الظاهرة الأحدث من التوغل الدينى هى قيام العقلية الدينية بتكييف الأنشطة الجامعية على طريقتها، فكما رأت الفصل بين الطالب والطالبة فى الجلوس داخل المدرجات، تفصل بينهما، أيضا، فى الأسر الجامعية، فقد ظهر العديد من الأسر الجامعية الخاصة بالفتيات فقط، ولا تقبل دخول الطلبة الذكور، كلها تحمل أسماء ذات صبغة دينية، أولاها أسرة «بنات محمد» «صلى الله عليه وسلم»، وأوضحت «فاطمة محمد»، إحدى عضوات الأسرة، وطالبة بكلية دار العلوم، أن بداية ظهور الأسرة كان وقت الثورة وأنها أسرة بنات فقط لا تقبل الفتيان، لكنها تعتبر أن الأسرة ليست رجعية التفكير، لأنها رغم طابعها الدينى البحت فإنها تقبل بأن ينضم لها فتيات غير محجبات. وأضافت «هند فوزى»، عضوة بأسرة «زهرة الغد»، أنهن قمن خلال الفترة البسيطة لتكوين الأسرة بأنشطة متعدة مثل إقامة معارض للكتب والملابس بالاشتراك مع جمعية رسالة الخيرية واللجنة الاجتماعية باتحاد الطلبة، كما استضفن عمرو خالد فى ندوة تمت فى كلية التجارة. أيضا، أقامت الأسرة عددا من الندوات منها ندوة بعنوان «الطريق للتفوق» بالإضافة إلى ندوات فى مجال التنمية البشرية إلى جانب قوافل توعية. ومن بين الأسر النسائية التى ظهرت حديثا أسرة «النور»، وقد أوضحت ولاء هاشم –إحدى العضوات- أن الأسرة، أيضا، حصرية على البنات، وهدفها نقل الخلق الجميل والواعى للفتيات، ودفعهن إلى حب العمل الجماعى والخيرى، وأهم أنشطة «النور» عقد ندوات دينية وثقافية بالتعاون مع اتحادات الطلبة بالإضافة إلى توفير الملخصات الدراسية للطلبة، وأن الأسرة ليس لها توجه سياسى معين فهى لم تحث أعضاءها على المشاركة فى «جمعة الشريعة» لأنها حرية شخصية. الملحوظة الأخيرة أن الأسر الدينية بعد أن كانت مقصورة عادة على كليات الحقوق ودارالعلوم أصبحت موجودة فى باقى كليات الجامعة.