم 6069 ثم يتم كتابة زمن حدوث حالة التحرش ومكانها، وتوضح ريبيكا تشياو، والتى شاركت فى تأسيس هذا المشروع الذى بدأ في نهاية عام 2010، انه خلال دقيقة واحدة أو نحو ذلك سيحصل المتصل على رد تلقائي، وستقوم المجموعة من التحقق من الرسائل الواردة وستضعها على خريطة جوجل لمصر، وستقوم بخلق وثائق على شبكة الإنترنت ويتم تحديد النقاط الساخنة التحرش الجنسي، وسيقوم المتطوعون فى المشروع بزيارة هذه المناطق كجزء من برنامج التوعية المجتمعية التي تهدف إلى زيادة الوعي وإنهاء هذه الأنواع من الحوادث. واضافت شياو وهى امريكية تقيم فى مصر منذ 2004، ان المشروع يحاول تغيير الموقف الاجتماعي وجعله غير مقبول على الإطلاق، حيث اصبحت قضية التحرش الجنسي في مصر متصدرة عناوين الصحف الدولية منذ عام 2011 عندما تعرضت للهجوم مراسلة شبكة "سي بي اس" الامريكية، لارا لوجان في ميدان التحرير اثناء الثورة المصرية التى أدت للاطاحة بالرئيس السابق محمد حسني مبارك. واضاف تقرير السي ان ان انه وفقا لدراسة عام 2008 اجريت على حوالى 1010 امرأة من قبل المركز المصري لحقوق المرأة، كشفت ان حوالى 98٪ من النساء الأجنبيات في مصر وحوالى 83٪ من النساء المصريات تعرضن للتحرش الجنسي، ولكن لا يزال هناك حاجة لمزيد من الدراسات للحصول على فهم أفضل للمشكلة. وأوضحت تشياو، ان المشروع يستخدم قوة المحمول في مصر، للمساهمة فى حل مشكلة التحرش الجنسي، واوضحت ان إجمالي مشتركي الهاتف المحمول فى مصر قد قفز من 13 مليون في عام 2005 إلى أكثر من 80 مليون في العام الماضي، وفقا لدراسة حديثة للبنك الدولي، وفى افريقيا هناك نحو 650 مليون مشترك للمحمول في عام 2012، أى أكثر من الولاياتالمتحدة أو الاتحاد الأوروبي، مما يجعل القارة السمراء تعد ثاني المناطق الأسرع نموا في العالم، بعد جنوب آسيا من حيث استخدام المحمول. واشارت تشياو ان هذا النمو الهائل في استخدام الهاتف المحمول أدى الى الاستفادة منه من أجل تغيير السلوكيات، وتستخدم تكنولوجيا الهاتف المحمول لتقديم الضحايا لتفاصيل كيفية الحصول على خدمات الدعم المجاني، وهناك الكثير من المنظمات غير الحكومية النسائية في مصر تقدم خدمات مثل المساعدة القانونية المجانية، وكيفية تقديم تقرير الشرطة، وتقديم المشورة النفسية والدفاع عن النفس.