يبدأ نائب وزير الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز اليوم الخميس بزيارة إلى العاصمة الجزائرية لإجراء مباحثات مع كبار المسئولين الجزائريين حول آخر التطورات فى الأزمة المالية بعد سيطرة الجماعات المسلحة على شمال البلاد. ونقلت الإذاعة الجزائرية الحكومية الليلة عن جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية قوله أن الجزائر وموريتانيا لهما موقف حاسم من أجل إيجاد حل دائم بشمال مالي رغم أنهما دولتان غير عضوين في المجموعة الاقتصادية لبلدان إفريقيا الغربية "ايكواس".
وأضاف أن الولاياتالمتحدة تنوه بجهود القادة الأفارقة من بينهم رئيس بوركينا فاسو من أجل تسهيل الحوار بين الحكومة الانتقالية والجماعات المسلحة بشمال مالي التي تؤيد الوحدة الترابية لمالي وترفض الإرهاب .
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد قامت يوم 29 فبراير الماضي بزيارة قصيرة للعاصمة الجزائرية أجرت خلالها محادثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حول الوضع في شمال مالي .
وقالت كلينتون في ختام لقائها مع بوتفليقة "كانت لنا محادثات معمقة جدا حول الوضع في المنطقة وخاصة في مالي".
وتتخوف الجزائر التي تربطها حدود مشتركة مع مالي بطول 1400 كيلومتر من أن يخلف أي تدخل عسكري واسع شمال مالي مشاكل أمنية معقدة لها، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف من الطوارق الماليين كما أنها تتحفظ على التدخل، وتدعو لفسح المجال للتفاوض بين حكومة باماكو وحركات متمردة في الشمال تتبنى مبدأ نبذ "التطرف والإرهابوتتصارع كل من حركة "أنصار الدين" وحلفائها: "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وحركة "التوحيد والجهاد" السيطرة على شمال مالي مع حركة "الجبهة الوطنية لتحرير أزواد"، وذلك منذ سيطرة هذه الحركات على المنطقة في أبريل الماضي بعد شهر من حدوث انقلاب عسكري أطاح بالرئيس المالي توماني توري، وانسحاب الجيش النظامي من الشمال.
وكان قادة مجموعة دول غرب أفريقيا (إكواس) قد وافقوا خلال اجتماعهم بأبوجا عاصمة نيجيريا مؤخرا على نشر قوة أفريقية قوامها 3300 جندي شمال مالي وسيتم إحالة المشروع لمجلس الأمن الذي منح المجموعة مهلة 45 يوما لتقديم مخططها حول التدخل في شمال مالي انتهت يوم 26 نوفمبر الماضي.