ربما تكون النوافذ السياسية التى فتحت علينا مرة واحدة بعد ثورة 25 يناير أجبرتنا على أن نفتح أعيننا لنرى «إيران»، تلك الدولة التى لا نعرفها جيدًا، فربما نعرف عن إسرائيل أكثر ما نعرف عن الدولة الفارسية، لا سيما بعد أن قطع العلاقات معها فى أعقاب الثورة الخومينية، ورغم أن علاقتنا لاتزال مثل ثنائى فى مرحلة التعارف وبدايات «الخطوبة»، فإن هناك إصرارا ايرانيا على تعجل إتمام الزواج مع مصر. عندما تقرأ تصريحات المسئولين فى إيران عن مصر، حذار أن تفهمها غلط، فلا تسىء فهم تصريح «قاسم سليمانى» قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى فى نوفمبر 2011، بأن «مصر ستكون إيران جديدة سواء شئتم أم أبيتم»، الذى صرح به فى أعقاب اندلاع الثورات العربية. ولا تندهش من محاولتها لنشر المذهب الشيعى كما نشرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية فى 30 مارس 2011، حيث إنها قررت طباعة ونشر ما يزيد على 100 كتاب، من بينها فتاوى الخومينى لتوزيعها فى مصر وتونس حتى تكون فى متناول يد الجميع. وكن حسن النية مع تصريح على مددى، مدير دار نشر، بأن هذا الأمر يأتى فى إطار شرح أفكار «الخومينى» للعالم الإسلامى، ولا تغضب من تصريح «على خامنئى» المرشد الأعلى للثورة الإيرانية بأن «الخومينى» الأب الروحى للثورات العربية كلها. ولا تنزعج من إبداء إيران رغبتها لنقل خبرتها فى إقامة الدولة الإسلامية من خلال التعاون بين مجلس الشورى الإيرانى والمصرى، كما صرح «كاظم جلالى» رئيس مركز البحوث التابع لمجلس الشورى الإسلامى مؤخرًا ل«خالد السعيد إبراهيم» مدير مكتب رعاية المصالح المصرية بإيران.
لا تسىء الظن وتفترض أن كل هذه المبادرات هى محاولات توغل وسيطرة إيرانية على الداخل المصرى، بل هو تقارب سياسى برىء، مثله مثل التصريح البرىء للسيد «على أكبر ولايتى» مستشار قائد الثورة الإسلامية «على خامنئى» الذى يفيد بأنه مع تنامى الصحوة الإسلامية فى العالم سيتم فى النهاية رفع لواء الإمام الخومينى.
فعليك عزيزى القارئ بتصحيح نواياك عندما تقرأ مثل هذه التصريحات حتى لا تسىء الظن وتفهم غلط.