التقت الصباح, الشيخ أحمد ساهر، المواطن المصري الذي يعمل باحث في مجال التيارات والحركات السياسية، ومؤسس التنسيقية الإسلامية، بعد عودته من سوريا التي مكث بها عدة أشهر قضاها في الجهاد مع السوريين ضد نظام الأسد، كما عاد قبل أسبوع بعد قضائه نحو 45 يوم متنقلاً بين مدن وأحياء سوريا، ليحاضر في دورات تدريبية في مجالات التنمية البشرية والإدارة للمجاهدين بالكتائب المقاتلة في المدن التابعة للجيش الحر , مبدياً رغبته في العودة قريبا إلى سوريا، لرفع الحالة المعنوية للمجاهدين المصريين المتواجدين بسوريا والاشتراك في توعية وتدريب المقاتلين, وخاصةً ان دور المقاومة لا ينحصر في الدفاع عن المدن المحررة فقط، بل توفير سبل الحياة بجميع اشكالها للشعب . أكد الشيخ ساهر أنه قام بتدريب بعض الكتائب، في مجالات عدة من بينها التسويق والتنمية الإدارية ووضع أسس ومعايير العمل بها، بجانب دعوة الأفراد المتشددين في الدين لعدم تكفير غيرهم من السوريين الذين لم يشاركوا في المقاومة والتعامل معهم دون تعصب, مؤكداً أن مشكلة السوريين تتمثل في عدم تعودهم على العمل الجماعي لتخطي العقبات التي تقف أمامهم من قطع الاتصال وصعوبة التنقل وعدم الأمان واستمرار القصف، حتى أن بعض الكتائب المقاتلة ممكن أن تتقاتل لأجل الغنائم عقب المعركة مع النظام . وحول اشتراك المجاهدين المصريين في مقاومة نظام الأسد, أكد أنه التقاهم في بعض المدن السورية بالصدفة، ولكنهم متواجدين بسوريا بأعداد قليلة مقارنة بالجنسيات المتواجدة بمدن المقاومة ولكنهم يصرون على عدم العودة من سوريا إلا بعد سقوط النظام المجرم أو يستشهدوا, مشيراً إلى أنه بمجرد انضمام أي مجاهد لكتائب المقاومة تتكفل الكتيبة بمصروفاته وتسليحه . كما أعلن الساهر إنشاء " المركز العالمي للدعوة والإغاثة السورية "، بحيث يكون تابع لجمعية " أنشطه حياة بلا مشقة "، مع فتح حساب بنكي مخصص له لجمع تبرعات لمساعدة المجاهدين السوريين . ويرى الساهر، أن هناك مساعي غربية لإقصاء التيار الإسلامي وحصره في الجيش السوري الحر، في الوقت الذي يمثل الجيش الحر فصيل ضمن الفصائل وليس كل الفصائل وهذا ليس طعنا فيه، لافتا إلى أنه يوم بعد يوم يكبر تعاطف السوريين مع الإسلاميين، وخاصة لأنهم يجدوهم يوزعون الغنائم بالعدل . ويروي الساهر عن أصعب المشاهد التي رآها هناك، حيث قال " في أحد المدن، كان يحلق طائرتين من طراز "ميج" وكان القصف قوي على المنطقة، قنابل وبراميل متفجرة، كنت على بعد 500 متر، رأيت بعيني تناثر أشلاء الأطفال، حتى أنني مسكت جسد طفل عمره 11 عام جسده كان مشوه، وما صدمني أن شخصا أخبرني بأنه كان طفل أخرس، مات وقتها أكثر من 35 شخص أغلبهم من منطقة مؤيده للنظام . ويقول الساهر، أن النظام السوري يقوم بسحب الكثافة السنية من بعض الكتائب، ويجعلهم يخدمون في أسلحه بعيده عن المواجهات المباشرة خوفا من انشقاقهم، ويستبدلهم بعلويين, مؤكداً أن الثورة السورية ثورة يتيمة لم تجد من يرعاها حق رعايتها، لهذا تدفع فاتورة غالية أمام هذا النظام التتري، القصف لا يفرق بين مؤيد أو معارض، أحد الأيام 3 أيام قصف طيارات لو حرر الثوار مدينة، المدن كانت على الأرض مدمرة تماماً، بالإضافة إلى قطع الكهرباء لمدة 22 ساعة يومياً . ومن أبرز التحديات التي تواجه الكتائب المقاتلة, الطائرات، مؤكداً أنه في حالة ضرب المطارات وإيقاف القصف الجوي سيختلف المشهد وبخاصة أن كل الأسلحة المضادة للطائرات "م.ط" ضعيفة، بالإضافة إلى كثرة الفصائل، ليس الكل على قلب رجل واحد، يصل لبعض المواجهات بين فصائل الثورة على الغنائم، إخفائها شيء من عدم الشجاعة في مواجهه أمراض موجودة. ولعل أبرز التحديات أيضا التي واجهتها، بعض المناطق لم يتمكن الثوار من احتضان حاضنه شعبيه، مثل اريحا، من أوائل المدن التي ثارت في ادلب، النظام استردها، حاول الثوار مره أخري أن يدخلوها فتم طردهم من قبل السكان، حيث قالوا "هذه مدينة هادئة عندما تأتون يتجدد القصف . أما التحديات المادية، فإن السوريون ينفقون مرتين، الأولى على الثورة، طلقه الكلاشنكوف تساوي 2 دولار، وكذلك المأكل والمشرب، حتى أن دكتور في أحد المستشفيات أبلغني بأن الفاتورة اليومية للمستشفى تبلغ ألف دولار يوميا .